لعبة الموت” الحوت الأزرق” تغزو مقاهي عدن

عدن24 | عبدالسلام الجلال

 

انتشرت المقاهي الالكترونية التي تستخدم الألعاب  الحربية في مدينة عدن كجزء من طرق جلب المال وازداد هذا الانتشار بعد الحرب الأخيرة حيث باتت هذه الظاهرة مصدر قلق حقيقي لقيم المجتمع ومبادئه .

كوارث حقيقية تدمر سلوكيات الإنسان وفطرته السليمة غابت عنها الحكومة اليمنية التي لم يعد لها ارتباط حقيقي بالمواطنين وهمومهم،  حيث اشغلت نفسها بالنهب والفساد والإفساد وضياع الحقوق.

غابت الدولة وبغيابها ازدادت السلوكيات السلبية في المجتمع حيث بات المواطن يشعر بضرورة استعادة دولته الجنوبية بعد انهيار الشرعية اليمنية ليشعر بإيجابية تجاه جيل حاضر وجيل قادم ينتظر تحقيق آماله وطموحاته .

وظهرت مؤخراً ألعاب جديدة مدمرة للعقل وللروح في آن واحد، و للأسف أصبحت هذه الالعاب في متناول الشباب لاسيما طلاب المدارس الذين أصبحوا يتابعون بعض هذه الألعاب في المقاهي  منها “لعبة الحوت الأزرق” التي أودت بحياة أشخاص بعد ما دخلوا معتركها،  ولاتدع  للمستخدم مجالاً للانسحاب من اللعبة الا بعد اجتياز المهمة بنجاح أو الانتحار.

وهذا ما برز مؤخراً في بعض مقاهي  العاصمة عدن، حيث بدأ  بعض المراهقين في ممارسة لعبة “الحوت الازرق” التي أثارت الكثير ممن سمعوا بهذه الكارثة التي حلت في أساس بناء المجتمعات “التعليم” لتبدا ممارسة نوع من انواع برامج هذه اللعبة “الاستحضار” وهي من أخطر أنواع برامج الالعاب التي تقود المستخدم إلى الدخول في الغيبيات المؤدية الى المجهول المعتم.

ولعبة “الحوت الأزرق” هي لعبة ظهرت على وسائل التواصل الاجتماعي يزعم تواجدها في عدة دول حول العالم ويعود تاريخها لعام 2016، حيث تتكون «اللعبة» من تحديات لمدة 50 يوماً، وفي التحدي النهائي يطلب من اللاعب الانتحار، ومصطلح “الحوت الأزرق” يأتي من ظاهرة حيتان الشاطئ، والتي ترتبط بفكرة الانتحار، ويشتبه في كونها أصل عدد من حوادث الانتحار ولا سيما في صفوف المراهقين.

ويقول  فيليب بوديكين  وهو طالب في علم النفس تم طرده من جامعته لابتكارهِ اللعبة أن هدفه هو “تنظيف” المجتمع من خلال دفع الناس إلى الانتحار معتبراً أنه ليس لحياة الناس ُ قيمة.

ومن المهام التي تتواجد في هذه اللعبة الخطيرة :

  1. نحت عبارة F57 أو رسم حوت أزرق على يد الشخص أو ذراعه باستخدام أداة حادة ثم إرسال صورة للمسؤول للتأكد أن الشخص قد دخل في اللعبة.
  2. الاستيقاظ عند الساعة 4:20 صباحا ومشاهدة مقطع فيديو به موسيقى غريبة يترك اللاعب في حالة كئيبة.
  3. عمل جروح طولية على ذراع المتحدي.
  4. مشاهدة أشرطة فيديو مخيفة كل يوم.
  5. الاستماع إلى موسيقى يُرسلها المسؤول.
  6. نكز ذراع الشخص بواسطة إبرة خاصة.
  7. إيذاء النفس أو محاولة جعلها تمرض.
  8. الذهاب إلى السقف والوقوف على الحافة.
  9. الوقوف على جسر.
  10. تسلق رافعة.

وفي هذه الخطوات يتحقق شخص مؤمن بطريقة أو بأخرى لمعرفة ما إذا كان المشارك جديراً بالثقة.

وبعد الكثير من هذه  الخطوات تأتي الخطوات 30-49 والتي تنطوي على مشاهدة أفلام الرعب والاستماع إلى الموسيقى التي يختارها المسؤول، والتحدث إلى الحوت. ثم تكون المهمة الأخيرة  وهي الانتحار بالقفز من مبنى أو بالطعن بسكين.

وقالت الإعلامية آيات عبدالله: إن لعبة “الحوت الأزرق ” او بشكل عام الألعاب الإلكترونية أصبحت منتشرة بشكل كبير بين الأطفال، تستدعي ضرورة إيقافها والحد منها .

وأضافت “أن هناك طرقاً عديدة تبدأ من دور الأسرة في احتواء أطفالها ومراقبة سلوكهم و هواتفهم، و عدم ترك الأطفال منعزلين لساعات طويلة لكي لا يصبحوا اداة قابلة للانجراف وراء تلك البرامج الرقمية التي تبدأ بالتحدي وتنتهي بالانتحار .

وأشارت إلى أن دور المدارس في إقامة فعاليات وأنشطة طلابية يساعد على تنمية قدرات الطفل وإشباع طاقته التي قد تتسبب في شروعه لإيذاء نفسه ومن حوله.

ويشير أحد المدرسين (فضل عدم ذكر اسمه) إلى أنه في مجتمعاتنا وخاصة بعد الحرب غابت  الرقابة  والتفتيش على العاب الأطفال الإلكترونية والانترنت بشكل عام وظهرت أشياء كثيرة في مجتمعنا المحلي بعد الحرب مباشرة والسبب غياب الحكومة وغياب الوازع الديني حتى أن الناس أصبحت تلتزم الصمت إزاء كل ما يحدث في محيطهم العام.

وأضاف “هذه الالعاب منتجة من الدول الأوربية وهناك الكثير من وسائل الإعلام العربية تحدثت عن مخاطر هذه الالعاب التي غزت الشباب، وهناك افلام جديدة ظهرت لكن بالنسبة فالله موجود وليس هناك أي شيء غيبي إلا بأمر الله.

بدأت هذه العاب بشكل عام تدخل في الدول الأوروبية التي يعتنق سكانها ديانات متعددة اما الدين السلامي فقد حذرنا من الانخراط في مثل هذه المعتقدات  التي تسهل لك الامور ضمن الغيبيات.

وانتشرت هذه اللعبة في محلات الانترنت في بلادنا، وبدأ تحميلها في الجوالات، ومن المفترض حظر  هذه الالعاب التي أثارت العديد من المشاكل وأدت إلى الانتحار  و هذه الالعاب تجعل متابعيها في عالم آخر من السحر والشعوذة”.

وتابع “في دولة الإمارات  حظروا  هذه الالعاب، واي مكان يحمل هذه الالعاب من الانترنت،  يتم ايقاف المحل ودفعه غرامات مالية”.

واردف” قائلا المجتمع اليوم وخصوصا بعد الحرب يتقبل اي شي جديد حتى وإن كان على دمار النفس والمجتمع.

وهذه الالعاب تتجه بشباب اتجاه غير سوي ويبدأ في اللعب بالعقول من خلال الوصول إلى أشياء لم تكون موجوده وهنا تكمن الخطورة على ضعاف الأنفس الذين صلتهم برب العالمين غير متينه على أنه هو وحده القادر على تغير مناحي الحياة.

 

مخاطر الألعاب

تكمن مخاطر هذه الالعاب المنتشرة في الانترنت، في إنهاء الشخص المتتبع لها فهي تقوده إلى الانتحار وغيرها من الأعمال المهلكة.

الدول الأوروبية عندما عانت منها وشعرت بخطورة هذه الالعاب عملت على حظرها لكن الكسب المادي  دائما يتغلب على أي شيء آخر  للأسف سواء أكان مشروعاً او غير مشروع .

 

التجسس

وهناك ألعاب أخرى من شأنها التجسس على شخصيات من خلال تحديد موقعك التي تتحدث منه لكنها بشكل لعبة او تحديد المكان.

ونلاحظ اكثر متابعين هذه الالعاب يسيرون في الطرقات وهم في غفلة عما حولهم منهم من تعرضوا لحوادث مختلفة، وذلك نتيجة غفلتهم.

التحذير من مخاطرها

اذا لم يكن هناك تحذير لطلابنا من مخاطر هذه الالعاب ومغباتها وكذا نزول لجان تفتيش لمحلات الانترنت لمعرفة ماهي الالعاب والبرامج التي يتم مشاهدتها، سيضيع  الشباب بشكل عام، قد لا يلعب الشاب في الانترنت  وانما يتم تنزيلها لمتابعتها عبر الجوال لذلك تشاهد اغلب الشباب يتابعون الجوال لساعات طويلة دون حسيب أو رقيب من قبل الأسرة.

وهناك شروط معينة للدخول في هذه اللعبة (الحوت الأزرق) تؤدي الى القتل لذلك إذا وافق الشخص على بنود اللعبة لا يمكن له أن يغادرها أو ينسحب ومن شروطها الاستمرار في اللعبة حتى الوصول إلى المرحلة الأخيرة التي تودي الى الموت في كل الأحوال.

ما زاد الطين بلة غياب الرقابة على هذه الجهات. ودور الأسرة في متابعة الابناء للأشياء التي يتابعها أصبح غائباً .

 

رقابة مفككة

من جانبها قالت حنان حسين: إن مخاطر هذه الألعاب المؤدية في نهاية المطاف إلى الانتحار، تكمن في أساسها في عدم وجود رقابة محكمة صحيحة من عدة جهات،  تكون كالسياج المانع لحماية الأطفال من هذه المخاطر وما يؤدي إليه.

فمن هذه الجهات دور الأسرة التي تكون تحت سقف المنزل، مراقبة الأم و الأب لتصرفات ابنائهم، ملاحظة التغيرات التي تطرأ على شخصيات أبنائهم، تدارك واحتواء الأبناء قبل الوقوع في براثن هذه اللعبة، لأن الأسرة تعتبر المتهم البارز في قضية هزت جميع المجتمعات بلا استثناء.

وأضافت ” من ناحية أخرى يجب أن يكون هناك دور أكبر للحكومة التي غالبا وواقعيا ليس لها دور فعلي في مراقبة المواقع التي تبث هذه الألعاب، وحجبها كليا بحيث لا يستطيع أي برنامج فك هذا الحجب، لذلك على الحكومات العربية عامة، تفعيل دور الرقابة على الإنترنت،  وعلى كافة المواقع الضارة التي تبث سموماً قد تؤدي في النهاية إلى مأساة ومضار لا تستطيع بعد ذلك كبحها.

من ناحية أخرى تساءلت ، أين المجتمع الدولي من كل حالات الانتحار، التي انتشرت على مستوى الأطفال والمراهقين حول العالم،  الإحصائيات في تزايد،  والمجتمع الدولي في صمت غامض، كأنه يغض بصره عن هذه الحالات المتتالية للانتحار بسبب لعبة الكترونية،  أصبحت هاجساً ونفقاً خطراً قد لا يوجد له مخرج .

 

الألعاب الإلكترونية في الإنترنت

ظهرت الإلعاب الإلكترونية بشكل واسع النطاق لما له من مخاطر واضرار على عقول الشباب والشابات فكثر ظهور استخدام الإنترنت مع جميع الفئات العمرية وتطور بشكل واسع لكن لسوء الحظ لم ندرك عواقبه عندما يملك أطفالنا (الأصغر من 18 عاماً) الجولات المزودة بالأنترنت لا يحسنون استخدامها ابدا فتساور لهم عقولهم اللعب بالألعاب الإلكترونية الحديثة ويتداولونها فيما بينهم مما يسبب الانحراف الخلقي وهذا بسبب ضعف دور الأسرة في تربية اولادها على القيم الفاضلة فالأسرة لها دور فعال في مراقبة ابنائها وتعليمهم الاخلاق الحسنة.

الام او الاب اذ لم يعطوا للطفل الدلع الزائد في استخدام الانترنت ولحقوه بالتعليم الصحيح في المدرسة ثم المراجعة والكتابة في البيت وانشغل الطفل في دراسته لا يلجأ إلى استخدام الانترنت .

2-الحق طفلك بمجالس الذكر وحلقات تعلم القرآن خير من ان تملكه جهاز الكترونيا يضيع وقته هدرا بالألعاب السيئة.

3- إذا تحب ابنك يتعلم الجهاز الإلكتروني فملكه لكن كن حسن المراقبة له واستخدامه في اوقات محدودة.

الألعاب الإلكترونية الخطيرة ضيعت مستقبل الشباب الزاهر فلعبت بعقولهم واصبح تفكيرهم بها وهذا بسبب ضعف دور الأسرة.

وذكر الأخ علاء محسن أن لعبة الحوت الازرق ليست لعبة بالمعنى التقليدي وانما عبارة عن مجموعة من التحديات يتعين على اللاعب توثيق نفسه وهو يقوم بإتمامها حتى يتمكن من الانتقال بين المستويات واتمام اللعبة. الا ان هذه التحديات تعتمد بشكل اساسي على مبدأ التدرج فهي تبدا بأوامر تبدو عادية مثل الاستيقاظ في وسط الليل ومشاهدة  افلام الرعب إلا انها سرعان ما تبدا في اخذ منحنى خطيراً مثل  الرسم على الجسد بأدوات حادة والوقوف في اماكن مرتفعة قبل الوصول الى التحدي الاخير رقم ٥٠ والذي يطلب فيه من الشخص الاقدام على الانتحار.

واضاف الباحث ان هذه اللعبة ليست متاحة لكل شخص في اي وقت وانما يجري استهداف زوار بعض المنتديات المعينة وعلى وجه الخصوص الاشخاص الذين يعانون من عزلة اجتماعية واكتئاب شديد، وبهذا يستغل تحدي الحوت الحالة النفسية المختلة عند بعض المراهقين للسيطرة عليهم عقليا mind control واستدراجهم لإلحاق الضرر بأنفسهم. وليس بعيدا أن تسمية التحدي “الحوت الازرق” تعكس في الاساس الحالة النفسية عند الفئة المستهدفة فالحوت الازرق يتنقل في المياه بمفرده ويعيش في عزلة اجتماعية نسبيا على عكس الثدييات او الاسماك الاخرى.

وعلى مرأى ومسمع بات الشباب لاسيما الاطفال ينافسون الكبار في استخدام الجوالات، بل يفتخر بعض الآباء أن أولادهم يمتلكون جوالات وقد لا يدركون انهم بهذه الطريقة يقضون عليهم.

مشاهدات افلام الأكشن التي تظهر الامور على غير حقيقتها وتجعل الشاب الذي يشاهد هذه الأفلام يحاول أن يطبق ما شاهده على أرض الواقع في كل تفاصيلها، وهنا تكون مشاكل العنف كثيرة ومتنوعة، القتل الانتحار من خلال الرمي من علو شاهق وغيرها من الاعتداءات التي يقوم بها الطفل على زملائه الآخرين.

وكذلك العنف التربوي في المدارس والذي يتحول الى مشكلة يصعب استئصالها، عكس الظاهرة التي تظهر لفترة وتختفي، وهذا كله بسبب الجوالات التي يحملها الطفل وما بها من العاب.

وسط زحام الأسرة وانشغالها بأعمال الحياة تلجأ الكثير من الأسر الى الدفع بأبنائها إلى محلات الأنترنت حتى تجد ما يشغل أبناءها وفي نفس الوقت تخفف ع نفسها هم إزعاج الأطفال داخل البيت.

وتقول لوريزا نصر: إن الأسرة تظن ظناً خاطئا منها أن الأنترنت يوسع مدارك الأطفال ويجعلهم يواكبون العصر وتطوراته التي تسابق عقارب الساعة،  لكن الحقيقة المرة أن هذه الأسر تعيش في جهل وغفلة عن مخاطر وعواقب الذهاب لمحلات الإنترنت،  وقد تكون هذه العواقب عواقب اختلالية في سلوكيات أبنائهم سواء أكانت نفسية او اخلاقية.

وأضافت “فكثير من الألعاب التي يلعبونها وبالإضافة لبعض المواقع، تعد خطراً مداهماً لعقول وأخلاقيات الأبناء ونتائجها وخيمة قد تؤدي الى خسارة لأبنائنا دون أن نشعر بذلك.

وتابعت “يجب أن تعي الاسرة هذا الخطر الذي يهاجم عقول أبنائنا  ويكاد  يستفحل فيها وان يكونوا السباقين في توعية الأبناء بعدم الانجراف لهذا التيار الأكثر خطرا على العقول في عصرنا الحديث”.

واختتمت “وعليهم أن يختاروا لأبنائهم الشيء الأنسب والأفيد في استغلال الوقت وتسخيره فيما ينفع الأبناء”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى