الحوثي و(الإصلاح) وجهان لعملة واحدة

عدن24 | خاص

إن المتأمل اليوم في المآسي والكوارث الإنسانية التي أصابت اليمن برمته سيكتشف بما لا يدع مجالا للشك أن أولئك الذين يحملون الأفكار التدميرية ويتدثرون برداء الدين هم أنفسهم السبب الرئيسي في الويلات والمصائب التي حلت بالبلاد وهم أنفسهم من أشعلوا فتيل الحرب العبثية التي استبدت بالشعب ودفع ثمنها غالياً من دماء أبناء ومقدرات البلاد وبدرجة أساسية كانوا هم أنفسهم السهام التي وجهت للقضية الجنوبية لوأدها لكن الله سبحانه وتعالى هو الحامي لشعب الجنوب وقضيته العادلة.

والمتتبع لحقائق الأمور التي طفت ومازالت تطفو على سطح الأحداث ستتجلى له حقيقة مفادها أن حزب الإصلاح فرع الإخوان المسلمين في اليمن والحوثيين يشكلان عقبة أمام السلام في اليمن ويسعيان إلى وأد القضية الجنوبية، ولن يستطيعا تحقيق ذلك مهما امتلكا من قوة وجبروت فالإخوان (الإصلاح) ربيب قطر والحوثي المدلل والمدعوم من إيران باتا كلاهما مكشوفين للعالم أجمع بأنهما إبليسا العصر هم ومن تبعهم الذين يعيثون في الأرض الفساد لكن نجومها آفلة لامحالة بعد خسروا كل ما لديهم من أوراق وأن عزائم الرجال لهم بالمرصاد خاصة رجال ونساء بل وأطفال شعب الجنوب الذين أقسموا اليمين على عودة دولتهم الجنوبية المستقلة التي اختطفت عام 1990م.

مشتركات فكرية تدميرية

لو استعرضنا التماهي الحوثي الإصلاحي المشترك ستتضح لنا الأمور بأنهما قد خسرا كل شيء فما عليهما الا الرحيل من أرض الجنوب فكلاهما يسعيان إلى تدمير عقول الشباب والأطفال فمثلما عمدت مليشيات الحوثي في الشمال إلى تفخيخ عقول الاطفال والشباب من خلال حلقاتها الثقافية المظللة بالإضافة إلى تشويه المناهج التعليمية بإدخال الكثير من الدروس ذات الصبغة الطائفية المستنسخة من التجربة الإيرانية، في خطوة وصفت بأنها تهدف تدمير للهوية والنسيج والسلم الاجتماعي في اليمن، بالمقابل يعمل حزب الإصلاح على تضليل الشباب والأطفال بالأفكار الخاطئة ويركز توجيه سهامه إلى الجنوب بشدة مستهدفاً القضية الجنوبية وينسق ومن تحت الطاولة مع الحوثيين عبر قطر وتركيا وايران بل وصل إلى أبعد من ذلك في تجنيد إعلامه تحقيقاً لهذا الغرض ولخدمة التنظيمات الإرهابية التي يشرف عليها ويرعاها بعم قطري تركي إيراني.

استخدم (الإصلاح) وسائل الإعلام لتنفيذ مخططاته وتضليل الرأي العام في الداخل، حيث تمول قطر عدداً من القنوات الفضائية التابعة للحزب، بالإضافة إلى أكثر من 80 موقعاً إلكترونياً ودعم آلاف الحسابات الوهمية على مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف الإساءة لدول التحالف ودورها في مكافحة الإرهاب، ومحاربة الانقلاب على الشرعية.

وتموّل قطر قناة بلقيس التابعة للقيادية في حزب الإصلاح توكل كرمان والتي تبث من تركيا، وتمول أيضاً قناة «يمن شباب» التابعة لقيادات في حزب الإصلاح وتبث من تركيا وتم تدريب موظفيها في مقر قناة الجزيرة، وتموّل كذلك قناة سهيل التابعة لحزب الإصلاح والتي تبث أيضاً من تركيا.

كما تمول قطر عدداً من الإعلاميين التابعين للحزب الذين شكلوا شبكة منظمة على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف التضليل على الرأي العام.

التناغم بين الإصلاح والحوثي عمل مدروس وممنهج ستكون له ارتدادات خطيرة في المستقبل لابد من التنبه له حتى بعد عودة الجنوب إلى أحضان شعبه فهؤلاء يؤسسون لتعميق الخراب والدمار في المستقبل لتنفيذ مصالح إقليمية ودولية وعلى رأسها ايران وقطر وتركيا التي تشكل محور الشر في المنطقة وتتبادل الأدوار فيما بينها، وهناك حقيقة تاريخية مفادها أن أية أحداث في الشمال تؤثر على الجنوب والعكس صحيح ومعنى ذلك أن الأفكار المظللة التي يبثها الحوثيون واحداث شرخ في مجتمع الشمال ستؤثر سلباً على شعب الجنوب مع مرور الزمن ولذلك وجب التنبه لمثل ذلك ولمواجهة أيضا الافكار الخاطئة وباسم الدين التي يسمم بها الإخوان (الإصلاح) الشباب والأطفال في كل من الشمال والجنوب.

ولقد بات الأمر جليا أن الأفكار الحوثية الايرانية في الشمال تمثل تهديدا خطيرا ولها عواقب وخيمة بتغلغل أفكارها الطائفية في عقول هذا الجيل والأجيال القادمة، وفق ما يؤكد متابعون للشأن اليمني.

وتكمن الخطورة في أن تلك الأفكار الطائفية والخرافات التي يدعيها الحوثي، كان يتم تدريسها فقط فيما يسمى بالدورات الثقافية لمن يوالونه، إلا أنها باتت في صلب العملية التعليمية في المدارس والجامعات والمعاهد اليمنية.

محللون ومراقبون سياسيون أجمعوا على أن “عملية التجنيد تبدأ في المناطق التي تخضع لسيطرة العصابات الحوثية عن طريق المدارس، من خلال البرامج المكثفة التي يقدمها عدد من الحوثيين”.

إبليسهم فارسي عثماني

وفي تطور آخر أكد قيادي في مليشيات الحوثي الموالية لإيران الترابط الوثيق الذي يربطهم بالإخوان المتمثل بحزب الإصلاح وأن قضيتهم باتت واحدة في مواجهة ما أسماه بالمخططات التي تستهدف الجماعتين.

وقال القيادي الحوثي محمد ناصر البخيتي في تصريح نشرته وسائل إعلام موالية للمليشيات: “قضيتنا وقضية الإخوان واحدة، والتهديدات التي تواجهنا واحدة وكبيرة، وهو ما فرض علينا أن نكون في خندق واحد”, وفقاً لموقع 24 الاخباري العربي.

ومعلوم أن البخيتي دعا قبل نحو عام ونصف إلى توحيد الجهود بين مليشيات الحوثي الموالية لإيران وتنظيم الإخوان الموالي لقطر، بعد إعلان المقاطعة العربية للدوحة المتورطة في دعم الحوثيين والمليشيات الإرهابية في اليمن, واستجابت القيادية الإخوانية توكل كرمان لدعوة البخيتي فأعلنت تحالفاً استراتيجياً لمواجهة التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، تماشياً مع الرغبة الإيرانية والقطرية في إطالة أمد الحرب في البلد الأفقر في شبه الجزيرة العربية.

وتقول تقارير يمنية إن “الإخوان يعرقلون الحسم العسكري ضد الحوثيين، ناهيك عن افتعال معارك ضد الجماعات السلفية في مدينة تعز التي تقاتل الحوثيين، الأمر الذي كشف التحالف بينهما بشكل أوضح”.
ويتجلى ذلك في الصفقة الأخيرة التي تمت منذ أيام مضت بين مليشيات الحوثي وحزب الإصلاح “الإخواني” حيث كشفت وسائل إعلام محلية، يوم الخميس الماضي، عن “صفقة” أبرمتها مليشيات الحوثي مع قيادات في حزب التجمع اليمني للإصلاح “إخوان اليمن”؛ لإطلاق سراح عشرات المعتقلين المنتمين لتنظيم القاعدة، في سجون صنعاء.

ومن جانبها قامت “مليشيات الحوثيين بنقل العشرات من عناصر تنظيم القاعدة، من سجن الأمن السياسي بصنعاء، بإشراف مباشر من المدعو عبدالقادر الشامي، وكيل الجهاز المركزي للأمن السياسي، الخاضع لسيطرة الحوثيين”.

وعلى كل حال عملية نقل السجناء من السجن “تأتي تمهيدًا لنقلهم إلى محافظة مأرب، شرقي البلاد، الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية التي يسيطر عليها الإخوان، وفقًا لاتفاق غير معلن، عقدته مليشيات الحوثيين، مع قيادات في حزب الإصلاح”.

ووفقا تأكيدات تتصل بمصادر مطلعة لدى الحوثيين والاخوان فإن ذلك يأتي “ضمن مخطط ترعاه دولة قطر، للتقارب بين الإصلاح وتنظيم القاعدة، وجماعة الحوثي”.

لقد خلا الجو تماما لإخوان اليمن المتمثل بالإصلاح الذي يقف اليوم على رأسه علي محسن الأحمر.. فأمام هشاشة حكومة ما يسمى بالشرعية تتغلغل مخالب الإصلاح في كل شبر في اليمن وتسعى إلى الانقضاض الكامل على مقدرات البلاد لكنه عصي عليه الاستمرار في نهب ثروات ومقدرات شعب الجنوب.

فقد حذر سياسيون من السماح لجماعة الاخوان باليمن من تقوية مركزها السياسي والاستحواذ على أكبر حصة ممكنة من السلطة والأرض والموارد.

باحثون وكتاب سياسيون أفضت تحليلاتهم للوضع القائم في اليمن تطرقوا إلى خطورة التناغم الحوثي الإخواني في البلاد والمنطقة برمتها.. وخرجوا بنتيجة مفادها أن جماعة الاخوان أخطر من الحوثيين كونها مرتبطة بفكر وتنظيم عابر للحدود ولديه رؤية جهادية عالمية وهو ما تفتقر إليه جماعة الحوثي التي تعلق رؤيتها في اليمن فحسب.. ولم تتمكن قيادات الإصلاح من إقناع أنظمة الحكم في دول الخليج والدول الغربية في تبرئة الحزب من التبعية للتنظيم المحظور عالميا كون “الفكر الاخواني” هو الرئة التي يتنفس بها “الإصلاح” وكل كوادر الحزب وناشطيه متأثرون فكرياً وسياسياً بقيادات الجماعة التاريخية وسبق للحزب ان فرض مؤلفات تلك القيادات كمواد دراسية في المعاهد التي كان يديرها في البلاد قبل قيام الوحدة المشؤومة.

الجنوب بعيد المنال

التعاون والتلاقي الحوثي الاخواني لم يتوقف عند حد معين بذاته لكن له استراتيجية واضحة وتدار من خلف الكواليس بإشراف ودعم محور الشر (ايران ،قطر، تركيا) ففي الوقت الذي تم فيه إعلان صفقات مشتركة فيما يتصل بموضوع الأسرى مفصلة على مقاس الحوثي والإصلاح بعيدا عن اتفاق ستوكهولم، وتأتي امتدادا لصفقات سرية تتصل بضخ الاخوان للسلاح من مأرب إلى صنعاء وبقية المناطق التي يسيطر عليها الحوثي، فقد طالعتنا الأنباء غير مرة بتهريب اسلحة إلى الحوثيين بعضها يتم الكشف عنها والبعض الآخر يصل إلى المتمردين الحوثيين ومن هذه العمليات والصفقات القبض على خلية في حكومة الشرعية أثناء محاولة تهريب أخطر سلاح للحوثيين عبر مـأرب.

وكشفت مصادر عسكرية في محافظة مأرب، عن ضبط شحنة أسلحة كانت في طريقها إلى مليشيات الحوثي الإيرانية، ضمت 30 طائرة مسيرة وشحنة أسلحة وأجهزة اتصال لاسلكي، دخلت اليمن بمساندة خلية بدعم قطري .

ونقلت صحيفة الإمارات عن مصادر أنه تم القبض على أحد الأشخاص قبل شهرين، من قبل قوات المنطقة العسكرية الثالثة في مأرب، أثناء محاولته تمرير شحنة أسلحة كبيرة قادمة من خارج اليمن عبر الحدود البرية، تضم نحو 30 طائرة من دون طيار «مسيرة»، و250 جهازاً لاسلكياً وقناصات وقذائف وذخائر.

وأكدت المصادر أن المتهم انتحر في محبسه عقب كشفه لمعلومات خطيرة تفيد بتورط الاستخبارات القطرية في عملية تزويد المليشيات الإيرانية في اليمن بالأسلحة والمعدات، مشيرة إلى أن الخلية التي كانت تسهل مرور شحنات الأسلحة والمخدرات للمليشيات ، تضم أربعة آخرين، وكان أفراد الخلية يعملون بإحدى مؤسسات الدولة قبل كشف أمرهم.

وعلى صعيد آخر وفي إطار مخططها للانقضاض على ثروات الجنوب ومقدراته وخاصة في محافظة شبوة تتبعنا عن كثب استمراراً لمساعي حزب الإصلاح وعلي محسن الأحمر لاستهداف هذه المحافظة وغرقها بالعمليات الإرهابية إلا أن الأحمر وحزبه المارق يتصدعون أمام ضربات الجنوبيين الذين يتصدون لهم في هذه الرقعة الجنوبية الصامدة من أرض الجنوب فقد تمكنت النقاط الأمنية أكثر من مرة ضبط شحنات الأسلحة التي كانت تتجه من مأرب من إلى شبوة وشحنات أخرى من عدن إلى عتق وكلها تنطلق من مأرب ولكن عبر طرق ملتوية.

من البطولات التي أبداها رجال الأمن الجنوبيون من النخبة الشبوانية كانت واحدة في نقطة أمنية قريبة من المحافظة حيث تم ضبط شحنة ذخائر وقذائف على متن مركبة من نوع “كورولا” كانت قادمة من اتجاه عدن – أبين وفي طريقها إلى مدينة عتق تم القبض عليها .

وتم في الوقت نفسه نقل كمية الذخائر والقذائف التي تم ضبطها مع السيارة والأشخاص الذين كانوا على متنها إلى المعسكر التابع للنخبة الشبوانية في مدينة عتق للتحقيق واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

إن كل ما يجري من عبث بمقدرات البلاد ومحاولات وأد القضية الجنوبية يتم بالتنسيق المشترك كما أشرنا سلفاً بين أدوات محور الشر المتمثلة بالحوثي واخوان اليمن والذين يضعون وفقا استراتيجيتهم تقاسم ثروات الجنوب ومقدرات شعبه وهذا ما لن ينالوه وعليهم أن يدركون جيداً طالما وقد أميط اللثام عن مخططاتهم وبما أنهم يمثلون وجهين لعملة واحدة عليهم أن يدركوا يقينا بأن الليل لابد أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر فليرحلوا ويرفعوا اياديهم عن الجنوب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى