بوتين مخاطباً الغرب: هزيمة روسيا في أوكرانيا مستحيلة والتسوية ممكنة

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال مقابلة بُثت فجر اليوم الجمعة، إن “قادة الغرب بدأوا يدركون استحالة هزيمة بلاده في أوكرانيا”. لكن بوتين أبقى الباب مفتوحاً أمام تسوية سياسية للأزمة الأوكرانية عبر المفاوضات.

وأضاف خلال المقابلة التي أجراها معه الصحافي الأميركي تاكر كارلسون في موسكو، الثلاثاء الماضي: “حتى الآن كانت هناك أصوات وصرخات لإلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا في ساحة المعركة، لكن يبدو أنهم بدأوا يدركون الآن أن تحقيق هذه الغاية أمر بالغ الصعوبة، هذا إن كان من الممكن تحقيق ذلك، أعتقد أنه أمر مستحيل”.
وقال بوتين مخاطبا الإدارة الأميركية: “إذا كنتم تريدون حقا وقف الحرب في أوكرانيا، فعليكم التوقف عن توريد الأسلحة”.

كما أشار الرئيس الروسي إلى أنه أبلغ نظيره الأميركي جو بايدن في محادثتهما الأخيرة بأنه “يرتكب خطأ فادحا بدعم أوكرانيا وإبعاد روسيا”.
وأضاف أنه لم يتحدث مع بايدن منذ بدء الحرب في أوكرانيا في أواخر فبراير/ شباط 2022، لكن الولايات المتحدة وروسيا تحتفظان باتصالات معينة.

وأكد الرئيس الروسي أن موسكو تريد التوصل إلى تسوية مع كييف عبر المفاوضات، وأنه على ثقة من أن البلدين سيتمكنان من ذلك.

وأضاف أن “روسيا وأوكرانيا ستتوصلان، عاجلا أو آجلا، إلى اتفاق على أي حال، وستتم استعادة العلاقات بين الشعوب، وسيستغرق الأمر الكثير من الوقت، لكن سيتم استعادتها”.

وأشار بوتين إلى أن أوكرانيا تخلت عن التفاوض مع روسيا في خريف عام 2022، كما قررت رفض المفاوضات “بناء على تعليمات من واشنطن، والآن على الولايات المتحدة تصحيح هذا الخطأ”، مشددا على أن “روسيا عرضت مرارا وتكرارا البحث عن حل سلمي للمشاكل في أوكرانيا بعد عام 2014، لكن لم يستمع إلينا أحد”.

وأكد أن بلاده لن تهاجم بولندا أو لاتفيا إلا في حال هاجم البلدان أو أحدهما روسيا، مضيفا: “لا توجد لدينا أي مصالح في بولندا ولا في لاتفيا أو في أي مكان آخر. ماذا نعمل بها؟ لا توجد لدينا أي مصالح، وهناك تهديدات فقط”.

وفي الشأن المحلي، أكد الرئيس الروسي أن بلاده تجاوزت العقوبات الاقتصادية التي فرضها الغرب عليها، وأصبحت خلال العام الماضي الاقتصاد الأول في أوروبا.

وقال: “في العام الماضي أصبحت روسيا الاقتصاد الأول في أوروبا، رغم كل العقوبات والقيود واستحالة سداد المدفوعات بالدولار وقطع الاتصال بنظام سويفت والعقوبات المفروضة على سفننا التي تنقل النفط والعقوبات على الطائرات.. العقوبات في كل شيء وفي كل مكان، حيث يتم تطبيق أكبر عدد من العقوبات المطبقة في العالم ضد روسيا”.

وتعد المقابلة التي أجراها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الصحافي الأمريكي تاكر كارلسون الأولى للرئيس الروسي مع صحافي أميركي منذ ما قبل الحرب في أوكرانيا.

شولتز في واشنطن من أجل زيادة المساعدات لأوكرانيا
على صعيد متصل، يستقبل الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم الجمعة، المستشار الألماني أولاف شولتز في واشنطن، وهو لقاء سيشدد خلاله شولتز على ضرورة زيادة المساعدات العسكرية لأوكرانيا، في خضم خلاف حول التصويت على حزمة جديدة في الكونغرس الأميركي.

وعشية الاجتماع مع الرئيس الأميركي والمقرر عقده نحو الساعة 14:45 بالتوقيت المحلي (19:45ت غ)، يلتقي المستشار الألماني في واشنطن أعضاء في الكونغرس، بينهم جمهوريون، على عشاء في واشنطن يحضر خلاله ملف أوكرانيا والجهود التي يتعين على الغربيين بذلها لدعمها.

وقبل بدء زيارته، دعا شولتز الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى “بذل مزيد من الجهد”، معتبرا أن الالتزامات التي تم التعهد بها حتى الآن “غير كافية”.

وكتب في مقال افتتاحي في صحيفة “وول ستريت جورنال”: “علينا فعل كل ما في وسعنا لمنع روسيا من الانتصار، وإلا فإن العالم يخاطر بأن يصبح أكثر اضطرابا وتهديدا ولا يمكن التنبؤ به مما كان عليه إبان الحرب الباردة”.

وتأتي زيارة شولتز، وهي الثالثة له منذ توليه منصبه في ديسمبر/كانون الأول 2021، في وقت يتفاوض فيه كل من بايدن الساعي لولاية ثانية، والمعارضة الجمهورية، منذ أشهر على نص يتضمن مساعدات عسكرية بنحو 60 مليار دولار لأوكرانيا.

ووافق مجلس الشيوخ أخيرا، أمس الخميس، على دراسة النص المقترح، لكن ما زال يتعين القيام بالجزء الأصعب من أجل اعتماده.

من جهتها، اتفقت دول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة أخيرا على حزمة بقيمة 50 مليار يورو حتى عام 2027، بعدما رفعت المجر حقها في النقض (الفيتو).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى