تعز اليمنية.. بين حصار الحوثي وعبث الإخوان

عدن24 | خاص

ماتزال محافظة تعز اليمنية، تعيش أوضاعاً معيشية صعبة بسبب حصار الحوثي المطبق الذي فرض على المدينة وسكانها واقعا مريرا منذ الانقلاب الحوثي، واستمرار عبث جماعات الإخوان المسلمين المتمثلة بحزب” الإصلاح” .. والذين يديرون المدينة حاليا .

كثيرة هي المعاناة التي يشهدها مواطنو المدينة المحاصرة، ولا يعرف مداها الا من نظر إليها من خلال زيارة ميدانية للاطلاع على حجم الدمار الذي لحق بها او الاقتراب من الناس كثيراً ليستمع إلى ما يقولون.

في الوقت الذي تسعى فيه قوات التحالف العربي الداعم للشرعية اليمنية إلى ترسيخ دعائم الأمن في المدينة واستقرار حالة المواطنين الذين يشكون تردي الوضع العام المتعلق بكافة مساعي الحياة المعيشية، وتعمل جماعات متطرفة تنتمي للحزب الإصلاح الإخواني، على اقلاق السكينة العامة للمواطنين في المدينة، وخلق الفوضى والقيام بالاغتيالات التي طالت عدداً من المواطنين الأبرياء بينهم أطفال .

انفلات امني غير مسبوق تشهده المدينة خلف عددا كبيرا من القتلى والجرحى، ما يستوجب من الجميع الوقوف بحزم ازاء كل هذه الاعمال الاجرامية والارهابية التي ترتكبها جماعات مسلحة ارهابية تنتمي لحزب الاصلاح الاخواني خدمة لمصالحها ومصالح داعميها  التي هي احد ادواتها الارهابية في اليمن.

وكانت قوات أمنية وبدعم من التحالف قد اقدمت على حملة تفتيش وملاحقة عناصر إخوانية تعمل على نشر الفوضى وتقويض المدينة، اضافة إلى استفزاز التجار واقلاق الحياة العامة ، اذ أن هناك اطرافا تسعى إلى جعل الوضع قائما على ما هو عليه لمزيد من الاسترزاق على حساب دماء الناس ومعاناتهم مستغلة الدعم الكبير الذي تقدمه جهات خارجية (قطرية وتركية).

مراقبون سياسيون ممن يتابعون الوضع في اليمن أجمعوا على أن جماعات الإخوان تسعى الى السيطرة على محافظات عدة من خلال تواجدها في تعز ومأرب كونها الأقرب إلى المحافظات الجنوبية.

مسلسل الاغتيالات

يستمر مسلسل الاغتيالات والاختطافات مع استمرار تواجد مليشيات حزب الإصلاح” الإخواني” في المدينة، مستغلة الدعم المقدم من الدول الإقليمية التي تسعى إلى نشر المزيد من الفوضى بهدف تشتيت مهام وأهداف التحالف العربي، الذي وجد في اليمن من أجل استعادة الشرعية بعد انقلاب مليشيات الحوثي عليها في العام 2014م ليتحالف معها حزب الإصلاح” المدعوم قطريا وتركيا.

تمادٍ فاضح

تتكشف اوراق مليشيا  الإصلاح يوما بعد يوم والتي تميط اللثام عن الاعمال الإرهابية التي ترتكبها في المدينة ولا تقتصر على المواطنين فحسب، بل طالت قيادات أمنية وعسكري.

وكشفت مصادر أمنية في شرطة تعز اليمنية، أن مسلحين يتبعون اللواء 17 مشاة التابع لحزب الإصلاح” الإخواني”، اقدموا على اختطاف نائب مدير شرطة المظفر واثنين من أفراده مساء الأحد الماضي، وقاموا بالاعتداء عليهم بصورة وحشية عليه .

وقال الإعلام الأمني لشرطة تعز في بيان له، “إن جنودا يتبعون اللواء 17 مشاة قاموا باختطاف النقيب “مهند” نائب مدير شرطة المظفر، واثنين من جنوده، أثناء أدائهم لواجبهم القانوني، مُشيرا الى أنه تم الاعتداء عليهم بطريقة بشعة.

ووصف البيان الحادثة بـ “الاعتداء الصارخ، دون مراعاة للقوانين النافذة”. معتبراً ذلك سلوكا مرفوضا ومدانا وغير مقبول، ويسيء في المقام الاول لشرف المهنة والبزة العسكرية.

وأوضحت مصادر أمنية أن” مهند” هو من يشرف على التحقيق في قضية مقتل الطفلة” نوران” التي قتلت على يد مسلحين في المدينة عند عودتها إلى منزلها الكائن  في حارة المناخ.

بدوره قال الصحفي عدنان الاعجم “في تعز “3000 ” مخفي قسرياً في أكثر من 30 سجناً سرياً؛  بحسب “تكتل اسناد الدولة” أين الهيومن رايتس ووتش  ومنظمة حقوق الإنسان”.

وقال الصحفي باسم الشعيبي: “اذا كان الوضع الأمني في عدن ولحج وابين وشبوة وحضرموت هو مثال لدولة الجنوب التي يرفضها انصار هادي، فإن حال الانفلات والفوضى في تعز والارهاب والتسلط في مأرب و القمع والتعديات في صنعاء هو اليمن الاتحادي الذي نرفضه.

وأصاف الشعيبي – في تغريدة له على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)- “ما يحدث في تعز من انتهاكات وبلطجة وتعديات غير إنسانية، وما يحدث في صنعاء من قمع وترهيب واعتقالات للمخالفين، وما يحدث في مأرب من عربدة وتجبر ضد الاهالي والقبائل اضافة الى تعايش قيادات القاعدة مع الوضع هناك، كل هذا يؤكد ألا مستقبل مع هؤلاء وان الجنوب هو الخيار اولا واخيرا.

وتابع “كل ما تشاهدونه بتعز وصنعاء ومأرب يؤكد كم الجنوب بات في امن واستقرار.

وقال الشعيبي: عندما ترصد التجاوزات التي تحصل في الجنوب اليوم ستجدها جرائم جنائية او مضاربات وهمية وكلها مرفوضة ولكنها لا تعد قطرة من بحر ما يحدث بهذه المناطق.

انتشار المسلحين

تعز اليمنية لم تعد المدينة الثقافية بعد أن أطلقت رصاصات العنف والارهاب فيها باتجاه الأقلام التي أسهمت يوما في ارتقائها الثقافي والفني وقتلت جمالها الفكري فهي لا تفرق بين طفل وشيخ وامرأة، فحزب الإصلاح لا يهمه سوى تحقيق مآربه التي هي في الأساس مصالح اسياده الذين يشكلون محور الشر، هذا ما أكده مواطنو تعز، أثناء حديثهم لـ(عدن 24).

وقالوا: ان  تعز المدينة المسالمة لم تعد تعرف الأمن والأمان فكل شيء بات فيها مخيفاً بسبب انتشار المسلحين الذين سطوا على كل شيء فيها بتواطؤ وصمت مريب من بعض الجهات التي تسيطر عليها قيادات “إخوانية””.

وأضافوا “أن المئات انضموا إلى المقاومة التي كانت تحت قيادة حزب الإصلاح الاخواني اليمني، بغرض التجنيد لمحاربة الحوثيين الا أنهم تحولوا إلى كاسرة داخلية تروع السكان وتقتل الأطفال.

وأشاروا إلى أن هذه الأعمال التي تقوم بها هذه الجماعات المليشياوية، لم تكن الأخيرة وأن هناك قيادات تقف خلفهم منضوية تحت مظلة الشرعية.

وذكروا في حديثهم أن هناك ضحايا كثر معظمهم صغار السن، لقوا مصرعهم جراء اعمال هذه المليشيات المسلحة دون أي رادع قانوني يذكر اتجاههم، وابرز الذين سقطوا مؤخرا “نوران ” وفاطمة التي تعرضت لشظية رصاصة اصابتها في راسها، من قبل مسلحي غزوان المخلافي المنتمي لمليشيا حزب الإصلاح “الإخوانية” والذي يقود  جماعات مسلحة يجمعها القيادي في حزب الإصلاح حمود المخلافي الرجل الأول للجماعة في تعز اليمنية، الذي يحظى بدعم كبير من قطر وتركيا.

هدف واحد

وما يؤكد العلاقة الوطيدة بين مليشيات الحوثي وحزب الإصلاح الإخواني، هو دعوة محمد البخيتي القيادي الحوثي قبل نحو عام ونصف إلى توحيد الجهود بين مليشيات الحوثي الموالية لإيران وتنظيم الإخوان الموالي لقطر، بعد اعلان المقاطعة العربية للدوحة المتورطة في دعم الحوثيين والمليشيات الارهابية في اليمن، وقد استجابت حينها القيادية الإخوانية توكل كرمان لدعوة البخيتي فأعلنت تحالفاً استراتيجياً لمواجهة التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، تماشياً مع الرغبة الإيرانية والقطرية في إطالة أمد الحرب في البلد الأفقر في شبه الجزيرة العربية.

وتقول تقارير يمنية إن “الإخوان يعرقلون الحسم العسكري ضد الحوثيين، ناهيك عن افتعال معارك ضد الجماعات السلفية في مدينة تعز التي تقاتل الحوثيين، الأمر الذي كشف التحالف بينهما بشكل أوضح”.

واستغرب صحفيون من الوضع الذي تعيشه مدينة تعز اليمنية من اختلالات امنية وتعسفات طالت المواطنين، من قبل مسلحي حزب الإصلاح الإخواني، مع صمت مريب تنتهجه النخب الإعلامية في محافظة تعز اليمنية، متسائلين عن سبب صمت الصحفيين والإعلاميين تجاه كل تلك القضايا التي تعاني منها المدينة وأهلها، في وقت يتفرغ فيه الصحفيون للإساءة للجنوب والجنوبيين وقياداته، فيما تقبع المدينة تحت وطأة الإخوان.

ليل الكهنوت والإخوان إلى متى؟

وتنتصب أمامنا تساؤلات مثيرة ومحيرة في آن واحد  تبحث عن إجابات شافية “هل يتصور الناس أن هذه المدينة التي أطلق عليها فيما مضى من الأوقات بالحالمة وواحة الثقافة والحب والوئام، هل يتصورون أن أهلها الذين يكتوون بعذابات الحرب العبثية وجحيمها  التي شنها الإماميون الجدد يعيشون اليوم تحت عنجهية” الإخوان”؟

أما آن الاوان للحكومة اليمنية ان تصحو من سباتها و تنتشل هذه المدينة وأهلها الذين سيطر البؤس والشقاء والحرمان عليهم بعد أن ادلهمت بها الخطوب جراء هذه الحرب العبثية التي فجرها الاماميون الجدد وعمق جراحاتها الغائرة اخوان اليمن (حزب الاصلاح).

هذا ما ستفصح عنه الايام القادمة وان غدا لناظره لقريب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى