أنا الجنوبية

كتبت/ ياسمين مساعد

أنا ابنة الجبل والسهل والصحراء والبحر والحضر أنا الورود التي زينت المروج والروابي الجميلة والأشجار التي أثمرت سنابل
وفواكه الفصول الأربعة.

أنا من صنعت الرجال وأرضعتهم بأس النزال وعزة الكرامة وشموخ الهامة ومحبة الوطن الذين ينتمون إليه.

أنا الجنوبية أمٌ مكلومة وزوجة ثكلى وأختٌ حزينة ولكني سموت فوق كل جراح وواجهت الرياح العاتية ونائبات فجائع الدهر القاسية حتى صرت كالسفينة التي تبحر حاملةٌ الآلأ الثمينة إلى شاطئٌ آمن جماله يأخذ الألباب.

أنا الجنوبية التي حَلمُت بتحرير وطنها وصدقت ذلك الحلم ولذا قدمت في سبيله فلذات الأكباد والزوج والأخوة والإحبة بل وساندتهم وشاركتهم في ساحات النضال فكانت في مقدمة الصفوف تصول وتجول وعندما قُرعت طبول الحرب لم تهاب الخطوب رأيناها تجلب الزاد للمقاتلين وتنقذ الجرحى غير آبهةٍ بالرصاص الغادر والخطر المحتوم بل ولقد شاركت بالقتال في بعض الأحيان ورصد تحركات الأعداء.

أنا الجنوبية التي أصبح وطنها اليوم قاب قوسين أو أدنى من نيل الحرية وإستعادة الدولة وهاأنا اليوم أقترب من تحقيق حلمي الذي آمنت به،وسأكون متواجدة في كل تفاصيله سأشارك أخي الرجل إعماره ونموه ونهوضة في كل المجالات لنزهوا به فخراً بين الأمم.

أنا الجنوبية كما كنت حاضرةً في عمق تاريخ وطني سأكون متواجدة في حاضرة ومستقبله لأنسج نجاحاً فوق جبين الشمس الساطعة على ربوعه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى