الانتقالي وحملات الخصوم

 

بقلم: يعقوب السفياني

بعد تأسيسه في مايو/آيار في العام 2017م تلبية لتفويض الشعب الجنوبي في إعلان عدن التأريخي، تعرض المجلس الإنتقالي الجنوبي لحملات تشويه ممنهجة من قبل خصومه في الحكومة الشرعية التابعة للإخوان المسلمين، جماعة الحوثي، والتيارات الجنوبية المدارة من طهران ومسقط. دأبت ماكنات الخصوم الإعلامية وطيلة 3 أعوام مضت على إستهداف المجلس الإنتقالي الجنوبي، مستغلة ترسانتها الإعلامية الكبيرة من قنوات فضائية، صحف ورقية وإلكترونية، مئات المواقع الإخبارية، وجيش من الصحافيين والإعلاميين.

ولد ميتا

“ولد ميتا”، هكذا وصف خصوم الإنتقالي المجلس بعد أسابيع من تكوينه، هولاء الخصوم أدعوا أن الإنتقالي عاجز عن تحقيق أي شيء، وانه -أي المجلس- لا يعدو عن كونه تجمع للمقالين من حكومة هادي والناقمين عليه، لينكشف زيف إدعاءهم عندما كنست مدافع المجلس معسكرات وألوية الشرعية في عدن خلال فترة قياسية، وتدافع مقاتلي المجلس على أبواب القصر الجمهوري “في معاشيق” ليعلنوا إحكام سيطرتهم التامة على عدن، الذي وصفوه “المولود الميت: أتضح أنه كيان سياسي كبير له أذرعه العسكرية الضاربة وليس وليد اللحظة بل هو إمتداد للحركة الجنوبية التحررية من نير الإحتلال.

الإنتقالي مدعوم لتنفيذ أهداف الإمارات

بعد فشل دعاية “المولود الميت”، أتجه خصوم المجلس الإنتقالي إلى إحدى أكبر الدعايات التقليدية وهي “التمويل الإماراتي لتنفيذ أجندة الإمارات في الجنوب”، وشرعت مطابخ خصوم الإنتقالي -على إختلاف إنتماءاتهم ومشاربهم السياسية والحزبية – في إتهام الإنتقالي الجنوبي بالعمالة للإمارات، “لن يستطيع المجلس الإنتقالي أن يصمد يوما واحدا دون الإمارات” ردد هولاء في شاشات الجزيرة والمسيرة وسهيل وبقليس وغيرها من القنوات، ثم جاء إعلان الإمارات العربية المتحدة إنسحاب قواتها من العاصمة عدن والجنوب بشكل كامل، لم يعدد للإمارات أي تواجد عسكري حقيقي في الجنوب، صمد الإنتقالي بدون الإمارات وحرر المحافظات الجنوبية واحدة تلو الأخرى لأنه ليس بعميل ولا مرتهن، كما يروج أعداءه الذين تتحكم بهم مخابرات قطر وتركيا وإيران، وما أشبه المثل العربي القائل:
“رمتني بداءها وانسلت” بحالهم .

فئة محددة تتحكم بالمجلس وتظلم باقي الجنوب

أتهم خصوم الإنتقالي المجلس بأنه “مُتحكم به” من قبل فئة من أبناء الجنوب – الضالع ويافع وردفان ولحج- وأنه – أي المجلس- قام بإقصاء أبناء الجنوب من خارج هذه المنطقة الجغرافية، هي دعاية لم تلق رواجا مثل سابقاتها لما فيها من السخف والصفاقة، من ينظر في المجلس الإنتقالي الجنوبي وهيئة الرئاسة والجمعية العمومية التابعتان له سيجد زيف هذه الإدعاء، يشغر أبناء المحافظات الجنوبية التي يتغنى هولاء بمظلوميتها مناصب هامة وحاسمة في المجلس، نائب رئيس المجلس، الشيخ هاني بن بريك” من أبناء حضرموت، رئيس الجمعية العمومية في المجلس ورئيس الإدارة الذاتية لاحقا اللواء أحمد سعيد بن بريك من أبناء حضرموت، الأمين العام للمجلس الإنتقالي الأستاذ أحمد حامد لملس ومرشح الإنتقالي لمنصب محافظ عدن ضمن الشق السياسي لاتفاق الرياض من أبناء شبوة، الناطق الرسمي للمجلس الأستاذ نزار هيثم من أبناء عدن.

ما يتجاوز الثلثين من أعضاء هيئة رئاسة المجلس من خارج المنطقة الجغرافية المتهمة بإختطاف الإنتقالي، ما يتجاوز ثلاثة أرباع الجمعية العمومية من خارج هذه المنطقة الجغرفية، معظم الدوائر والهيئات في المجلس من أبناء المحافظات الجنوبية التي يقول عنها خصوم المجلس أنها أُقصيت، كبار القادة العسكريين في القوات التابعة للمجلس من أبناء هذه المحافظات، منهم -على سبيل الذكر وليس الحصر- القائد عبد اللطيف السيد أبن أبين والقائد محمد البوحر أبن شبوة .

المجلس الإنتقالي غير قادر على إدارة محافظة واحدة

من حملات خصوم المجلس الإنتقالي منذ تأسيسه قبل ثلاثة أعوام، هي أن المجلس الإنتقالي مجرد حزب سياسي له ميلشياته العسكرية وغير قادر على إدارة محافظة واحدة، فلم تمر إلا فترة بسيطة ويعلن المجلس الإنتقالي الجنوبي تشكيل الجمعية العمومية وإشهار فروعه في كل المحافظات الجنوبية من عدن وسقطرى إلى المهرة، وإشهار فروعه في كل مديريات ومراكز الجنوب، ليختم المجلس الإنتقالي الجنوبي مسيرته في بناء وإدارة دولة بأكلمها وليس محافظة فقط عبر إعلان الإدارة الذاتية لأراض الجنوب، وهي الخطوة التي أثبتت إستعداد المجلس الإنتقالي الجنوبي لتحمل مسؤوليته تجاه الجنوب وشعبه ومقدرته الكاملة على إدارة “الدولة” جنوبا. للمجلس الانتقالي أطر سياسية وتنظيمة متينة أستطاعت -في فترة وجيزة- أن تحل محل سلطات الدولة المتهالكة جنوبا، وتعيد بعضا من هيبة الدولة المفقودة منذ ثلاثة عقود.

الإنتقالي يتاجر بالقضية الجنوبية

أتهم خصوم المجلس – بالأخص التيارات الجنوبية الهلامية المدعومة من عواصم إقليمية- الإنتقالي بالمتاجرة بالقضية الجنوبية، والسعي وراء مناصب في دولة هادي عبر إستغلال هذه القضية، رغم أن المبادئ واللوائح والقوانين التي قام عليها المجلس تنص -بكل وضوح- على الإنتصار للقضية الجنوبية، والإنتصار لدماء شهداء الجنوب، والإنتصار لتضحيات الشعب الجنوبي العظيمة منذ وحدة 22 مايو. رد الإنتقالي الجنوبي على هذه التهم بأن وضع الإستحقاقات الجنوبية الأرضية الثابتة لأي حوار مع أطراف أخرى، وخاض المجلس معارك طاحنة مع قوى وحدة 22 مايو التي قمعت ثوار الجنوب وحاولت الإلتفاف على القضية الجنوبية بحلول ترقيعية واهنة، بعد أن أثخنت في الجنوب وشعبه القتل والتنكيل والظلم. تصدى للمجلس لأعداء القضية الجنوبية وأنتصر لها عبر نيل إستحقاقات جنوبية لا تشكل حصة الإنتقالي -في الحكومة الجديدة- إلا الجزء اليسير منها وأولى قطرات الغيث.

كلمة أخيرة
يتضح ما سبق أن الإنتقالي يواجه قوى وتكتلات وحدة 22 مايو مجتمعة، وأن حملات هولاء الخصوم جزء من حربهم ضد المجلس والجنوب وهي حملات لا تنتهي وتتجدد كل يوم، فمن مولود ميت إلى ميلشيا متمردة ومروروا ببائعي الجنوب، تأسس المجلس الإنتقالي الجنوبي والجنوب محروم من أي سلطة حقيقية واليوم أنتزع الإنتقالي الجنوبي محافظة عدن ونصف مقاعد الحكومة، وأضحى للجنوبيين سيطرة فعلية على بعض محافظاتهم، مسيرة المجلس مستمرة حتى الإنتصار الكامل لجنوب ودماء شهداءه، ولا أجد أبلغ من عهد رئيس المجلس الإنتقالي الجنوبي القائد عيدروس الزبيدي عندما قال للجنوبيين :” عهد الرجال للرجال، لن نفرط في شبر واحد من أرض الجنوب”.

#يعقوب_السفياني
الأربعاء 29 يوليو/تموز 2020م.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى