إلى روح زميل النضال الشاق والطويل الفقيد العميد/ ناصر صالح (الطويل)

كتب / السفير قاسم عسكر جبران *:

 إلى زميل النضال الشاق والطويل الفقيد العميد/ ناصر صالح عبدالقوي (الطويل) الحالمي إلى الذين قدموا حياتهم من اجل الجنوب وشعبه الأبي ،إلى الذين قدموا دمائهم ليغسلوا بها ارض الجنوب من دنس المحتلين لعدوان وحرب واحتلال 1994م، الى الذين سال عرقهم في ميادين وساحات النضال في مدن وقرى وسهول وجبال ووديان وصحاري الجنوب ضد الاحتلال اليمني للجنوب ،الى الذين عانوا ورزحوا دهرا وعمرا من حياتهم  في زنازين وسجون الاحتلال اليمني ، الى كل الذين ظلموا من ابناء الجنوب من حقوقهم السياسية والمعنوية والمادية،، الى الذين اخذت املاكهم واموالهم واراضيهم من قبل الاحتلال اليمني اليكم جميعا والى الفقيد المناضل البطل/ ناصر صالح عبدالقوي الحالمي (ناصر الطويل)الذي غاب عنا وعن الجنوب وشعب الجنوب والمنطقة عموما يوم  5 سبتمبر 2021م .

 لقد عاني ناصر الطويل مالم يعانيه احد من ابناء الجنوب ليس لأنه لم يقف معه احد بل لأنه كان من نوع اخر، كان له خصوصية خاصة تعب في النضال واتعب نفسه من اجل تحقيق قناعته ، اي انه مناضل صلب وصاحب مواقف وطنية مشرفة في نضاله من اجل قضية شعب الجنوب ، وصاحب علاقة متعددة مع مختلف الاطراف الجنوبية حيث كان يجمع بين انحيازه الى هدف شعب الجنوب الاستراتيجي هدف التحرير من الاحتلال واستعادة دولة الجنوب كامل السيادة بالحدود المعترف بها دوليا قبل22مايوم 1990 م ومبدئ التصالح والتسامح بين ابناء الجنوب اي كانت آرائهم ، وكان يحاول بل فعل ذلك بدمج الجميع تحت مشروع الجنوب ، ولن يفهمه الاخرين في هذ التوجه العقلاني السلس والمرن وهو ما ادى الى ان يقدم تضحية اخرى لوحده دون من يقف معه على هذ الطريق ،وهو ايضا لم يثني نفسه من السير في الاتجاه الذي جلب له الكثير من المعاناة اكثر مما عانى زملائه الاخرين من قيادة الحراك الثوري السلمي لشعب الجنوب.

– كان الفقيد العميد/ناصر الطويل الحالمي اول امين عام لجمعية المتقاعدين لعسكرين والامنين والمدنيين واول قيادي كان محل اجماع الجميع  من القيادات التي بزرت في الوهلة الاول لإرهاصات الحراك السلمي لشعب الجنوب، وكان يتمتع بروح المسؤولية الملقاة على عاتقه بل بذل مجهود كبير لتوحيد القيادات الجنوبية منذ اللحظة الاولى ،وكان يتحلى بالصبر والمثابرة في مواصلة تلك الجهود حتى وان لم تنجح  ،حيث كان يعتقد ان الذي لم يتم تحقيقه اليوم سوف يتحقق غدا، وفي كل الظروف كان شامخ وصامد رغم معرفته ان هناك من يتجاوزه وهناك من  لم يحترمون قواعد العمل السياسي لجهلهم هذه القواعد والسلوك،وحيث كان له مواقف  ثابته لا تتزعزع لكن شخصيته أضفت عليها الطابع السلمي في نظرته للطابع القيادي للقيادات الجنوبية بصورة خاصة وبين ابناء الجنوب بصوره عامه، وكان يتصف بالأخلاق العالية ويحظى بالاحترام الواسع بين رؤساءه ومرؤوسيه وترك الكثير من البصمات المضيئة والعلامات البارزة والهادية لنضال الاجيال الحاضرة والقادمة.

 – كم من الحزن والالم اعتصر قلوبنا على الفقيد العميد/ناصر الطويل لأنه لم يجد رعاية كافيه نظير ما قدمه لشعب الجنوب، ولأرض الجنوب ، وما عاناه من مرض عضال لم يرحمه طوال فترة من الزمن ليست قصيرة .

– لن يكون بوسعي في هذه اللحظة الحزينة  الا ان أعزي اولاده وكافة اسرة صالح عبدالقوي وكل اصدقائه وزملائه ومحبيه وان يتغمد الله الفقيد العميد /ناصر صالح عبدالقوي الحالمي بواسع رحمته وان يتوب عليه ويغفر له ويدخله فسيح جناته، وان يلهم كل اهله الصبر والسلوان ،انا لله وانا ليه راجعون.

* (ممثل الشؤون الخارجية للمحلس الانتقالي في اثيوبيا والاتحاد الافريقي)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى