كم سيتحمل الجنوب؟ وإلى متى؟
كتب / عادل العبيدي :
عدد لا يمكن أن نحصيه لتلك المتاعب السياسية والاقتصادية والخدماتية والحروب العسكرية والأعمال الإرهابية والخيانات الإنسانية التي تعرض لها الجنوب العربي أرضا وشعبا، معها لا يستطيع الجنوب أن يتحمل المزيد منها، وإذا تحمل إلى متى سيطيق هذا التحمل؟!
على دولتَي السعودية والإمارات التي صنعت مخرجات مشاورات الرياض بالتشاور مع قوى وكيانات وشخصيات شمالية وجنوبية المتمخض عنها مجلس القيادة الرئاسي، وعلى جميع دول العالم التي أيدت مجلس القيادة الرئاسي هذا والتزمت بتقديم كامل الدعم له، عليها جميعا أن لا تتخذ من مشاعر شعب الجنوب التواق إلى استعادة دولته والعيش بعز وكرامة في كنف دولة جنوبية مستقلة ميدانًا لممارسة ألعاب سياسية أخرى تؤهل الجنوب إلى جولة صراعات سياسية وعسكرية جديدة، أو إلى صناعة مشاكل وأزمات اقتصادية وخدمية أكبر من تلك التي تم افتعالها مسبقا والتي إلى اليوم لم ترَ نور حل معضلاتها.
هناك مؤشرات خبيثة تلوح في أفق فرقاء الصراع الشمالي الإصلاحي والحوثي والعفاشي، فيها يسعون إلى جمع شر كل منهما في كومة واحدة ليضربوا بها الجنوب ضربة واحدة، من خلال إعادة تحشيد الحوثيين إلى الجبهات مستغلين الهدنة الحالية، وتصاعد وتيرة العمليات الإرهابية باسم تنظيم القاعدة وداعش من قبل جماعة الإخوان انتقامًا لإقصاء علي محسن الأحمر من المشهدين السياسي والعسكري، ومن خلال تقاعس العفاشيين في المجلس الرئاسي عن أداء مسؤولياتهم في إصلاح الخدمات وحل الأزمات والمشكلات حقدًا على الجنوب.
هذه الكومة الشمالية الشريرة بإذن الله ستتحطم وتنكسر أمام الإرادة الشعبية الجنوبية.
لكن هذا لا يُسقط المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتق الدولة الراعية والدول الداعمة لمخرجات مشاورات الرياض في وضع كامل ناموسهم الأخلاقي في الدفع بالجنوب نحو استعادة دولتهم المستقلة للتخلص من جميع تلك المتاعب التي لا يطاق الاستمرار في تحملها.