الأمراض والأوبئة تفتك بالمواطنين في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي والأمم المتحدة تحذر

في حين لم تنشر سلطة ميليشيات الحوثي الإرهابية أي تفاصيل حول الأوبئة التي تنتشر في مناطق سيطرتها بين الحين والآخر، في ظل تفشي واسع لأمراض الكوليرا والجدري والحصبة وحمى الضنك في العديد من مدن ومديريات تلك المناطق.

فقد أكدت الأمم المتحدة تفشي وانتشار وباء الكوليرا في جميع المحافظات اليمنية، بالتزامن مع تدهور الأوضاع الصحية في البلاد التي تشهد حرباً مدمرة منذ 9 سنوات،لكن انتشارها الأكبر والمخيف في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي

وحذّر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، من تفشّي الكوليرا في أنحاء اليمن، مشيراً إلى الحاجة الماسّة لتمويل عاجل وموسّع لإغاثة ملايين الأشخاص في هذا البلد.

كما حذّر غريفيث أيضاً، في بيان مقتضب على منصة «إكس»، من تفاقم سوء التغذية، وانعدام الأمن الغذائي في اليمن مع اقتراب موسم الجفاف.

ووسط تسارع التحذيرات الدولية من تصاعد تفشي مرض الكوليرا من جديد في أنحاء متفرقة من اليمن، تتجه أصابع الاتهام إلى جماعة «الحوثي» بالمسؤولية المباشرة أو غير المباشرة، عن التزايد الراهن لعدد المصابين بالمرض، في المناطق المنكوبة بسيطرتها، على مدار الأشهر الـ6 الماضية.

فبينما تنغمس الجماعة في تصعيد اعتداءاتها في الداخل اليمني وتستهدف كذلك حركة الملاحة الدولية وسفن الشحن العابرة في الطرف الجنوبي للبحر الأحمر، تكشف التقديرات المستقلة عن التباين الهائل، بين عدد حالات الإصابة المُسجلة بالكوليرا في المناطق التي يحكمها الحوثيون، ونظيرتها التي رُصِدَت في المدن والبلدات والقرى الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية اليمنية المعترف بها دولياً، وذلك في الفترة ما بين أكتوبر 2023 والسابع من الشهر الجاري.

ووفقاً لهذه التقديرات، أُبْلِغَ خلال تلك الفترة، عن تسجيل أحد عشر ألف إصابة مشتبه بها بالكوليرا في الأجزاء التي يسيطر عليها الحوثيون، بجانب 75 حالة وفاة، وذلك في وقت لم يتعد فيه المصابون المُسجلون في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، 3200 مصاب لا أكثر.

ويؤكد مسؤولون أمميون أن الإجراءات التي تتخذها الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً لمواجهة اتساع رقعة انتشار هذا المرض، أسهمت في إبطاء وتيرة تفشيه وضمان توفير العلاج لمن أصيبوا به، وذلك على عكس ما جرى في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، حيث تتزايد أعداد المصابين بمعدلات كبيرة.

وفي غمار الدعوات الموجهة للأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي، لمؤازرة جهود الأمم المتحدة الرامية لتوفير الدعم المالي واللوجستي اللازم، للحد من تفشي الكوليرا في اليمن، أعرب إديم ووسورنو، المسؤول البارز بمكتب المنظمة الأممية لتنسيق الشؤون الإنسانية، عن قلقه إزاء معاودة حالات الإصابة بهذا المرض، الظهور بين اليمنيين، خاصة في المناطق التي تسيطر عليها جماعة «الحوثي».

وتجسد تصريحات ووسورنو المخاوف التي تساور عدداً من مسؤولي الإغاثة الدوليين، من إمكانية خروج التفشي الحالي للكوليرا في اليمن عن نطاق السيطرة، لا سيما أن هذا البلد شهد -بحسب منظمة الصحة العالمية- تسجيل أكثر من مليونيْن ونصف مليون حالة إصابة مشتبه بها، بالإضافة إلى قرابة أربعة آلاف وفاة، منذ الإبلاغ عن أول انتشار لذلك المرض هناك في عام 2016.

ويحذر خبراء الصحة العامة من أن الصراع المستمر في اليمن جراء تواصل الممارسات العدوانية الحوثية، بما قاد لانهيار الاقتصاد ومرافق البنية التحتية ومنظومة الرعاية الصحية، يسهل انتشار العديد من الأمراض، التي كان يمكن الوقاية منها بتناول اللقاحات، ومن بينها الحصبة والكوليرا وشلل الأطفال.

وبحسب معطيات حديثة نشرها موقع «أل مونيتور» الإخباري الأميركي، أفضى الصراع إلى خروج ما يقرب من 50% من المرافق الصحية عن الخدمة في اليمن، ما يعرقل حصول السكان على الخدمات الأساسية لهم على هذا الصعيد. ويندرج ذلك في إطار وضع إنساني متردٍ، يعاني في إطاره نحو 5 ملايين طفل من سوء التغذية الحاد، فيما يقف قرابة 6.1 مليون شخص على حافة المجاعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى