الصراع البحري في المنطقة بعد التواجد الروسي
كتب – فتاح المحرمي
- بعد أمريكا وبريطانيا وعملية “حارس الازدهار” ، والاتحاد الأوروبي وعملية “أسبيدس”، وصلت سفن حربية صينية .. وآخرها وصول طراد وفرقاطتين روسية .. كل هذه الحشد العسكري البحري وصل إلى البحر الأحمر والبحر العربي، وذلك ضمن صراع تأمين وحماية الملاحة الدولية التي تهددها إيران عبر ذارعها في اليمن الحوثيين.
- وبهذا التواجد يبدوا أن أطراف الصراع الدولى الكبرى اكتمل وصولها إلى البحر الأحمر والبحر العربي، والذي يرجح أنه يندرج ضمن صراع الهيمنة على الممرات والمنافذ البحرية الهامة في هذه المنطقة البحرية بما فيها المحيط الهندي، التي تحتل مواقع استراتيجية لها تأثير كبير على حركة الملاحة الدولية بشكل عام.
- ووفق هذه المستجدات يتبين أن هذا التواجد فيه تدويل للصراع في المنطقة البحرية، ومصادرة لسيادة الدول المطلة على هذه البحار والمياه الدولية والإقليمية فيها، حيث أن القوى المتواجدة أصبحت تتصرف بعيداً عن الدول العربية المطلة ، التي هي أكبر متضرر من هذا التواجد الدولي وتدويل الصراع لكون يمس سيادتها ومصالحها، أما الدول الكبرى حتى وإن اختلفت فإنها سوف تصل إلى توافق بشأن تقاسم المصالح وعدم الأضرار بالمصالح السيادية للآخر.
- هذه التطورات والحشد العسكري في بحار المنطقة، والتي كانت تمثل حلما لبعض الدولى الكبرى أن تتواجد تحت اي مبرر، ما كان لها أن تتم دون مستدعي ومشرع يبرر هذا التواجد، وهي تطورات تأتي لتكشف بعض خيوط اللعبة الدولية، وتبين مدى خطورة المغامرة غير المحسوبة بتهديد الملاحة الدولية.
- المرحلة المقبلة والتي يمكن أن نطلق عليها ما بعد تدويل للصراع ووصول اللاعبين الكبار إلى المنطقة البحرية، هي من ستكشف بقية خيوط اللعبة الدولية في هذا الصراع الرامي للهيمنة البحرية في المنطقة، ويتبين طبيعة دور كل طرف بما فيهم الأدوات المحلية.