ظاهرة النزوح والهجرة الافريقية “خلاصة نقاشات ومعالجات للمشكلة”

التقرير النهائي الخاص بالورشة النقاشية التي نظمتها الشبكة المدنية للإعلام والتنمية وحقوق الانسان حول ” ظاهرة النزوح والهجرة الافريقية”

اولا: المقدمة:

نظمت الشبكة المدنية للإعلام والتنمية وحقوق الانسان صباح يوم الاحد الثامن والعشرون من ابريل 2019م في قاعة شبام – فندق كورال بمديرية خور مكسر بالعاصمة عدن ورشة عمل بعنوان: ” تفاقم ظاهرة النزوح الى عدن, أزمة انسانية يتطلب معالجتها ومشكلة اقتصادية واجتماعية وامنية ينبغي عدم تجاهلها “.

افتتح الورشة الدكتور محمود شائف حسين رئيس الشبكة “الجهة المنظمة” مرحبا بجميع المشاركين لتلبية الدعوة والحرص على الاهتمام والحضور، وعلى اهمية موضوع وعنوان الورشة باعتباره يمثل تحدي حقيقي بات يقلق مختلف اوساط والشرائح الاجتماعية, لما له من ابعاد ومخاطر على حاضر ومستقبل المجتمع والعاصمة عدن على وجه الخصوص, لما ينتج عنه من تغيير في خصائص التركيبة الجغرافية والديموغرافية وعلى هوية عدن كمدينة تاريخية , ولما يترتب عن ذلك من اثار اقتصادية وصحية وامنية وبيئية وخدمية على حياة السكان ,في ظل ضعف وتجاهل دور السلطات والجهات المعنية ذات العلاقة المحلية والدولية, وغياب احصائيات وارقام حقيقية تحدد عدد وحجم هؤلاء النازحين والمهاجرين غير الشرعيين الى عدن والمناطق الجنوبية والذي تقدرهم بعض المصادر الغير رسمية بأكثر من مليون الى مليون ونصف في مدينة عدن وحدها, في وضع تعاني فيه المدينة بالأساس من إهمال واوضاع غاية في الصعوبة والتعقيد وتدهور شبة تام للخدمات العامة المنتهية الصلاحية, كالكهرباء والطرقات وشبكة المياه والمجاري والاتصالات , ناهيك عن ما تسببه ظاهرة النزوح والهجرة غير الشرعية من مشكلات امنية وبيئية حقيقية وتفشي الاوبئة والامراض وانتشار الجريمة بكل انواعها , كالقتل والسرقة وتجارة المخدرات واغتصاب الاطفال… وغيرها.

واشار الى ان خطورة الظاهرة تكمن في غياب أي جهود محلية او دولية ملموسة للتعامل معها , وحذر من مخاطر استمرار تجاهلها على امن المجتمع واستقراره وسلمه المدني , اذا لم تتحمل الجهات ذات العلاقة مسؤوليتها الانسانية والاخلاقية المنوطة بها تجاه هؤلاء النازحين وخاصة المنظمات التابعة للأمم المتحدة , كمنظمة الهجرة الدولية والمفوضية السامية لحقوق الانسان وغيرها,. وتمنى ان يولي المشاركون الاهمية والتفاعل الايجابي في مناقشة هذا الموضوع الذي اصبح قضية ومشكلة راي عام يهم الجميع دون استثناء, وان تخرج الورشة بنتائج وتوصيات عملية ومسؤولة يمكن الاستفادة منها في وضع استراتيجية وتصور واضح للتعاطي مع هذه المشكلة والحد من اضرارها ونتائجها الخطيرة والكارثية على مستقبل وحاضر المجتمع ومدينة عدن .
الحضور للورشة:
حضر الورشة (50) مشارك ومشاركة يمثلون عدد من المنظمات الدولية والجهات الامنية المحلية ذات العلاقة, وباحثين اكاديميين ومهتمين وشخصيات اجتماعية ومدنية واعلامية.

– ترأس إدارة الورشة الجلسة الاولى الشخصية الاعلامية المرموقة الأستاذ نجيب يابلي والاخت/ رشاء فريد حسين.

ثانيا: محاور الورشة :

– المحور الأول : البعد الحقوقي والقانوني لظاهرة النزوح والهجرة الافريقية الغير مشروعه.
– المحور الثاني : الاثار الاقتصادية والاجتماعية والخدمية المترتبة عن تزايد اعداد النازحين وضعف دور الجهات المعنية .
– المحور الثالث : المخاطر البيئية والامنية والصحية لظاهرة النزوح وسبل معالجتها .

ثالثا: الاوراق المقدمة للورشة:

قدمت في الورشة (3 ) اوراق بحثية كانت على النحو التالي:
– الورقة الاولى: بعنوان “البعد القانوني والحقوقي لظاهرة النزوح الداخلي والهجرة الافريقية غير المشروعة ” قدمها أ. عمرو محمد ثابت
-الورقة الثانية : بعنوان “النزوح – مشكلة اجتماعية، اثارها وسلبياتها على المجتمع المحلي لمحافظة عدن” – قدمها الدكتور سيف محسن – رئيس قسم علم الاجتماع كلية الآداب جامعة عدن
-الورقة الثالثة: بعنوان “مخاطر الهجرة الافريقية الغير شرعية الى اليمن ” قدمها الدكتور فضل الربيعي استاذ علم الاجتماع جامعة عدن.

وتتلخص اهم ما تضمنته الاوراق بما يلي:
استعرضت الورقة الاولى البعد القانوني لظاهرة النزوح والهجرة الافريقية الغير مشروعه وتعريف مفهوم النازح واللاجئ والفرق بينهما, بالإضافة الى اسباب النزوح والتي حددتها في:
– النزاعات المسلحة
– الكوارث الطبيعية
– انتهاكات القانون الدولي الانساني
– والقانون الدولي لحقوق الانسان
اما ورقة الدكتور سيف محسن فقد ركزت على اهم الاسباب والدوافع المؤدية للنزوح الى عدن على البعد الاجتماعي لجوانب المشكلة , واثارها السلبية على اقتصاد المدينة وخدماتها وعلى امن واستقرار المجتمع الامر الذي ضاعف معاناة السكان اكثر, في مدينة لم يعد فيها ما يلبي الحد الادنى من احتياجات اهلها وسكانها المحليين.
ولفتت ورقة الدكتور سيف الى ان استمرار تفاقم ازمة النزوح ان لم توضع لها معالجات سريعة وعاجلة , سيكون لها تداعيات خطيره على المدينة وستفاقم ضغط الخدمات والبنى العمرانية والبيئية وتدفع المجتمع نحو الفوضى اذا لم توضع معالجات عاجلة من قبل الاجهزة والسلطات المحلية والمنظمات الدولية المعنية بقضايا النازحين.
كما اظهرت الورقة بوضوح مؤشرات تأثير النزوح على حياة سكان المدينة, والذي تمثل في ضغط الخدمات
العامة وتدهورها, كالمياه والكهرباء والصرف الصحي, وتراكم اكوام القمامة, وتفشي الاوبئة والامراض, والبناء العشوائي ,بالإضافة, الى زحمة الشوارع ,انتشار الدراجات النارية بصوره ملفتة , تزايد اعداد
المتسولين من مختلف الفئات العمرية, وخاصة الاطفال والشباب والنساء.
الورقة الثالثة: وكانت بعنوان مخاطر اللجوء والهجرة الافريقية الى اليمن, اعدها الدكتور فضل الربيعي, استاذ علم الاجتماع والمتخصص في شؤون الهجرة. وقد استعرضت مخاطر اللجوء والهجرة الافريقية الى اليمن, وما تشكله من مخاوف على امن واستقرار البلد والمنطقة عموما, ومدينة عدن على وجه الخصوص, أهمها استغلال هؤلاء المهاجرين واستخدامهم من قبل المليشيات الحوثية والقوى الارهابية في الصراعات المسلحة, وزعزعة الامن والاستقرار في اليمن والمنطقة, واشار الى ضعف الجهات المحلية والدولية في التعاطي مع هذه الظاهرة, وتحمل مسؤوليتها الاخلاقية والانسانية ووضع المعالجات المناسبة للحد منها .
كما قدم في الورشة عدد من المداخلات المكتوبة والشفهية القيمة من قبل ممثلي بعض المنظمات الدولية والسلطات الامنية ذات العلاقة، والتي عكست وجهة نظر هذه الجهات واهتمامها وتفاعلها مع هذه الظاهرة بشكل ايجابي ومسؤول، وهم:
– السيد: وليد باهارون – نائب مدير البرنامج الانمائي بعدن UNDP
– الإعلامي أ / مختار اليافعي – رئيس تحرير “جريدة عدن24
– العقيد عبد الدائم قحطان/ مدير مكتب مدير شرطة عدن
– المهندس علوي علي محمد – مدير عام تقنية المعلومات في الاحوال المدنية
– العقيد عبد الفتاح العبد – ممثل عن وزارة الداخلية
– كما تم استعراض مداخله Power Point من قبل د. حسين العاقل – استاذ الجغرافيا الهيدروليكية – جامعة عدن.

بعد الانتهاء من المناقشات تم توزيع المشاركين الى( 3)مجموعات عمل بحسب المحاور وتم اختيار رئيس ومقرر لكل مجموعة .

رابعا: اهم التوصيات التي خرجت بها الورشة:
1-توصي الورشة السلطات الرسمية المحلية والاجهزة الامنية والقضائية بضرورة تفعيل القانون وتحمل مسئولياتهم في التعامل مع المهاجرين الافارقه الغير شرعيين، بالتنسيق مع المنظمات الاممية والدولية وعلى راسها مفوضية اللاجئين ومنظمة الهجرة الدولية وغيرها من المنظمات الاخرى،
2-يوصي المشاركون في الورشة الجهات الحكومة والدولية بتحديد مناطق ايواء للمهاجرين الافارقه خارج المدن والاحياء السكنية، لضمان حصرهم وتقديم وسائل الرعاية والخدمات لهم وتهيئة الظروف المناسبة لا عادتهم الى بلدانهم.
3- توصي الورشة الجهات المعنية المختصة المحلية والدولية بالعمل على توفير مخيمات ايواء للنازحين في اماكن امنه وقريبه جغرافيا من مناطق النزوح وضمان توفير سبل الرعاية الانسانية لهم .
4-يوصي المشاركون المنظمات الدولية ذات العلاقة بالعمل على تبني تمويل دراسة مسحية شاملة حول ظاهرة الهجرة الافريقية الغير الشرعية والنزوح الداخلي ليمكن من خلالها معرفة اعداد وحجم الظاهرة والتوصل لفهم وتحديد اسبابها ودوافعها واثارها الحقيقة على المجتمع وعلى النازحين والمهاجرين انفسهم.
5-يوصي المشاركون الجهات والاجهزة العسكرية وبالذات قوات خفر السواحل والتحالف العربي بإيلاء اهتمام اكبر لظاهرة التهريب والاتجار بالبشر والقضاء عليها وتامين السواحل واتخاذ الاجراءات القانونية بحق المهربين ومنع المهاجرين من الوصول الى البلد.
6-يرى المشاركون ان استمرار تفاقم ظاهرة النزوح والهجرة الافريقية الغير شرعية لها ابعاد خطيرة على امن وسلامة المجتمع ويخل بملامح وهوية التركيبة الديمغرافية والجغرافية الحضرية لمدينة عدن, وان المسؤولية تحتم على الاجهزة الامنية ممثلة بوزارة الداخلية وامن عدن العمل على اتخاذ الاجراءات الكفيلة للحد من مخاطر وتنامي ظاهرة النزوح والهجرة الغير شرعية واثارها السلبية على الامن والاستقرار في عدن.
7-يوصي المشاركون الجهات المحلية والدولية ذات العلاقة بإعداد براج دعم نفسي واجتماعي وتوعوي تستهدف النازحين في مناطق ايوائهم.
8-يوصي المشاركون الجهات الصحية والمؤسسات ذات الصلة بضرورة اتخاذ الاجراءات اللازمة للحد من انتشار الامراض والاوبئة بين اوساط النازحين والمهاجرين الافارقة, والعمل على انشاء محاجر صحية للحيلولة دون انتقالها الى اوساط السكان المحليين .
9-يوصي المشاركون الجهات الحكومية المسؤولة بإنشاء مركز لرصد ومتابعة ظاهرة النزوح الداخلي الى المدنية، وانشاء قاعدة بيانات عن اعدادهم واماكن تواجدهم وكل المعلومات الضرورية عنهم .
10-يوصي المشاركون بضرورة ايلاء اهمية للتنسيق والتعاون بين الاجهزة والسلطات المحلية ذات العلاقة والمنظمات الدولية ووضع استراتيجية والية عمل للتعاطي مع هذه الظاهرة بما يضمن حقوق النازحين والمهاجرين وبما يحفظ الامن والاستقرار في عدن والمدن الاخرى..

انتهــــــــــــــى

الشبكة المدنية للأعلام
والتنمية وحقوق الإنسان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى