لو دامت لغيرك .. ما اتصلت إليك

  • بقلم: خالد واكد

حكمة عربية شهيرة منقوشة على بوابة قصر السيف “الحكم” في الكويت منذ عام 1919 م في عهد الشيخ سالم المبارك الصباح رحمة الله، حكمة بالغة الأهمية لو يتداركها وتتفهمها الأجيال من زعماء ورؤساء ومسؤولين ونواب ومواطنين لكانت الامور في أحسن حال، فالمناصب مهما كانت مغرية زائلة ولن تدوم ولن يبقى للإنسان سوى عمله الخير على هذه الارض.

يبق وان تقدمت بمقترح وأتمنى ان تعطى توجيهات و أوامر بذلك بوضع لوحة على بوابة كل وزارة ومحافظة ومؤسسة حكومية والاهم على بوابة دار الرئاسة وفي كل مكاتب المسئولين (لو دامت لغيرك ما اتصلت إليك) ليتذكر هؤلاء المسئولين انهم عابروا سبيل وان مركزهم مهما بلغ لن يدوم وسياتي أناس اخرين يجلسوا على نفس الكرسي ونفس الوزارة و…الخ .

فلماذا الإصرار على عدم فهم ان لا شيء يدوم في هذه الدنيا.

والعبارة يفهمها ويدركها الاعمى والبصير بأن لاشي سوف يدوم إن كان حكم او منصب فكل شياً فالحياة سوف يفنى، ولكن السؤال هنا واجب.. من سيفنى في هذه الحياة المنصب ام الانسان؟ وقبل السؤال لماذا لم يدرك مثقفينا وكتابنا وصحفيينا تلك العبارة ويتداولونها في كتاباتهم باستمرار حتى تترسخ في عقولنا ووجداننا ويعلم الناس اجمعين ان الأشياء لا تدوم على لك وحدك للأبد وبأن لاشي سوف يبقى ملكاً لوحدك ‘

وعلى الانسان ان يكون اهلًا للمسؤولية وان يسعى جاهدا ان يترك الأثر الجميل والسمعة الطيبة فهي من تدوم ويتذكرها الانسان.

اما ما يحدث اليوم من عدم اكتراث واهمال ومحسوبية وتواكل وعدم فهم معنى المسؤولية أحدث شرخا في المجتمع وتدهورت الأوضاع بشكل عام وأصبح هم كل من تولى وسيتولى المسؤولية ألكم ولا شيء غير المادة.

فالشعوب تبهدلت وتعاني الامرين فالغاية لديكم معروفة ومعلومة للجميع لكن يبقى بصيص من الأمل يجب تتركوه لهذا الشعب لا يجب ان تكون الغاية وحدها هدفكم خذوا ما يحلوا لكم فالحساب يوم الحساب الأكبر يوم لا ينفع مال ولا بنون وأظنكم تعلمون ذلك وتقولوا ان باب التوبة مفتوح وان الله يغفر الذنوب وتذهبوا للعمرة والحج لطلب المغفرة والعفو

قد يفهم البعض هذا الكلام بالعكس تماماً وأن الوظيفة او المركز هي فرصة وأنها بالفعل لن تدوم لذا يجب جمع أكبر قدر من المادة لكن مادة ضررها أكثر من فائدتها وقد لا تفتح باب للجنة.

والله من وراء القصد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى