تقرير خاص| عندما أصبح أمر استبعاده حتمي.. كَيْد وحِيَل الإخوان لبقاء بن عديو محافظاً لشبوة!

عدن 24| تقرير: خاص

ماتكشفه مخاوف حزب الإصلاح الإخواني من الآلية التنفيذية لاتفاق الرياض، والتي تهدد مصالح الحزب في محافظة شبوة، فبالتزامن مع ضغوط يمارسها علي محسن الأحمر في الرياض على الرئيس هادي لإبقاء محافظ شبوة محمد صالح بن عديو في منصبة ويحاول مقايضه منصب شبوة بمنصبي محافظتي صنعاء والحديدة.

تلك العروض المغرية التي تعبر عن خشية الإصلاح من فقدان مصالحة النفطية الكبيرة في محافظة شبوة تزامنت مع تحرك في عتق لتنظيم مظاهرات شعبية عارمة تطالب بالإبقاء على المحافظ بن عديو وترفض تغييره وذلك استباقاً لعزله وفق الآلية التنفيذية لاتفاق الرياض، وهذا ما أكدته مصادر محلية، حيث أن بن عديو عقد اجتماعاً مع قيادات في حزب الإصلاح الإخواني في عتق واقر حشد اكبر عدد ممكن من المواطنين خلال الأيام القادمة ووجه بصرف نفقات تنظيم وتحشيد مظاهره شعبية مركزية في عتق ومظاهرات في كل مديرية تطالب برفض أي مساعي لعزلة من منصبه، وتدعو التحالف لإبقائة في مصبة كونه كما يزعم صمام أمان وتنمية المحافظة.

       بن عديو إلى الرياض

 
وبعد تنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض، وبدأت مرحلة استبعاد محافظي المحافظات وعلى رأسهم محافظ شبوة بن عديو، قالت مصادر مؤكدة في شبوة أن المحافظ الإخواني محمد صالح بن عديو وصل العاصمة السعودية الرياض قبل يومين بعد أن استدعاه مسؤولوا الملف اليمني في المملكة العربية السعودية التي ترعى الاتفاق.

وقالت المصادر إن استدعاء الرياض لبن عديو يأتي في إطار الترتيبات للإطاحة به من منصبه بناءً على الترتيبات الجارية لتنفيذ اتفاق الرياض بين الإنتقالي وهادي، والذي يشمل أيضاً تغيير محافظي المحافظات التي يسيطر عليها التحالف.

       اصطياد في الماء العكر

أطلق ناشطين في محافظة شبوة أواخر الأسبوع الماضي تصويتاً مفتوحاً عبر منصات مواقع التواصل الإجتماعي يتضمن سؤال التصويت: هل أنت مع إقالة محمد صالح بن عديو أم لا؟، وسعى الناشطون إلى توصيل التصويت لشريحة كبيرة من مستخدمي التواصل الاجتماعي من كافة التوجهات السياسية والاجتماعية والقبلية بغية التصويت مع المحافظ.

وأظهرت نتائج التصويت بعد يومين من الانطلاقة ان 8000 ألف شخص، صوتوا بلا رفضاً لاقالة محافظ شبوة بن عديو بينما صوت 3000 ألف شخص فقط بنعم.

وكل ذلك محاولة من الإخوان للاصطياد في الماء العكر، ومتوهمين أن هذه الحيلة يمكن أن تنطلي على التحالف والحكومة الجديدة، ويريدون أن يوهموا التحالف العربي وعلى رأسه السعودية بشعبية بن عديو وحب المجتمع الشبواني له، مع أن التصويت كان بطريقة روتينية عادية وسهولة المغالطة فيها تبلغ نسبة 99% كون باستطاعة ذبابهم الالكتروني المشاركة في التصويت في الوقت الذي يشتغل فيه الاعلام الجنوبي بمسائل اكبر من ترهاتهم هذه.

     بدائل الإخوان الممكنة

وتحسباً لاقالة واستبعاد المحافظ بن عديو لجأ الإخوان للعمل على بدائل يرونها ممكنه لبقاء نفوذهم وسبطرتهم في شبوة، فأعطوا الأوامر للمحافظ الإخواني محمد بن عديو بتسليم مواقع عسكرية للميليشيات التابعة لوزير النقل المستقيل صالح الجبواني، و الذي يدير معسكرات بتمويل قطري للتجنيد تحت غطاء من السلطات العسكرية والمحلية الموالية للإخوان في المحافظة.

وقالت المصادر إن بن عديو، الذي كان يرأس الدائرة السياسية لحزب الإصلاح الإخواني قبل تعيينه محافظاً لشبوة، قام بتسليم موقع “تبة مفرق الصعيد” لكتيبة تابعة للجبواني يقودها شخص قادم من محافظة تعز يشتبه بانتمائه لتنظيم القاعدة.

ولفتت المصادر إلى اتساع دائرة النشاط المشبوه لوزير النقل المستقيل من خلال تجنيد المزيد من الشباب في محافظة شبوة وتعيين مندوبين للتجنيد في مختلف مديريات شبوة وتوزيع أموال وأسلحة لكسب الولاءات واستقطاب أبناء القبائل.

وتشهد شبوة حالة توتر متصاعدة بين السكان وميليشيات حزب الإصلاح الإخواني المتخفية خلف ستار السلطات المحلية والأجهزة الأمنية التي تشير مصادر قبلية إلى قيامها بحملات ترهيب واعتقالات على نطاق واسع للمناوئين للتغوّل الإخواني والأجندتين التركية والقطرية.

وكشفت صحيفة “العرب” اللندنية في تقارير سابقة عن رهان تيار قطر – تركيا في الحكومة اليمنية على تهيئة المحافظة التي تمتد لأكثر من مئتي كيلومتر على بحر العرب لتكون بوابة للتدخل التركي الذي توجد قواعده العسكرية على السواحل الصومالية.

وتؤكد مصادر سياسية يمنية أن رفض جماعة الإخوان في اليمن وتيار قطر – تركيا في الحكومة تنفيذ اتفاق الرياض يعود لرفض هذه القوى تنفيذ البند الخاص بمحافظة شبوة الذي ينص على ضرورة إخلاء المحافظة من القوات العسكرية التي تم استحداثها في أعقاب مواجهات أغسطس بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة.

وقالت المصادر إن الإخوان والتيار القطري – التركي يسعون لكسب الوقت من أجل خلق واقع جديد في شبوة عن طريق استحداث معسكرات بتمويل قطري لتجنيد أبناء المحافظة وإحلال هذه الميليشيات بدلا عن القوات القادمة من محافظات أخرى في حال نفدت ذرائع المماطلة في تنفيذ اتفاق الرياض.

    مشاريع بن عديو على حقيقتها

كشفت التقارير، مشاريع بن عديو في شبوة على حقيقتها بدون تضخيم أو تقزيم، وقالت مصادر مطلعة على كشفاً حقيقياً للمشاريع المنفذة والمنجزة بمحافظة شبوة منذ تعيين المحافظ عديو في 26 نوفمبر 2018 حتى اليوم، وهي كالتالي:

طريق خورة تم تنفذ 2 كيلو من أصل 10 كيلو وتم سحب المعدات.

طريق الرجلان العمل شبه متوقف فيه. مشروع خط بيحان الذي بدأ بخط الكراع يربط الكراع بمناطق ضبة والصعديات (تمويل من الحوثي) تم اعتمادها وتوقيع عقودها لم يبدأ العمل في الكثير منها.

طريق جردان معرقل ومتوقف العمل فيه.

شوارع عزان التي تم اعتمادها تم عمل “مشمع” لشارع وتوقف العمل بالبقية.

طريق حبرة المصينعة بمديرية الصعيد تم توقيع عقده ولا اي أثر لبدأ العمل فيه.

مشروع الصرف الصحي الذي تم توقيع عقده منذ قرابة العام لم يرى النور حتى اليوم.

مشروع الكهرباء الغازية التي تم توقيع عقدها منذ قرابة التسعة شهور لازآلت حبر على ورق.

مشروع الخزن الاستراتيجي الذي تم توقيع عقده توقف العمل فيه بمجرد وضع بعض حفريات الاساسات.

ترميم قصر ذيبان لم يرمم لحد الآن بعد 6 شهور من توقيع العقد.

الكهرباء في عتق عاصمة المحافظة تعيش بظلام دامس وكذلك باقي المديريات.

طريق هدى لم يكتمل بل تمت زفلتة 3 كيلو من أصل 10 وسحب المعدات.

طريق الطلح 20 كيلو في مهب الريح.

طريق خوره سحبو معداته ولم يتبقى سوى الخلاطه.

طريق المطهاف المعتمد عشره كيلو سفلته ولم يسفلتوا الا 2 كيلو طوال تسعه شهور.

وهناك عشرات المشاريع تم التوقيع عليها وصمّوا آذاننا وقتها بالحديث عن التنمية والمنجزات وسط تطبيل وهالة إعلامية ضخمة لحظة التوقيع ليتضح بالاخير ان كل هذا المشاريع مجرد سراب كان الهدف منها اختطاف شبوة إلى أحضان قطر وتركيا وأخونتها.

        مزامير بن عديو

وقاب الناشط محمد صالح حبتور في منشور له على فيسبوك، “منذ أيّام ونحن نتابع “بكائيات” الوداع التي يصرخ بها مؤيدي محافظ شبوة “بن عديو”، ينوحون ويندبون رحيله الحتمي عن السُلطة، ولو كنت أنتمي لجماعة الإخوان، رسمياً أو فكرياً، لحملت الطبل والمزمار معهم، فالرجل كان وفياً للجماعة وقدم لها الكثير، في الوقت الذي كانت فيه هذه الجماعة تتهاوى في عموم المنطقة”.

وذكر بن حبتور ايجاز لعهد بن عديو وفترة حكمة لمحافظة شبوة جاء فيه، “في عهد بن عديو، أصبحت شبوة إمارة إخوانية، فالمناصب والإدارات والمؤسسات وكل مفاصل السُلطة أصبحت بيد الأخوان، وبتكليف مباشر من المحافظ بن عديو، وفي عهده، أصبحت شبوة مركز لعمليات الجماعة، ومنطقة لقاء وتجمع للقيادات الإخوانية، و في عهد بن عديو، أصبحت شبوة مركز وبؤرة لمخابرات الدول المعادية، ومنها وفيها يتم التجنيد والتدريب، و في عهده ايضاً ، لا أحد يأمن على نفسه، فالجميع متهمين حتى تثبت براءتهم، فجنود القوات الخاصة يتعمدون إستفزاز المواطنين وإرهابهم، وبإشراف هذا المحافظ، كانت ولا زالت تتم ملاحقة المعارضين واعتقالهم وتعذيبهم في السجون والزنازين، و بإشراف بن عديو، تمت مهاجمة القُرى وتم قصف المنازل بالأسلحة الثقيلة، وبموافقة بن عديو، لم تتم معاقبة أي قاتل من جنود القوات الخاصة، الذين قتلوا المتظاهرين والمحتجزين والمسافرين على الطرقات، و في عهده، أصبحت شبوة ممر آمن للقوات الغازية من الجوف ومأرب ووادي حضرموت، تلك القوات التي تحاول إعادة احتلال عدن، و بتوقيعه، تم منح شركات ومقاولين عقود تنفيذ مشاريع بملايين الدولارات بدون أي منافسة أو مناقصة، وموافقته، جزء كبير من إيرادات مكتب الضرائب تذهب لدعم القوات الغازية في شقرة، و في عهد بن عديو، تتم جرجرة شبوة بصورة متعمدة وخبيثة لمربعات العنصرية والمناطقية، فتتحدث هذه السُلطة باسم شبوة وكأن أبناء شبوة قاموا بانتخابها واختيارها”.

وقال حبتور: “طويلة هي قائمة التجاوزات والانتهاكات، ولكن مزامير بن عديو الحمقى يسوقون لنا بن عديو على انه رجل التنمية والإنجازات، وكأن الرجل يخرج الأموال من خزنته الخاصة ليكرم بها شبوة”.

٢٠٢٠١٢٢٠ ٢١٣٠٤٦

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى