تقرير خاص.. إخوان اليمن.. عودة الجرذان إلى جحرها!.

عدن 24| خاص

موجة نزوح كبيرة لقيادات إخوانية إلى تركيا بعد انكشاف الاعيبهم للشعب

سياسي سعودي: الإخوان يعبدون الطربوش الأحمر ولو كان يهمهم شعبهم وبلادهم لوجدناهم في الميادين

علاقة إخوان اليمن بأنقرة متجذرة وتعود إلى فترة تأسس حزب العدالة في تركيا في السبعينيات

في 2019 التقاء عناصر من حزب العدالة التركي بـ500 عنصر من إخوان اليمن لرسم ملامح الصفقة القادمة

تقرير استخباراتي بريطاني: كشف أن إخوان اليمن نقلوا يمنيين إلى تركيا تحت ستار العلاج ومهمتهم الأساسية المشاركة ضد قوات حفتر في ليبيا

هكذا هم الجرذان، إذا ما اشتدت عليهم الأمور وتعقدت تهرب إلى جحورها، كفرصة أخيرة للنجاة بجلودها من الخطر المدحق بها، فعندما بدأت قيادة جماعة إخوان اليمن بفقدان شعبيتها في البلاد، بعد أن انكشفت الاعيبهم وخداعهم للجميع، لم يجدوا امامهم إلا الهروب إلى تركيا كجحرٍ أخير آمن يلجأون إليه، خاصة بعد تصنيف هئية كبار علماء المملكة العربية السعودية جماعة الإخوان منظمة إرهابية.

هروب رأس الأفعى وذيلها

وصل القيادي الإخواني، عبدالمجيد الزنداني، إلى تركيا، فارّاً من السعودية، وجاء هروبه بعد شهرين من نزوح رئيس حزب الإصلاح الإخواني، محمد اليدومي إلى تركيا.

ولم يأتي هروب الزنداني كأول هروب لشخص من جماعة الإخوان إلى تركيا، إنما يأتي ذلك ضمن موجة نزوح واسعة لقيادات حزب الإصلاح الإخواني من السعودية، وغيرهم من اليمن.

وعن ذلك علق المحلل السياسي السعودي خالد الزعتر، بقوله “من قبل قائد مقاومة تعز حمود المخلافي، واليوم وصول الإخواني عبدالمجيد الزنداني إلى تركيا”.

وأضاف: “هؤلاء قوم يعبدون الطربوش الأحمر، لو كان لديهم ذرة إهتمام بمستقبل اليمن وشعبه لوجدتهم في أرض الميدان”.

أنقرة وجماعة إخوان اليمن

علاقة أنقرة بجماعة إخوان اليمن ليست وليدة اليوم، بل هي علاقة متجذرة بين نظام أنقرة وإخوان اليمن، وتعود للجذور التى تأسس منها حزب العدالة التنمية فى تركيا في مرحلة السبعينيات، حيت يعد الرابط الفكرى هو الرابط الأساسى الذى يجمعهما.

ولعل دفاع حزب الإصلاح المستميت عن الإحتلال العثمانى لليمن وللأقطار العربية باعتباره الفتح العثمانى لإنشاء دولة الخلافة الإسلامية، لم يكن إلا جزء من توجهات تنظيم الإخوان الدولى، واليمن لم يكن بعيداً عن مسرح مؤامرات تركيا، لا سّيما بعد تحالف تركيا على تمكين حزب الإصلاح من السيطرة في اليمن.

وتلك التحالفات التى تتضح في إعتراف مرشد جماعة الإخوان المسلمين فى اليمن والحاكم العسكرى لمحافظة تعز، عبده فرحان سالم، بتلقيه دعماً من قطر وتركيا وإيران، وفى ضوء هذه الإعترافات يتضح جلياً الدور المسند إلى جماعة الإخوان المسلمين فى اليمن، وتنكشف حلقة من سلسلة الصفقات بين أنقرة و”إخوان اليمن” أكثر من إعتماد الأخير على التمويل.

“وبحسب تقرير للصحافية شيما مطر، أن فى شهر سبتمبر 2019 تم تحديد وجهة المرتزقة الذين تم تدريبهم عدة سنوات داخل معسكرات الإخوان فى اليمن، فى لقاء جمع بين عناصر من حزب العدالة والتنمية المحسوب على جماعة الإخوان فى تركيا مع 500 عنصر من حزب الإصلاح فى مؤتمر بعنوان “أصالة الفكرة واستمرارية الرسالة” للتنسيق ورسم ملامح الصفقة القادمة، بين أنقرة وجماعة إخوان اليمن، فى المنطقة العربية”.

وفى إطار الإستخدام التركى لإخوان اليمن، كشف تقرير استخباراتى بريطانى SIS قيام حزب الإصلاح المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين بنقل يمنيين إلى تركيا تحت ستار تلقى العلاج الطبى، ومنها إلى ليبيا، مشيرة إلى أن عدداً من المجندين “الإصلاحيين” يشاركون فى العمليات التركية ضد قوات حفتر فى ليبيا.

وكما كشف المرصد السورى لحقوق الإنسان، عبر تسجيلات مرئية، وصول دفعة جديدة من مرتزقة إخوان اليمن إلى ليبيا، وفور وصولهم إلى ليبيا انضمت إلى فصائل “لواء المعتصم وفرقة السلطان مراد ولواء صقور الشمال والحمزات وسليمان شاه.

ولتكتمل خيوط المؤامرة الإخوانية، كشف المجلس الانتقالى الجنوبى فى اليمن الدوافع الخفية لتكثيف نشاط حزب الإصلاح لإنشاء معسكرات، كما حذر من وجود عناصر استخبارات تركية فى محافظة شبوة تحت غطاء منظمة الإغاثة الإنسانية التركية، التى تنشط فى المحافظة منذ سقوطها تحت سيطرة جماعة الإخوان المسلمين فى أغسطس الماضى، بالتزامن مع استقطاب حزب الإصلاح عناصر إرهابية إلى ميليشياته تحت مسمى «المقاومة الشعبية».

وفى إطار الصفقة، أقر حزب التجمع اليمنى للإصلاح بوجود أعضاء فى الحزب يشاركون فى الحرب التركية فى ليبيا، ولم يخف الدعم لحكومة السراج الموالية لأنقرة سياسياً وإعلامياً، ورفض، فى يونيو الماضى، التوقيع على بيان الأحزاب والقوى السياسية اليمنية المؤيدة لموقف مصر الرافض للتدخل التركى فى ليبيا.

ورجال تركيا فى اليمن صفقة ليست هى الأولى من نوعها فقد سبق إرسال مرتزقة جهاديين من اليمن إلى سوريا بتمويل قطرى وتنسيق إخوان يمني تركى، هو ما اتضح بشكل كبير من خلال حرص الدولة التركية على زيادة رحلات الطيران من اليمن إلى تركيا؛ حيث كثفت رحلاتها فى عام 2014 بواقع 7 رحلات أسبوعية بواقع رحلة كل يوم، قبل التضييق عليها بعد دخول التخالف العربى فى حرب اليمن ضد ميليشيات الحوثى فى مارس 2015.

وجاءت زيارة وزير النقل اليمنى صالح الجبونى، المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين، إلى تركيا فى 23 ديسمبر 2019 لتأمين منافذ أخرى لتركيا بعد التضييق على الرحلات الجوية؛ حيث أعلن وزير النقل اليمنى عقب زيارته عن التوصل إلى اتفاق مع نظيره التركى، يقضى بمنح الشركات التركية حقوق استغلال الموانئ والمطارات اليمنية، والمشاركة فى تأهيل البنية التحتية للنقل، قائلاً: «إن تركيا عادت وبقوة للساحة العالمية بقيادة أردوغان»، وهو ما يكشف عن مطامع تركيا في اليمن للسيطرة على الملاحة عبر باب المندب.

إستثمار بمثابة العودة إلى الجحر

لا ينقص جماعة الإخوان الدها والمكر، وكان عليهم أن يكونوا مؤثرين في تركيا ليس بعقولهم وتوجههم فقط بل بإنشاء استثمارات أيضاً تجعل تركيا تعطيهم أهمية أكبر.

فبحسب البيانات الرسمية التركية، شهد عام2017 تأسيس 44 شركة برأسمال يمني، و79 شركة في 2018، وفي الأشهر السبع الأولى من 2019 بلغ عددها 41 شركة، ليؤسس إخوان اليمن 164 شركة في تركيا خلال آخر عامين ونصف العام.

وارتفع عدد المنازل التي اشتراها إخوان اليمن في تركيا بنسبة 536% خلال الشهور التسعة الأولى من 2019، مقارنة مع ذات الفترة من 2015، ليصل عدد المنازل التي اشتروها في تركيا إلى 1082 منزلاً في الفترة بين يناير – سبتمبر 2019، مقابل 170 منزلًا فقط في الفترة المقابلة من 2015.

وفي الوقت الذي تشهد فيه الإستثمارات الإخوانية انتعاشاً كبيراً في تركيا وغيرها من الدول التي لجأوا إليها، تتفاقم الأوضاع المعيشية للمواطنين في البلاد مع طول أمد الحرب في وقتٍ دخلت جماعة الإخوان في هدنة مفضوحة مع المليشيات الحوثية لتهدئة جبهات القتال خدمة لأجندة إقليمية وبرعاية قطرية تركية.

مخاوف من فوضى جديدة

إنتقال جماعة حزب الإصلاح الإخواني إلى تركيا، بعدد واسع، يثير مخاوف واسعة في الشارع اليمني من موجة فوضى جديدة، تحيكها الجماعة من تركيا، لا سيما وأن تركيا تشتهي حرب ثالثة ورابعة لكي تجد وسيلة لدخول اليمن.

فيما يذهب البعض إلى أنها ضمن مخطط تركي لإستقطاب القيادات التي تمتلك تاريخاً مشبوهاً، بهدف إستخدامها ضد الجنوب والتحالف العربي بقيادة السعودية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى