كان هنا فتبخر

 

 

كتب – د. فؤاد الشعيبي.

 

لن يصبح العرب أكثر شراسةً مِن جيش هتلر الذي احتل أوروبا فقلمت أظافره  وتم تهجينه وتدجينه ولا كذلك أرعن مِن الجيش الياباني الذي تمدد في بدايات القرن المنصرم ليستولي على شرق آسيا بالكامل بما في ذلك أجزاء مِن شرق الصين وأجزاء مِن روسيا وأندنوسيا فاستدرج للاعتداء على الاسطول الامريكي وهنا كانت نهايته بالنووي فأعلن انكساره واستسلامه وتم نزع مخالبه على الفور هو الآخر، الجميل في الأمر أن دول العالم المتقدم تعاملت مع اليابانيين والألمان كمراهقين كانوا يحملون قنابل جرثومية خطرة عليهم وعلى العالم فعلمهم العالم وأهلهم فكرياً حتى مرحلة النضج فاتجهت البوصلة نحو الريادة الحضارية والتكنولوجية وهو ما حصل واليوم خير شاهد ودليل على تقدم الدولتين، الخلاصة بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية التي راح ضحيتها عشرات الملايين مِن البشر لغة القوة انتهت عالمياً ولغة التعايش هي لغة العالم المعتمدة ومن يرفض سيقف له العالم بالمرصاد، فهل سيأخذ العالم الغربي بأيدي العالم العربي تأهيلاً كما فعلوا مع الألمان واليابانيين، لأن هناك قدر مِن التشابه بين أزماتهم و  الأزمة العربية المتمثلة بخلل في طريقة التفكير  وفقدان اتجاه البوصلة إذ أن مِن صفات الشعب الفاعل والواعي والقارئ للواقع بعمق كلما تقدم به الزمن ضعف البصر ولكن وبقوة تتضح لديه الرؤية إنما الإنسان العربي غارق في رؤى أفنت شعوبهم وشتت شملهم وفرقت جمعهم وجعلتهم أضحوكة هذا العالم للتندر على ما وصلوا إليه مِن تخلف وانحدار، ففي عالم السياسة لا يفقهون أنه  إن لم يعجبك مكانك قم بتغييره على الفور فأنت لست شجرة فلا عداوة دائمة ولا صداقة دائمة إنما مصالح دائمة لمن يفقه قواعد اللعبة فالمعيار في العلاقات الدولية وسياسة الدول هو المصلحة فالذين يشاركونك الهدف والهم  لا داعي للشرح أما الذين يعارضوك لا فائدة من الشرح بل الحزم والقرار الصارم والمضي قدماً أو البقاء والفناء والتلاشي والإضمحلال لن يحترم العالم القوي الا الشعب الذي يدعو إلى التعايش والتسامح  أو قف أمام قطار العالم السريع ليقال عنك كان هنا فتبخر .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى