اليمن على حافة المجاعة مع تراجع المساعدات الخارجية

عدن24- العرب اللندنية
يبدو اليمن على حافة مجاعة من جديد بينما لا تملك الأمم المتحدة أموالا كافية لمواجهة الكارثة التي تم تجنبها قبل 18 شهرا في هذا البلد الغارق بالحرب، كما قالت منسقة المنظمة الدولية للشؤون الإنسانية ليز غراندي.

وقالت غراندي، في مقابلة مع وكالة فرانس برس، إنّ برامج المساعدات التي تشمل الصرف الصحي والرعاية الصحية والغذاء، تغلق بالفعل بسبب نقص الأموال، فيما يبدو الوضع الاقتصادي “مشابها بشكل مخيف” لما كان عليه في أسوأ مراحل الأزمة حين واجه الملايين من السكان خطر المجاعة قبل نحو 18 شهرا.

ويهدّد نقص حاد في الوقود بتعطيل شبكة الكهرباء وإمدادات المياه والبنية التحتية الرئيسية مثل المستشفيات، في وقت يتبادل المتمردون والحكومة الاتهامات بالمسؤولية عن ذلك.

وذكرت المسؤولة الأممية أنّه “لا يُسمح للسفن المحملة بمواد قد تنقذ أرواحا بالدخول، والعملة تتراجع بسرعة كبيرة. كما أن أموال البنك المركزي جفّت، وارتفع سعر سلة الغذاء الأساسية (…) بنسبة 30 في المئة في الأسابيع القليلة الماضية”.

وتابعت “نحن أمام العوامل نفسها التي دفعت البلاد سابقا نحو خطر المجاعة” لكن “ليست لدينا الموارد التي نحتاجها لمحاربتها ودحرها هذه المرة. إنه أمر يدعو للقلق العميق”. وكانت الميليشيات الحوثية قد احتجزت في مناسبات سابقة شحنات مساعدات دولية وصلت إلى اليمن ومن ضمنها أدوية ومعدات طبية ضرورية لمجابهة انتشار عدوى كورونا ومساعدات إنسانية.

ودعا رئيس اللجنة العليا للإغاثة في اليمن عبدالرقيب فتح، في وقت سابق منسقة الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة بالتدخل العاجل والضغط للإفراج عن تلك الشحنات، وإدانة الانتهاكات الإجرامية التي تقوم بها الميليشيات الانقلابية يوميا بحق المساعدات الإغاثية والإنسانية.

ومع اعتماد أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية على المساعدات بينما يتفشى فايروس كورونا المستجد من دون متابعة حقيقية ويعاني الملايين من الأطفال من سوء تغذية، قالت غراندي إن وضع الكثير من العائلات قد يتحوّل من “القدرة على الصمود إلى الانهيار”.

وجمعت الأمم المتحدة حوالي نصف المبلغ المطلوب لمساعدة اليمن والبالغ 2.41 مليار دولار في مؤتمر للمانحين في يونيو استضافته السعودية التي تقود التحالف العربي الداعم للحكومة الشرعية في مواجهة الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران.

وكانت السعودية أكبر مانح في مؤتمر يونيو، وتعهّدت بتقديم 500 مليون دولار. كما أعلنت بريطانيا والولايات المتحدة، وكلاهما يصدّران أسلحة للمملكة، عن مساعدات كبيرة.

وقالت غراندي إنّ تسعة فقط من بين 31 مانحا قدّموا الأموال بالفعل، وهو ما كانت حذرت منه الأمم المتحدة في السابق على اعتبار أن المساعدات قد تقلّ مع استمرار تفشي فايروس كورونا المستجد في العالم.

وأوضحت “من الواضح جدا أن وباء كوفيد – 19 وضع ضغوطا على الميزانيات المخصّصة للمساعدات في جميع أنحاء العالم. لن يتمكنوا من القيام بما فعلوه سابقا، وسيكون تأثير ذلك كبيرا جدا”.

وسجّل اليمن رسميا حتى الآن حوالي 1300 إصابة بالمرض، من بينها 359 وفاة، لكن قلة الاختبارات وعدم جاهزية العيادات لتحديد أسباب الوفاة ينذران بأن العدد الحقيقي للضحايا قد يكون أعلى بكثير.

وتقدر دراسة أجرتها كلية لندن لحفظ الصحة وطب المناطق الحارة أنه قد يكون هناك بين 180 ألفا وثلاثة ملايين إصابة في اليمن بعد أشهر قليلة من تفشي الفايروس، متوقّعة وفاة بين 62 و85 ألفا.

لكن مع تصاعد احتياجات البلاد للرعاية الصحية في ظل انهيار هذا القطاع بفعل الحرب، تتضاءل القدرة على تلبيتها.

وتقول المنسقة الأممية إنه في الأيام القليلة المقبلة تواجه الأمم المتحدة “وضعا غير معقول” إذ إنها قد تضطّر إلى التوقف عن توفير الوقود للمستشفيات وكذلك أنظمة إمدادات المياه والصرف الصحي في جميع أنحاء البلاد. واضطر برنامج الأغذية العالمي الذي كان يوفّر المواد الغذائية الأساسية لـ13 مليون شخص، إلى تقليص عمليات التسليم لتشمل بين 8.5 و8.7 مليون شخص شهريا فقط، بعضهم بنصف حصّة غذائية.

وفي الأسبوع الذي بدأت فيه أزمة الفايروس، نفدت أموال منظمة الصحة العالمية المخصّصة لدفع رواتب عشرة آلاف من العاملين في مجال الصحة العامة في جميع أنحاء البلاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى