“الحزام الأمني”.. جَلَّاد الحوثيين والقاعدة في الجنوب

 

«سندخل عدن مشيًا على الأقدام»، بهذه العنجهية والغرور قالها عبدالملك الحوثي، زعيم الميليشيا الانقلابية المدعومة إيرانيًّا، بعد أن احتلت عناصره الإجراميَّة العاصمة اليمنيَّة صنعاء، إلا أن أبناء عدن ومن خلفهم المحافظات الجنوبية، واجهوا هذه العصابة ببسالة حتى هزموهم وكبدوهم خسائر فادحة بالأرواح والعتاد، رغم مدنية أبناء عدن وعدم خبرتهم بالسلاح والقتال.
وعقب تحرير عدن من الحوثيين، منتصف العام 2015، نشأت حالةٌ من الفراغ الأمني في المحافظة، ما ساعد جماعات مسلحة ومتطرفة على الظهور هناك؛ لتمارس عمليات اغتيال بحق عشرات المسؤولين الأمنيين أو قيادات المقاومة، كان أبرزها استهداف «داعش» لمقر الحكومة اليمنية في فندق القصر، واغتيال المحافظ اللواء جعفر محمد سعد.
ومن أجل لمّ شمل المقاومة الشعبية الجنوبية من جديد، تشكلت قوات «الحزام الأمني» في أوائل عام 2016، وتم إعدادها وتدريبها بإشراف من قوات التحالف العربي في عدن. وتتألف «الحزام الأمني» من لواءين عسكريين، ويبلغ عدد أفرادها نحو 10 آلاف جندي، تم توزيعهم على نقاط عدة في المحافظة، وشُكلت منهم فرق مداهمات وطوارئ، كما سخرت قوات التحالف العربي بعدن كل الإمكانيات من الآليات التشغيلية والذخائر لبعض النقاط المهمة.
مكافحة الإرهاب ورغم حداثة هذا الجهاز الأمني، فإنه ساهم بشكل فعّال إلى جانب قوات الشرطة في التصدي للأعمال الإرهابية، والتخفيف من حدتها؛ من أجل استقرار عدن التي لم تتعافَ بشكل نهائي من آثار الحرب حتى الآن. وفي إطار محاربة «الحزام الأمني» للتنظيمات الإرهابية، نجحت القوات الموالية للتحالف العربي في القبض على العشرات من عناصر «القاعدة»، فضلًا عن إيقاف عناصر أخرى مسلحة يشتبه بتورطها في تنفيذ عمليات الاغتيالات، كما ضبطت عبوات ناسفة ومخازن للأسلحة والمواد المتفجرة في عدن، خلال عمليات مداهمة لأوكار الإرهابيين هناك.
وبسبب النجاحات المتتالية التي حققتها قوات «الحزام الأمني»، تقرر نقل التجربة إلى محافظتي لحج بقيادة جلال الربيعي، وأبين بقيادة العميد عبداللطيف السيد؛ للإسهام في تحريرهما من عناصر تنظيم القاعدة التي تسيطر على أجزاء واسعة منهما، منذ تحريرهما من الحوثيين الموالين لإيران.
كما استلمت القوات في محافظة لحج، المهام الأمنية في قطاع الخضراء، فيما تم تكليف «عميد الردفاني» رسميًّا ليكون قائدًا لـ«الحزام الأمني» في الخضراء؛ إذ استلم «الردفاني» مهام النقاط الأمنية الواقعة ضمن القطاع من «فوّاز القاسمي» قائد كتيبة «حزم 5».
حفظ الأمن وقال الناشط السياسي، «باسم الشعيبي» في تغريدة له عبر تويتر: إن «الحزام الأمني يمثل تجربة ناجحة بامتياز، رغم كل ما أثير حوله، ولا يستطيع أحد نكران إنجازات هذا الجهاز الأمني؛ حيث استطاعت تلك القوات أن تعدل المعادلة الأمنية لصالح السلطة المحلية والتحالف المشرف على الأوضاع بعدن، بعد أن كانت الجماعات المتطرفة والمنفلتة تسيطر على المشهد وتضرب بكل أريحية».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى