تقرير خاص | حكومة الإخونج اليمنية في حوار جدة.. مماطلة أم فشل؟!

عدن24 | خاص

يأمل المواطنون اليوم أكثر من أي وقت مضى في الخروج إلى بر الأمان وتحقيق التسوية الشاملة الكاملة وتصحيح مسار الشرعية في حوار جدة، فلا فائدة من المماطلة والتسويف، إذ أن هناك أطرافا في الشرعية تسعى إلى عرقلة التسوية في حوار جدة، بالرغم من أن الانتقالي قد أكد لأكثر من مرة بأنه مع التسوية، لكن الشرعية ماتزال متناقضة في سلوكها وتعاملها مع موضوع التسوية في المشاورات حتى الآن، ولم تقف على رأي بنّاء وواضح.

ولعل التسريبات التي تبثها عبر وسائل الإعلام لتشويه صورة الانتقالي ودول التحالف العربي، قد أفصحت عن ذلك ونيّتها في إفشال الحوار، ومع ذلك مازال وفد الانتقالي يبدي مرونة ولم يكترث بتلك التسريبات إيماناً منه بأهمية وضرورة تحقيق السلام.

لا جدوى من المماطلة

لعل الحقائق التي تطفو على سطح الأحداث تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأنه لا مكان للمراوغة أو التسويف الذي تسعى لفرضه الشرعية، وهو ما أكد عليه الكثير من المحللين والسياسيين والأوساط السياسية محليا وإقليميا ودوليا، حيث أكدوا أن على الإخوان الذين يتسلقون على الشرعية ويخترقونها أن يعلموا يقينا بأن حوار جدة غير قابل للفشل.

ولقد أدرك ذلك أيضا الأشقاء في دول التحالف، فالإمارات العربية المتحدة قد أكدت عبر وزير خارجيتها أنور قرقاش، في إحدى تغريداته على موقع التواصل الاجتماعي «توتير»، على أهمية نجاح الجهود السعودية لتوحيد الصف وتعزيزه في حوار جدة.

وأضاف: “إن ضبط النفس الذي تمارسه الإمارات أمام تخرصات بعض مسؤولي الحكومة اليمنية دليل نضج وعقل، وهدفه تغليب المصلحة الأكبر”.

وأضاف المحللون، أن على الشرعية أن تدرك كذلك أن الألاعيب الرامية إلى نسف التسوية مصيرها الفشل وستُجهض ولن تنفعهم محاولاتهم البائسة لتنفيذ أجندة قطر، ولتعلم أيضا أن المجلس الانتقالي الجنوبي جاء إلى هذا الحوار السياسي لتصحيح المسار وتقويم الاعوجاج وصولا إلى هيكلة مؤسسات الشرعية للوصول إلى بر الأمان، فلا جدوى من التصعيد والمماطلة؛ لأنها سترتد على أصحابها.

المماطلة لكسب الوقت

يتحدث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عن مماطلة الشرعية في حوار جدة وعن مبتغاها من وراء ذلك، حيث قالوا إن الشرعية لم ترفض المسودة ولكنها تماطل بقبولها، فهي في حالة تخبط، في القبول وعدم القبول.

وأضافوا: “لم ينتهِ حوار جدة، فهناك مبادرة سعودية وأطراف الشرعية تماطل حولها بين الرفض والقبول، والتحالف يراقب سلوك أطراف الشرعية وتناقضاتهم، وخلافاتهم، وعدم التزامهم للتسلسل القيادي، علاوة على الرفض غير المنطقي لبعض بنودها، فكل هذا يُظهر عدم جديتهم في الحل، ورهاناتهم على تحالفات أخرى”.

وتابعوا: “إن الشرعية لديها أهداف من المماطلة في حوار جدة، أهمها الحشد على غزو الجنوب بعد احتلال شبوة، ونتمنى أن لا يكون اتفاق جدة كاتفاق الأردن عام 19٩٤م ولكننا نقول لها ٢٠١٩ ليس ٩٤م”.

فيما قال آخرون: “إن شرعية الإرهاب تماطل لكسب الوقت، وحشد كل قواتها لمعركة فاصلة مع الجنوب، وللأسف فالبعض لا زال يعول على محادثات جدة، بينما كلمة وزير خارجية شرعية الإرهاب في الأمم المتحدة ضد الإمارات والانتقالي كافيه لفضح نيتهم، فمماطلة الشرعية على توقيع اتفاق جدة بينها وبين الانتقالي وتصعيدها في شبوة وشقرة وفرط العنان لمرتزقتها إعلاميا بنشر أخبار كاذبة عن اتفاق جدة وما تمخضت عنه المحادثات، يشبه مماطلة الحوثيين عند كل حوار، لتصبح الشرعية مع الحوثيين وجهين لعملة واحدة”.

وقال بسام القحطاني: “مماطلة الشرعية في التوقيع على حوار جدة مع الانتقالي تشبه مماطلة الحوثيين في التوقيع على أي اتفاق مع الشرعية، فالأخيرة تعلمت هذا الدرس من الحوثي، ولكن الحوثي يعتبر هو اليد الطولى في الشمال، وكان يفرض الأمر الواقع، أما الشرعية المهترئة المشردة فليس لها أي قبول شمالاً أو جنوباً”.

وأضاف: “بل تحاول تغطية فضائحها، فهناك ملفات خطيرة وضعت على الطاولة وتم كشفها أمام التحالف، منها تحالفهم مع الحوثيين وداعش وغيرها، فهي تحاول ترتيب وضعها بتعيين مواليين لها وإن تم طردها”.

ومن جهته قال عمر اليافعي: “مماطلة الشرعية في حوار جدة خلفه توقيت، فربما ينتظرون ساعة الصفر، وربما ينتظرون حرباً إيرانية سعودية، أو اتفاقا مع الحوثي بعيدا عن التحالف، أو تدخل طرف آخر في حرب اليمن”.

وأما حسين يحيى قال: “إن مماطلة الشرعية يضع التحالف في تحدٍ كبير، يدفعه للتصرف السريع وعدم قبول هذه المماطلة والتي تسعى لكسب الوقت والتسويف وضرورة الفصل السريع في حوار جدة لتوحيد الجبهة لمحاربة الحوثيين وإفشال مخططات الشرعية والحوثيين التي ترعاها دول إقليمية مثل قطر وتركيا وإيران وعُمان وغيرها”.

ومن جانبه قال محمد النهدي: “لم يبقَ للتحالف عذراً بعد مماطلة الشرعية في حوار جدة مع الانتقالي الجنوبي، الممثل الشرعي لشعب الجنوب، وكذلك حصارها للمواطن في الجنوب في خدماته الأساسية وخذلانها للتحالف وابتزازه: إما أن تبقى هذه الشرعية أو ستنضم للحوثيين”.

الشرعية الإخونجية تحشد

وقال بعض الناشطين الجنوبيين على مواقع التواصل: “إنه لا يوجد حل إلا بقوة السلاح والبنادق، أما غير ذلك فالشرعية الإخونجية ستظل تماطل في الحوار حتى تكسب المزيد من الوقت وتشتري ذمم الناس المحتاجة وتحشد قواتها إلى باقي محافظات الجنوب العربي”.

وقال آخرون: “إن حكومة الشرعية اليمنية تماطل في حوار جدة لكسب الوقت من أجل إنجاح حوارها في مسقط مع حكام صنعاء، وإن قادة أحزاب صنعاء الذين يديرون حكومة الشرعية، قد أخذوا احتياطاتهم في تطبيع أوضاعهم مع صنعاء في حال فشلوا في إعادة قواتهم إلى الجنوب، وقبل أن يخسروا في حوار جدة والذي اعتبروه نوعاً من المكاشفة والتحقيق في خياناتهم للتحالف العربي وللجنوب، اتخذت حكومة الشرعية مسارا آخر للحوار مع مسئولين إيرانيين في مسقط عبر بعض وزرائها لتطبيع أوضاعها مع حكام صنعاء، أي أن الأحزاب اليمنية التي تدير حكومة الشرعية تدير حوارًا مماثلًا لحوار جدة في مسقط مع متعهدي حكام صنعاء لتطبيع الأوضاع بينهم للعودة كجبهة واحدة يمنية تصطف لمواجهة الجنوب الذي يريد فك الارتباط”.

وتابع الناشطون: “إذا نجحت حكومة الشرعية اليمنية في تطبيع أوضاعها مع حكام صنعاء برعاية قطرية إيرانية تركية، سنجد هؤلاء الوزراء في عتق والمهرة يقودون معارك استعادة الجنوب لباب اليمن”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى