ذكرى البيعة الـ7 لولي العهد السعودي.. احتفاء واسع بقائد الإنجازات

احتفاء سعودي واسع هذه الأيام بذكرى مرور 7 أعوام (هجرية) على مبايعة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وليا للعهد بالمملكة العربية السعودية.

ذكرى تسابق السعوديون خلالها عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتجديد البيعة لولي العهد، الذين وصفوه بالقائد الملهم، مبتهلين إلى الله في تلك الأيام المباركة من العشر الأواخر من رمضان أن يوفقه إلى مواصلة مسيرة الإنجازات والنهضة والتنمية.

وتمت مبايعة الأمير محمد بن سلمان، يوم 26 رمضان 1438 هـ، الموافق 21 يونيو/حزيران 2017، ليصبح وليا للعهد في المملكة العربية السعودية.

وتحل الذكرى هذا العام في وقت يواصل فيه ولي العهد السعودي إجراء لقاءات ومباحثات مع قادة ومسؤولين عرب في مكة المكرمة، في إطار ما بات يعرف بدبلوماسية العشر الأواخر.

أحدت تلك اللقاءات جرت، مساء أمس السبت في قصر الصفا بمكة المكرمة، باستقبال ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، للرئيس الصومالي حسن شيخ محمود غداة أدائه مناسك العمرة، والأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في مملكة البحرين، كلا على حدة.

وتتحول السعودية، خلال العشر الأواخر من شهر رمضان، إلى وجهة دينية وسياسية يقصدها المسلمون من جميع أصقاع الأرض لأداء العمرة والاعتكاف، فيما يعتبرها الساسة والقادة فرصة لأداء العمرة ولقاء القيادة السعودية.

لقاءات ومباحثات تجسد تعاظم مكانة المملكة السياسية وتزايد دورها المهم والمحوري والمؤثر على الصعيدين الإقليمي والدولي، وتعزيز ريادتها وتواصل جهودها لتعزيز التضامن العربي والخليجي والإسلامي، ضمن إنجازات تشهدها المملكة على مختلف الأصعدة.

إنجازات تتواصل في إطار نهضة شاملة يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وينفذها ولي عهده الأمير محمد بن سلمان الذي بث روح الشباب في أوصال الدولة بأفكاره ومبادراته وسياساته، وقاد المملكة اليوم إلى ما بات يعرف بـ”السعودية الجديدة”، التي تعد “رؤية 2030” خارطة طريق لنهضتها.

إنجازات تتوج قصة نجاح غير مسبوقة، وصفها ولي العهد السعودي، في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية في سبتمبر/أيلول الماضي، بأنها “أعظم قصة نجاح في القرن الحادي والعشرين”، مشيرا إلى أن بلاده الأسرع نموا حاليا في جميع القطاعات.

تجديد البيعة

وتفاعلا مع الهاشتاغات واحتفاء بتلك المناسبة، غرد الكاتب سعد الغنامي، اليوم الأحد، قائلا “سبعة أعوام من النماء والرخاء في ظل قيادة سيدي ولي العهد.. الفارق بكل شيء عن كل الأجيال الذي خلد اسمه في ذاكرة التاريخ والمجد جعله الله لنا دائما معافى وقائدا لنا في وطننا”.

بدوره، هنأ الكاتب فاضل الغيثي بتلك المناسبة، قائلا “نرفع التهنئة للقيادة الحكيمة بمناسبة الذكرى السابعة لمبايعة سمو ولي العهد .. مسيرة 7 أعوام ملؤها الإنجاز والنجاح.. سبعة أعوام من الإنجازات لتحقيق رؤية قيادة ووطن طموح”.

مجددا البيعة أيضا، غرد علي محمد العويفي، قائلا :”عهداً ووفاءً لـ أعظم قائد.. نجدد العهد والولاء والطاعة لسمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بمناسبة ذكرى البيعة السابعة”.

وأضاف: “نعيش الفخر والاعتزاز بقيادة عظيمة جعلت الإنسان أولاً”.

محتفية بتلك المناسبة كذلك، غردت هيفاء الهلالي قائلة: “سمو سيدي محمد بن سلمان بن عبدالعزيز دمت قائدا وملهما وطموحنا عنان السماء”.

بدوره ابتهل الشاعر ياسر التويجري إلى الله أن يوفق ولي العهد لمواصلة مسيرة الإنجازات، قائلا “حفظك الله وأبقاك وسدد على طريق الخير خطاك”.

في السياق نفسه، قال د.نواف الخالدي “حفظ الله قيادتنا وحفظ الله الوطن نجدد البيعة والوفاء والدعاء بالتوفيق”.

واحتفى المغردون السعوديون بتلك المناسبة، وهم يجددون البيعة لولي العهد على السمع والطاعة؛ حيث أطلقوا عدة هاشتاغات على موقع التواصل “إكس”( تويتر سابقا)؛ احتفاء بتلك المناسبة، تصدرت ترند الأعلى تداولا في السعودية من بينها #ذكرى_البيعة_السابعة وهاشتاغ حمل اسم الأمير محمد بن سلمان.

مكانة تتعاظم

تأتي احتفالات السعوديين بتلك الذكرى وهم يستذكرون بفخر وامتنان سيرة الأمير محمد بن سلمان، التي ترتبط بشكل وثيق بمسيرة المملكة ونهضتها وتطورها، ولا سيما بعد توليه ولاية العهد قبل 7 سنوات.

وخلال تلك الفترة القصيرة تمكنت القيادة السعودية من تحقيق الإنجازات العديدة التي طورت مختلف أوجه الحياة في المملكة خلال سنوات معدودة، وقادتها إلى ما بات يُوصف بـ”سعودية جديدة”، بفضل إصلاحات تاريخية ورؤية تنموية طموحة رسمت ملامح مستقبل مشرق للمملكة، عبر خارطة طريق تقود لنهضة شاملة في مختلف المجالات تضمنتها “رؤية 2030”.

وخلال سنوات قليلة أصبحت السعودية مركزاً عالمياً لأهم الأحداث الرياضية والثقافية والترفيهية، وقبلة لنجوم العالم في الرياضة، جنبا إلى جنب مع استضافتها قمماً سياسية إقليمية ودولية، تعيد تشكيل خارطة التحالفات بين المملكة والمنطقة بمختلف أقطاب العالم، في ظل استمرار سعيها لتعزيز التضامن الخليجي والعربي.

وعلى مدار العام الماضي، استضافت السعودية 7 قمم دولية وإقليمية استهدفت في مجملها دعم الاستقرار والازدهار وتعزيز الشراكات ومواجهة أبرز الأزمات.

وعلى صعيد بناء الشراكات، استضافت المملكة في 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أول قمة خليجية مع رابطة دول الآسيان التي تضم 10 دول.

وترأس الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الوفد الإماراتي المشارك في القمة التي افتتحها الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء.

وفي إطار جهودها لمواجهة أبرز الأزمات الدولية، استضافت السعودية في 11 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، القمة العربية الإسلامية الطارئة بشأن غزة.

جاءت القمة العربية الإسلامية بعد نحو 3 شهور من عقد اجتماع لمستشاري الأمن الوطني وممثلي عدد من الدول، في 5 أغسطس/آب الماضي لبحث الأزمة الأوكرانية.

أما على صعيد جهودها في تعزيز العلاقات الإقليمية القائمة وتطويرها، فقد استضافت المملكة في 19 يوليو/تموز الماضي، اللقاء التشاوري الـ18 لقادة دول مجلس التعاون الخليجي، بعد نحو شهرين من استضافتها يوم 19 مايو/أيار 2023، القمة العربية العادية الـ32.

ونجحت القمة العربية في تحقيق اختراقات لعدد من ملفات وأزمات المنطقة، وتكللت بعودة سوريا إلى الجامعة العربية بعد غياب 12 عاماً، كأبرز ثمار حراك عربي لإعادة دمشق لحاضنتها العربية بدأته دولة الإمارات العربية المتحدة باستقبال الرئيس السوري بشار الأسد في مارس/آذار 2022 و2023، وأكملته المملكة العربية السعودية.

وعلى صعيد تعزيز الشراكات، استضافت العاصمة السعودية الرياض في 10 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أول قمة سعودية أفريقية، صدر عنها بيان “إعلان الرياض” الذي رسم خريطة التعاون السعودي الأفريقي.

أيضا تحل الذكرى السابعة لتولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد، في وقت تمضي فيه المملكة في طريقها لتحقيق المزيد من الإنجازات من خلال رؤية 2030، التي أعلن عنها الأمير محمد بن سلمان في أبريل/نيسان 2016، مستهدفة تعزيز النمو الاقتصادي واستدامته في المجالات كافة، وإرساء أسس جديدة لتنويع مصادر الدخل.

وقبل أيام، أعلنت وزارة الثقافة ممثلة ببرنامج جدة التاريخية عن اكتمال الأعمال في مشروع تدعيم وإنقاذ (56) مبنى من المباني الآيلة للسقوط بجدة التاريخية، التي تحمل عناصر معمارية وتراثية ثرية، بدعم بمبلغ (50) مليون ريال من نفقة الأمير محمد بن سلمان الخاصة، مساهمةً في مساندة المشاريع التي من شأنها المحافظة على المكتسبات التاريخية والحضارية للمملكة.

وجاء المشروع في سياق حرص واهتمام ولي العهد بالحفاظ على المواقع التاريخية وصوْنها وتأهيلها، تحقيقًا لمُستهدفات رؤية 2030 وبما يعكس العمق العربي والإسلامي للمملكة كأحد أهم ركائز الرؤية.

سيرة ومسيرة

مسيرة إنجازات ترتبط بسيرة قائد ملهم، حيث ولد الأمير محمد بن سلمان في 31 أغسطس/آب 1985 بالعاصمة الرياض، وهو الابن السادس للعاهل السعودي الملك بن سلمان آل سعود.

حصل على درجة البكالوريوس في القانون في جامعة الملك سعود، وحاز على الترتيب الثاني على دفعته بكلية القانون والعلوم السياسية.

كما تلقى تعليمه العام في مدارس الرياض وكان من ضمن العشرة الأوائل على مستوى المملكة في الثانوية العامة، وخلال فترة تعليمه تلقى العديد من الدورات والبرامج.

بدأ الأمير محمد بن سلمان مسيرته بممارسة العمل الحر، قبل البدء في ممارسة مهامه في الخدمة العامة بالمملكة من خلال عمله مستشارا متفرغا بهيئة الخبراء بمجلس الوزراء في 10 أبريل/نيسان 2007.

وتدرج في العديد من المناصب، حتى صدر أمر ملكي بتعيينه رئيساً لديوان ولي العهد ومستشاراً خاصاً له بمرتبة وزير في مارس/آذار 2013، وذلك بعيد تولي الأمير سلمان ولاية العهد آنذاك.

ولاحقا، صدر أمر ملكي بتعيينه مشرفاً عاماً على مكتب وزير الدفاع في يوليو/تموز 2013 ، ثم في أبريل/نيسان 2014 صدر أمر ملكي بتعيينه وزيراً للدولة عضواً في مجلس الوزراء، وفي سبتمبر/أيلول من العام نفسه، صدر قرار تعيينه رئيساً للجنة التنفيذية في دارة الملك عبدالعزيز.

وعقب تولي الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في 23 يناير/كانون الثاني 2015، صدر أمر ملكي في اليوم نفسه بتعيينه وزيرا للدفاع، كما صدر أمر ملكي بتعيينه رئيساً للديوان الملكي ومستشاراً خاصاً لخادم الحرمين الشريفين بمرتبة وزير.

وبعد نحو شهرين من توليه مهام وزارة الدفاع، انطلقت في 26 مارس/آذار 2015 عملية “عاصفة الحزم” لدعم الشرعية في اليمن، وتولى قيادة التحالف في الحرب ضد الحوثيين والموالين لهم.

وفي 29 أبريل/نيسان من العام نفسه، صدر أمر ملكي باختياره وليًا لولي العهد، كما ترأس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، الذي يقوم بترتيب كل ما له صلة بالشؤون الاقتصادية والتنموية وما في حكمها.

وعقب ذلك، وتحديدا في 21 يونيو/حزيران 2017، صدر أمر ملكي باختياره وليًا للعهد، ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء وزيرًا للدفاع، قبل أن يصدر أمر ملكي في 27 سبتمبر/ أيلول 2022 بتعيينه رئيسا للوزراء.

ورأس الأمير محمد بن سلمان، آخر جلسة عقدها مجلس الوزراء، في 2 أبريل/نيسان الجاري، حيث توجه خلالها بالحمد والثناء للمولى عز وجل على توفيقه لهذه البلاد باستقبال ملايين المعتمرين خلال الأيام الماضية من شهر رمضان المبارك، وتمكينهم من أداء نسكهم وعباداتهم بكل يسر وطمأنينة بفضل منه سبحانه، ثم بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وتضافر جهود أجهزة الدولة في خدمة ضيوف الرحمن بأعلى مستويات العناية والجودة.

وعدّ مجلس الوزراء، اختيار المملكة لترؤس الدورة التاسعة والستين للجنة وضع المرأة في منظمة الأمم المتحدة خلال عام ( 2025م ) ؛ تأكيداً على اهتمامها بالتعاون الدولي في كل ما من شأنه تعزيز حقوق المرأة وتمكينها، وتماشياً مع الإنجازات النوعية التي حققتها في هذا المجال.

واستعرض المجلس في الشأن المحلي، مضامين الاجتماع السنوي (الحادي والثلاثين) لأمراء المناطق، مؤكداً حرص الدولة على تعزيز مسيرة التنمية الشاملة في أرجاء المملكة كافة.

كما نوه مجلس الوزراء، بالجهود التي تبذلها الدولة لتوفير المزيد من فرص العمل والتدريب والتأهيل لشباب وفتيات الوطن؛ وما نتج عنها من انخفاض معدل البطالة بين السعوديين إلى أدنى مستوى تاريخي له، ليبلغ ( 7 , 7 % ) في الربع ( الرابع ) من العام الماضي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى