ميليشيا الحوثي.. مراوغات مستمرة في ظل الصمت الدولي

عدن24 ـ البيان

مع كثرة إعلاناتها وقبولها بالتهدئة إلا أن ممارسات ميليشيا الحوثي بقدر ما تعكس الإدراك أن لا خيار أمامها إلا القبول بحل السياسي، إلا أنها تستخدم مثل هذه المواقف لتكرار مراوغات قديمة ومحاولة لاستعادة التقاط الأنفاس، ولهذا فإن ما يصدر عن هذه الميليشيا التي تدار من إيران يؤخذ بعين الشك والريبة.

فبعد تسعة أشهر على اتفاقات استوكهولم ومحاولة هذه الميليشيا التنصل منها أو إفراغها من مضامينها عادت وقبلت بتنفيذها، ومنذ ما يزيد على شهر استكملت الأمم المتحدة وضع آلية لتنفيذ كل الخطوات الميدانية ابتداء من انسحاب هذه الميليشيا من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، وانتهاء بفتح المعابر والخروج من مدينة الحديدة .

ولكن ميليشيا الحوثي التي صادقت على هذه الخطة مستمرة في انتهاك الهدنة واختلاق المبررات التي تعيق بدء عمل المراقبين المحليين والدوليين.

دفعة

وإذ كان مقرراً أن تصل الدفعة الثانية من المراقبين الدوليين قبل شهر من الآن، وأن يبدأ ضباط الارتباط مهامهم ميدانياً الأسبوع الماضي في أربع مناطق على خطوط التماس لتثبيت وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة ومناطق الاشتباكات في جنوبها، فإن الميليشيا مستمرة في عرقلة عمل المراقبين.

وبالذات ما يتصل بالنزول الميداني للتحقق من خروج عناصر الميليشيا من الموانئ الثلاثة ومن هوية قوات خفر السواحل التي تسلمتها إلى جانب خرائط الألغام والتأكد من نزعها وتدميرها.

حشد

ولم تكتف ميليشيا إيران بإعاقة تنفيذ الاتفاق بعد هذا التأخير، بل واصلت حشد مقاتليها إلى جنوب المحافظة، واستمرت في تنفيذ هجماتها على مواقع القوات المشتركة أملاً في تحقيق أي اختراق عسكري يمكنها من استهداف طرق إمدادات القوات في جنوب الحديدة..

وفي انتظار وصول القائد الأممي الجديد للمراقبين الدوليين في الحديدة الجنرال الهندي المتقاعد أباهيجيت جوها وبقية أفراد البعثة الأممية، فإن مخاطر انهيار اتفاق استوكهولم تتشكل بالانتهاكات اليومية وإصرار الميليشيا على إرسال التعزيزات وسط صمت المجتمع الدولي.

اختبار

إذا كان تنفيذ اتفاق استوكهولم يمثل اختباراً لمصداقية وجدية الميليشيا للقبول بالحل السياسي، فإن استئناف المحادثات الشاملة وإنهاء القتال يرتبط بقدرة هذه الميليشيا على إثبات جديتها وسلامة نواياها، وتحريك ملف الأسرى والمعتقلين وفك الحصار عن مدينة تعز، والتأكيد على أنها قد غادرت مربع المراوغة والتحايل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى