منطقتا العيدروس وشعب العيدروس بكريتر .. معاناة مع المياه لاتنتهي !

عدن24 | خاص

“وجعلنا من الماء كل شيء حي” اية قرآنية توضح مدى أهمية الماء للحياة بشكل عام، لكن في منطقتي جبل العيدروس وشعب العيدروس في مديرية صيرة بالعاصمة عدن تجد المعاناة كبيرة، إذ ينعدم الماء في هذه المنطقتين بشكل مستمر.

ويشكو أهالي المنطقتين من شح المياه الدائم وانقطاعه، مما أحدث كثيراً من المشاكل والمعاناة لأهالي المنطقة منذ عدة سنوات ومن قبل الحرب، إلا أن المعاناة قد تفاقمت بعد الحرب بشكل كبير.

ويقول الأهالي إنهم قد توجهوا للسلطات المختصة والمعنية في المديرية وأشعروها بمعاناتهم، وناشدوها يوضع الحلول المناسبة لهم، إلا أن تلك الجهات لم تحرك ساكنا.. وقد تقدم أعيان المنطقتين من قبل بمقترحات للسلطة المحلية لحلول مؤقتة للحد من المعاناة أو تخفيفها، ووجدت تلك المقترحات قبولا لدى السلطة المحلية ووعدت بتنفيذها إلا أنها لم تفعل.

ولأخذ صورة أوضح عن كثب قامت صحيفة “عدن24” بجولة لمنطقتي شعب العيدروس وجبل العيدروس، وعند وصولنا التقينا بالشاب زاهر فريد من أبناء منطقة العيدروس، وقد رحب بنا بكل حفاوة، وقام بشرح معاناة أهالي المنطقة من تقطع الماء المستمر أو عدم وصوله لأجزاء من المنطقة وخاصة المرتفعة.

وقال زاهر: نحن نعاني منذ قرابة 7 سنوات من عدم وصول الماء للمنطقة من المشروع الحكومي بسبب الكثافة السكانية في المنطقة وبسبب ضعف منسوب المياه، وقد توجهنا بالشكوى للسلطة المحلية في المديرية والمحافظة ووضعت بعض الحلول إلا أنها لم تنفذ لحد الآن، كما وجهنا مناشدات للمنظمات المحلية وأهل الخير لكن دون جدوى.

وتابع: توجد في المنطقة بئر قديمة يتم فتحها في الحروب والاستفادة منها وطلبنا من الحكومة عمل مشروع خاص بالمنطقة يغذيها بالشكل الكامل من هذه البئر لكن الجهات المعنية تحججت بعدم وجود سيولة وعدم قدرتها على تنفيذ مشروع كهذا على الرغم من أن تكلفته ليست كبيرة، على حد تعبير المواطن.

معاناة منذ سنوات

تعد منطقتا العيدروس وشعب العيدروس من المناطق الجبلية، ويكتظ فيهما السكان بشكل كبير وتعانيان الكثير من المشكلات، إلا أن انقطاع الماء من أبرز المعاناة في المنطقتين..

يقول المواطن سعيد سنان من أبناء منطقة العيدروس: بالنسبة لمنطقة جبل العيدروس هي منطقة كبيرة مكتظة بالسكان والماء فيها لا يأتي بسهولة بل يطلع بصعوبة عبر المضخة، وهذه المضخة بدعم من أهل الخير، وأكثر الناس معاناة هم أصحاب المناطق المرتفعة لأن منطقة العيدروس جبلية.. لهذا، فالمنازل المرتفعة لا يصل إليها الماء، وإن وصل فإنه يصل بعد عناء كبير، فالماء لا يأتي إلا بعد يومين أو ثلاث أيام، ولا يصل إلا للمناطق المنخفضة ويتم شفطه بالمضخات الصغيرة.. هذه هي معاناتنا مع الماء منذ سنوات.

وأضاف: نطالب المنظمات بزيارة المنطقة ومعاينتها ومعرفة عدد السكان فيها ومعاينة المضخة التي تقوم بضخ الماء للمنطقة، وصيانتها وتطويرها أو استبدالها بمضخة جديدة أو تدعيمها بمضخة أخرى تقوم بتقوية ضخ المياه في المنطقة التي تضعف فيها قوة دفع الماء، فنحن بحاجة لمثل هذه المشاريع التي ممكن أن تطور وتوصل الماء إلى أبعد بيت في المنطقة.

وأشار إلى أن معاناتهم مع المياه من قبل الحرب، لتأتي الحرب وتفاقم المعاناة.. وقال: نتمنى من المنظمات أن تعمل لنا مضخة أخرى كبيرة في هذه المنطقة لتضخ المياه للمناطق المرتفعة، وهذا كل ما نتمنى أن تنفذه لنا المنظمات.

وتابع: منطقة العيدروس تعاني من مشاكل كثيرة، ولكن أكبر مشاكلنا وأبرزها والتي أرقتنا كثيراً هي مشكلة انقطاع الماء.. موضحاً أن انقطاع الماء خلق المشاكل والمشاحنات بين سكان المنطقة، وأكد أن الناس فيها طيبين ولكن مثل هذه المعاناة تجعل الإنسان يخرج عن طبيعته ويصبح الأمر فوضوياً وعشوائياً  بشكل أكبر، وكل هذا بسبب شحة المياه، لهذا نطالب الجهات المعنية بوضع حلول لنا وتنفيذها بأقرب وقت لأن الوضع لم يعد يحتمل.

ومن جهته قال المواطن سمير ناصر من أبناء منطقة شعب العيدروس: إن أهالي المنطقة يعانون منذ سنوات من انقطاع الماء، وقد حدثت في المنطقة الكثير من الكوارث والمشاكل بسبب أزمة المياه، حيث مات العديد من الشبان في محاولتهم شفط الماء عبر الدينمات وقضوا نحبهم بسبب تعرضهم لصعق كهربائي، مما أصاب الأهالي بالغضب والهستيريا، وتقدمنا بعدة شكاوى ومناشدات ومطالبات للسلطة المحلية ولكن دون جدوى.. فنحن نعاني من حكومة تتلذذ بتعذيب الناس دون خوف من الله.

وأضاف: إن الناس حاولت أن تعمل حلولا ترضي الجميع في المنطقة بسبب أن البعض لجأ إلى حلول فردية وعمل ركزات من البيبات الرئيسية أو من الغرف الخاصة بالمطافي، ويشفط الماء عبر الدينمات الصغيرة المخصصة للمنازل والتي تستعمل عادة في العمارات لسحب المياه إلى الأعلى، وهذا الفعل أثر سلباً على بعض البيوت مما اضطرهم لتقسيم الأيام التي يصل فيها الماء، فعلى سبيل المثال حارتنا يطلع لها الماء كل يومين، في المرة الأولى التي يصل فيها الماء يُترك لأصحاب البيوت المنخفضة ولا يقوم أصحاب المنازل المرتفعة بالشفط ابدا، وفي المرة الثانية يكون العكس، وهكذا.

أما المواطنة أم عادل فقالت: إن الحال في منطقة الشعب يرثى له، حيث أضحى الحصول على الماء من أكبر الهموم في المنازل، ووصلنا لوضع مزرٍ للغاية، حيث تشب الكثير من المشاحنات بين الجيران بسبب شحة المياه، وصار الأطفال ضحايا حيث تراهم يذهبون إلى المساجد من أجل جلب الماء إما على ظهورهم أو على ظهور الحمير، بمنظر يقطع القلب حزنا على أطفال تحملوا معاناة أكبر منهم في وقت مبكر.

البحث عن حلول فردية

حاجة الناس الماسة للماء في العيدروس دفعت كل فرد فيهم للبحث عن حل لأهل بيته وإن كان على حساب الآخرين.

فبعد أن يئس الأهالي في منطقة جبل العيدروس ومنطقة شعب العيدروس من الحكومة لجأ البعض لوضع حلول تخلصه من ازمة انعدام الماء وتوفير الجهد في سبيل الحصول عليه، حيث قام بعض المواطنين ممن لديهم القدرة المادية بعمل مشاريع توصيل المياه إلى منازلهم خاصة بهم، وحول ذلك قال المواطن مروان باحميش: نحن في منطقة العيدروس نعاني من انقطاع المياه، كما أن بعض أهالي المنطقة في المرتفعات قاموا بعمل مشاريع خاصة لهم لتوصيل الماء لمنازلهم، وهذه المشاريع أثرت على أصحاب المنازل الواقعة في وسط المنطقة، حيث يصل الماء للبيوت المنخفضة وكذلك المرتفعة التي لديها مشروع خاص أما المنازل المتوسطة فلا يصل إليها وإن وصل فبشكل ضعيف ومتقطع، وهذه المشاريع لا يقوم بها إلا من لديه القدرة المادية لأنها مكلفة.

وأضاف: البلاد ليس فيها حكومة صالحة تدير فيها أمور الناس وتنظر إلى معاناتهم بل على العكس منشغلة بفسادها وسوء إدارتها للدولة، ونحن كمواطنين نطالب الحكومة بتوفير الماء للمواطن فالماء أساس الحياة ولا يمكن الاستغناء عنه، وهذا من أبسط حقوق المواطن الذي يجب على الحكومة توفيرها.

حلول فردية تضر بالأخرين

عندما يغيب المسؤول او يتجاهل عمل الذي هو واجب عليه يصبح الوضع عشوائيا، ويذهب كل شخص للبحث عن مصلحته الشخصية دون النظر للآخر، ومن هنا قال عصام خدشي (أحد أعيان منطقة العيدروس): إن إيجاد الماء شيء متعب للغاية على أهالي منطقة جبل العيدروس حتى إن الناس اضطرت لاستخدام الحمير لنقل الماء كما يفعل أهل القرى النائية.

وأضاف بأن “بعض أهالي المنطقة في المرتفعات والذين لديهم القدرة المادية قاموا بعمل مشاريع خاصة لهم، وهذه المشاريع عبارة عن بيبات بلاستيكية تربط من البيب الرئيسي الذي يغذي المنطقة إلى أن تصل هذه المواسير أو البيبات للمنازل وتوضع بيبات المشاريع على الأرض وتغطى أجزاء منها بمادة الإسمنت، وعندما يأتي الماء ينزل الأهالي ويقومون بشفط الماء عبر دينمات صغيرة تساعدهم على إيصال الماء للمنزل، ويقوم البعض بوضع عدادات، وهناك أيضا العشوائي، حتى أصبح من المضحك إذا أتى أحد يسأل عن منزل أحد نقول له امشي عبر البيب هذا وستصل إلى منزله”.

وتابع: البعض الآخر فضل ترك منزله واستأجر منزلا آخر في منطقة أخرى يتوفر فيها ماء هربا من التعب والخسارة المادية، فبدل مشروع يكلفه الكثير من المال طوال الشهر يستأجر بيتا أرضيا يصل إليه الماء.

وأضاف: هذه البيبات أو المشاريع التي عملها الأهالي أثرت سلبا على البعض الآخر حيث انقطع عنهم الماء بسبب شفط الماء من مناطق منخفضة من قبل أصحاب المنازل المرتفعة ليحظى به أصحاب المنازل المنخفضة والبعض من المنازل المرتفعة الذين صنعوا لأنفسهم حلا وهؤلاء فقط أصحاب المقدرة المالية أما الفقراء والبسطاء فينقلون الماء عبر الحمير، والنقلة الواحدة بالحمير تكلف مبلغ 500 ريال.

واستطرد: نحن قد وجهنا الكثير من المطالب منذ عام 2015م وجلسنا قيادة المجلس المحلي بالمديرية والمحافظة وناشدناهم بوضع حلول لنا لكن دون جدوى، ومطالبنا هي عمل مضخة أخرى في منطقة العيدروس لتقوية الضخ إلى جبل العيدروس وشعب العيدروس، لكن كان رد مأمور مديرية صيرة خالد سيدو أنه سينظر أهل الخير وإلى الآن لا يوجد أي مجهود أو تحرك من قبل السلطة المحلية.

من جهته قال الحاج سعيد عبده: الآن في الوضع الحالي أصبحت المنازل القريبة من الماء لا يصلها بسبب هذه البيبات التي وضعها الناس في المنطقة لشفط الماء إلى منازلهم وعطل على الغير، حيث يسحب الماء من أسفل إلى أن يصل إلى أعلى الجبل، وهذا الشيء خاطئ بحيث لابد من المطالبة بتقوية ضخ الماء لكي يطلع للجميع بطريقة رسمية.

اما المواطن أكرم محمد فقال: الماء في منطقة جبل العيدروس لا يتوفر بشكل مستمر والآن بعض الناس قامت بعمل بيبات وتشفط الماء من تحت لتجد أصحاب البيوت المرتفعة تحصل على الماء بينما المنازل المنخفضة لا تحصل عليه، وقد قمنا بتوجيه مناشدات للمأمور والحكومة لكن لم يعملوا لنا أي حلول، حتى أن بعض الناس انتهت حياتها بسبب الدينمات حيث تحدث ماسات كهربائية بسبب اختلاط الماء بأسلاك الكهرباء التابعة للدينمات الممدودة على الأرض.

وأضاف: المأمور لم يقم بتحريك أي ساكن، بل على العكس واضع رجل على رجل وينظر إلينا، ويصرح جبنا دينمات ومواطير ومولدات لكن ولا شفنا حاجة لحد الآن.. حتى أن الناس ملت من كذبهم ولجأت للبيبات والدينمات وتقوم بشفط الماء من البيبات الحكومية وهذه البيبات أثرت كما قلت سابقا على البيوت المنخفضة وكذلك أثرت على الطريق.

ومن جانبها حرم سالم السلومي تقول: إن المشاريع الخاصة أثرت على منازلهم بحيث لم يعد يصل الماء لها كما كان في السابق. وأشارت إلى أن منزلها قريب ويأتيها الماء دون دينما لكن بسبب مشاريع الأهالي في المنطقة أصبح الماء لا يصل لها وإذا وصل يصل بمنسوب ضعيف جدا.

وأضافت أنها لو كانت مقتدرة لاشترت لنفسها دينمة كبعض الناس الذين وضعوا لأنفسهم حلولا، وقالت إن من أمثالها كثير.. وأكدت أن المشاريع الخاصة التي قام بها أهالي المنطقة أثرت على الطريق وأثرت على الناس من ناحية وصول الماء، حيث أصبح كل شخص يبحث عن حل ومخرج لنفسه للتخلص من هذه المعاناة وإن كانت على حساب الغير.

مطالب دون جدوى

يشتكي الأهالي من أن مطالبهم لا تنفذ أبدا وأن جميع الحلول من قبل الحكومة أو المسؤولين فاشلة، وقال المواطن عارف الحمادي من أبناء شعب العيدروس: الماء لا يصل بالشكل المطلوب في شعب العيدروس والمناطق المحيطة بها، ولنا سبع سنوات ونحن نطالب مؤسسة المياه أن تعمل لنا حل.

وأضاف: تعبتا ونحن نطالب وقد كانت هناك حلول بعمل مشروع لتقوية الماء ولكن فشل المشروع منذ البداية بسبب كمية الماء من المصدر حيث أنها غير كافية، وأنا مندوب لمنطقي على أن أكون متابع للمشروع ولكن للأسف الشديد تفاقمت الأمور وازدادت سوءا.

وتابع: من هنا نحن نطالب بزيارة منطقتنا من قبل المسؤولين والمنظمات ووسائل الإعلام للاطلاع على مدى معاناة سكان شعب العيدوس بسبب ضعف الماء التي يأتيها بعد كل يوم ست ساعات، وهذا غير كافي لنا نحن ومنطقة جبل العيدروس نعاني الأمرين بسبب ضعف الماء الذي نسهر الليالي بانتظار قدومه.

كما قال المواطن مختار محمد مشرقي من أبناء منطقة شعب العيدروس في كريتر: تعاني المنطقة من أزمة مياه منذ أكثر من خمس سنوات وبدون أي حلول، ولقد تابعنا كل الجهات، ولا توجد أي حلول إلى الآن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى