العاصمة عدن بين الأزمات والأمل

كتب/ محمد علي رشيد النعماني

في قلب العاصمة عدن حيث تتلاطم أمواج البحر بشواطئها الذهبية تتلاطم أيضاً أمواج من نوع آخر أمواج الأزمات التي تحاول إغراق سفينة المدينة يوماً بعد يوم من انقطاع الكهرباء المتكرر الذي يحول لياليها لظلام دامس إلى غلاء الأسعار الذي ينهش جيوب المواطنين إلى فضيحة مركز غسيل الكلى تبدو عدن كمدينة تصارع من أجل البقاء .
يواجه محافظ عدن السيد أحمد حامد لملس إلى جانب قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي حرباً مستمرة منذ سنوات من قبل لوبيات الفساد التي تسعى لزعزعة الاستقرار وإفشال مشاريع التنمية في المدينة على الرغم من الجهود البطولية للمحافظ وفريقه في مواجهة هذه العقبات إلا أن الفساد والعداء ما زالا يسيطران على المشهد .

تخيلوا مدينة تغفو كل ليلة على وقع حكايات الظلام حيث تتوقف الحياة مع كل انقطاع للكهرباء الأطفال يتقلبون على فراش الحر الشديد والمرضى يعانون بصمت هذا هو حال عدن حيث تعتبر الكهرباء ضيفاً خفيفاً لا يلبث أن يأتي حتى يغادر مودعاً .

غلاء الأسعار: جيوب خاوية وأحلام مؤجلة

كأن الظلام لم يكفِ فيأتي غلاء الأسعار ليضيف عبئاً آخر على كاهل المواطنين السلع الأساسية اصبحت كالكماليات الغير ضرورية والأحلام البسيطة كشراء لعبة لطفل أو كتاب لطالب تتحول إلى ترف لا يمكن تحمله في عدن يتسابق الريال في الهروب من الجيوب كما يتسابق الناس للحصول على لقمة العيش .

الحقائق المروعة تظهر يوماً بعد يوم في عدن تلك المدينة الجميلة التي تتعرض لحرب قذرة تستهدف استقرارها وأمنها وتحرم سكانها من الخدمات الأساسية لكن هذه المرة قرر محافظ عدن أن يكشف المستور ويكشف عن فضيحة من العيار الثقيل حيث طلب من مركز الملك سلمان دعم وتشغيل مركز الغسيل الكلوي الذي يلعب دوراً حيوياً في مساعدة مرضى الفشل الكلوي ولكن الرد كان مثيراً للدهشة .

بحسب الوثيقة الرسمية التي بعث بها أ.د عبدالله بن حسن الدغيثر المدير التنفيذي لجمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي “كلانا” لمحافظ عدن والتي أوضح فيها ان منسق اللجنة العليا للإغاثة في اليمن ووزارة الصحة ادعى أن مركز الغسيل الكلوي في عدن ليس بحاجة لأي دعم وأنه يعمل بشكل منتظم ويتلقى الدعم من الحكومة .
هل هذا جدي؟! هل يعتقد أحد من مسؤولي الدولة أن مرضى الفشل الكلوي في عدن والمناطق المحيطة بها يعيشون في سعادة ورفاهية؟!
إنها فضيحة حقيقية منسق اللجنة العليا يحاول إفشال مشروع تشغيل مركز الغسيل الكلوي الذي يعاني من نقص شديد في التمويل وما هو الدافع وراء هذا العمل الشنيع؟ هل يتعلق الأمر بالغيرة من تطور عدن ورغبة في إحباط جهود المحافظ وفريقه؟ أم أن هناك مصالح مظلمة تحاول التلاعب بحياة المرضى ومعاناتهم؟

من الواضح أن هناك جهات حكومية تعاني من حقد وعداء شديدين تجاه المحافظ والمشاريع التنموية في عدن يجب أن نتساءل أين العدالة والشفافية؟ وأين دور الحكومة في حماية حقوق المواطنين وتوفير الخدمات الأساسية؟

لا يمكننا تجاهل الواقع المرير في عدن فالمدينة تعاني من انقطاع مستمر للكهرباء والماء وانهيار البنية التحتية وغلاء الأسعار وفي ظل هذه الأوضاع الصعبة يبدو أن هناك من يعمل بجد لتفجير المشاكل وعرقلة التقدم .


ولكن، وسط هذه الأزمات هناك دائماً بصيص من الأمل هناك أصوات تنادي بالتغيير وأيدي تعمل لبناء مستقبل أفضل يجب علينا أن ندعم المحافظ وفريقه في عدن ونؤكد على أهمية تعزيز العدالة ومحاربة الفساد يجب أن يتم توفير الدعم الكافي للمشاريع التنموية الحيوية مثل الكهرباء والمستشفيات ومركز الغسيل الكلوي وضمان توفر الخدمات الأساسية للمواطنين إنها مسؤولية الجميع وعلينا أن نعمل معاً لتحقيق تقدم حقيقي وإحداث تغيير إيجابي في عدن والمحافظات الجنوبية بأسرها .

في النهاية تبقى عدن مدينة الصمود والتحدي فرغم كل الأزمات تظل روح المدينة حية تناضل وتقاوم وتحلم وإن كانت الطريق طويلة وشاقة فإن إرادة أهل عدن وعزيمتهم لا تعرف الكلل فلنقف جميعاً مع عدن لنضيء شمعة بدلاً من أن نلعن الظلام ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى