لتقليل خسائره.. الحرس الثوري الإيراني يسحب كبار ضباطه من سوريا

بعد الضربات المؤلمة التي تلقاها خلال الفترة الماضية، إثر مقتل بعض من كبار ضباطه في سوريا جراء غارات إسرائيلية، يبدو أن الحرس الثوري الإيراني قرر سحب عدد من كبار مسؤوليه ومستشاريه.

فقد كشفت مصادر مطلعة أن الحرس قلص بالفعل انتشار كبار ضباطه على الأراضي السورية بعد موجة الضربات الإسرائيلية المؤلمة التي تلقاها مؤخراً.

تفادي الحرب

كما أوضحت أن تلك الخطوة أتت جزئيًا بسبب سعي إيران لتفادي الانجرار مباشرة في الصراع المحتدم بالشرق الأوسط منذ تفجر الحرب في غزة، حسب ما نقلت وكالة رويترز.

رغم ذلك، أكدت المصادر أن إيران لا تنوي الانسحاب كلياً من سوريا، إلا أن خطوتها هذه تأتي على ما يبدو في إطار إعادة التفكير والبحث في أفق الصراع وكيفية توسعه منذ السابع من أكتوبر الماضي، يوم الهجوم المباغت الذي نفذته حماس على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في غلاف غزة.

توكيل حزب الله

إلى ذلك، كشفت أن الحرس الثوري سيبقى حاضراً في المشهد السوري، على أن يدير ويوجه تلك العمليات عن بعد عبر مساعدة حزب الله اللبناني.

أما في ما يتعلق بالقوات الإيرانية أو المستشارين الذين ما زالوا داخل سوريا، فكشف مسؤول اقليمي مقرب من إيران، أنهم تركوا مكاتبهم ومراكزهم واختفوا عن الأنظار، مقللين من تحركاتهم إلى أقصى الحدود.

هذا وكشفت 3 مصادر مطلعة أن الحرس الثوري أثار مخاوفه من تسرب المعلومات الحساسة من الداخل السوري، مع عدد من المسؤولين الرسميين في دمشق.

أتت تلك التحركات على ما يبدو بعدما أدت ضربة إسرائيلية في 20 يناير الماضي إلى مقتل 5 من عناصر ومستشاري الحرس الثوري.

كما جاءت بعد أكثر من شهر على مقتل القيادي الرفيع رضي موسوي قرب دمشق، يوم 25 ديسمبر الفائت.

كذلك، تزامنت مع تصاعد التوتر الإقليمي والمخاوف الدولية من اتساع دائرة الحرب في قطاع غزة، وإمكانية انجرار إيران مباشرة إليها.

يذكر أن إسرائيل شنت خلال الأعوام الماضية مئات الضربات الجوّية في سوريا طالت بشكل رئيسي أهدافاً إيرانية وأخرى لحزب الله، بينها مستودعات وشحنات أسلحة وذخائر، لكن أيضاً مواقع للجيش السوري.

إلا أنها قلما أعلنت تبنيها رسميا لتلك الهجمات أو الغارات، لكنها كررت مرارا أنها ستتصدى لما تصفه بمحاولات طهران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى