مبادرة جليلة تستحق إحيائها من جديد


كتب/ صالح عبد الله مثنى

كانت مبادرة عظيمة ، ينبغي تخليدها في سجلات المجد الانساني . تلك التي بادر رجال الخير والاعمال باقامتها في العام 1936 م بتأسيس جمعية خيرية لمساعدة الفقراء بعدن ، ومثلها اصبح من الضروري اقامتها اليوم ، حيث الفقراء اوسع نطاقاً واشد حاجةً ، واكثر من اي وقت مضى ، بعد ان اصبحت بلدنا تعيش اسؤ ازمة انسانية في العالم ، واضحى الكثير من الناس على شفى المجاعة ، تنهار فيها حالة عشرات الالاف من الأسر الفقيرة ، وتنعدم امامها سبل العيش بكرامة .

ان ذلك يدعو الى استنهاض الضمير الانساني ، لاحياء هذه المبادرة بصورة أكثر إلحاحاً ، وهو ما يحث رجال الخير ان يتداعوا لتأسيس مثل هذه الجمعية بأقرب مايمكنهم ذلك ، ومعها سيغدو على الحكومة والمجلس الانتقالي واجب ومسؤلية دعمها ، وبالتأكيد سيسارع رجال الاعمال في الداخل والخارج التبرع لها .

وقد يكون مناسباً تطوير وتغيير اسمها لتصبح منظمة مجتمع مدني معتبرة في الداخل ولدى الخارج ، كأن تسمى ” لجنة المساعدة الاهليه ” ويكون لها لجان فرعية بنفس الاسم في الاحياء العشرة لمدينة عدن ، وان تشرع فوراً باعداد لائحة داخلية لتنظيم عملها ، وضمن ذلك وضع معايير استحقاق المساعدة ، على ان تخضع موازنتها ونظام الايراد والصرف فيها لمراجعة جهة محاسبية مختصة ورقابة مجتمعية موثوقة .

وفي حال نهضت هذه المبادره على الوجه الاكمل ، فستصبح مؤهلة للحصول على نسبة من الزكوات بصورة طوعية من قبل المواطنين المقتدرين ، ومن قبل الحكومة كذلك ، كما انها ستحضى بثقة المنظمات الدولية المانحة لتصبح احدى آليات نيل المساعدات وتوزيعها ، وحتى الدول التي تقدم منح المساعدات للدول الفقيرة عن طريق الامم المتحدة ، ويذهب منها ٤٠٪؜ نفقات تشغيل تصرف لموضفيها القائمين على توزيعها ، فانها تفضل منح الجزء الاكبر من تلك المساعدات عن طريق منظمات المجتمع المدني المعتبرة مثل هذه التي نقترحها .

ان انجاز هذا العمل النبيل سيساعد على انقاذ الاف الاسر من شفى الحاجة والمجاعة التي تعانيها ، وربما حفز تحقيقه في العاصمة عدن بقية المحافظات لتسير حذوها .

وبالتأكيد سيحتفظ المجتمع بالجميل والعرفان للناشطين في انجاح هذه المبادرة الانسانية ، وفعل الخير لمساعدة المحتاجين ، وسيخلدها لهم التاريخ باحرف من نور . وكان الله في عون الجميع .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى