صمود الجرحى في الجبهات ومعاناتهم بالمستشفيات

كتب/ جمال عبدالناصر

ان أغلب جرحى جبهات العز والشرف أن لم نقل كلهم يتمنون الموت حتى لو كانت الإصابة في الأظافر، لن أبالغ أن تحدثت عن معاناة “جرحى الجبهات” من بداية اصابتة حتى استشهادة متاثراً بإصابتة، صحيح أنه لا اعتراض في اقدار الله، والموت حقيقة لا يستطيع أحد الفرار منه، لكن هناك ابطال في الجبهات كانت إصابتهم بسيطة وفجأة نسمع عنهم أنهم انتقلوا الى رحمة الله، بسبب إهمال مناديب الالوية بالمستشفيات والمماطلة المتعمدة من قبلهم جعلت اجساد جرحانا وأرواحهم عرضة للموت المحقق نتيجة اللامبالاة وعدم الشعور بالمسؤولية، ولو كانوا قاموا بواجبهم كما يودي الجريح دوره في الجبهة لتماثل الكثير من الجرحى بالشفاء.

الكثير منكم التمس وشاهد وسمع ورأى بعينه مايعانية الجرحى، وهذه المواقف التي توجع القلب ليست جديدة، بل منذ بداية الحرب وابطالنا يعانون بالمستشفيات وفي الشوارع والاماكن وبالداخل والخارج، ولكن الجريمة العظمى عندما يكون في ارض الوطن وإصاباته خفيفه فتتضاعف بسبب المهزله التي يمارسها مناديب الالوية.

أصبح التواصل مع المندوب عملية شاقة وعمل صعب يحتاج الى وساطات وواجاهات وبذل جهد من التودد والتذلل والتضرع لكي يحضر الى المستشفى عند وصول الجريح لكي يتم التوقيع على الملف لمباشرة الأطباء لدورهم، تخيلوا ان الجريح يظل ممدد في المستشفى محتضر وروحه بين الحياة و الموت، بسبب عدم وجود المندوب وصعوبه التواصل معة، يعتقدون أن صعوبه الوصول إليهم وانعدام تواجدهم في المكان والوقت المطلوب قد يزيدهم منزله ورفعة في عيون الشعب، لايدركون ان لعنات الجميع تلاحقهم اللحظة تلو اللحظة.

والله ان الكثير من الرجال تركوا أسرهم واقربائهم وأموالهم وتركوا زينة الحياة ورفاهيتها حباً في الوطن والدين والدفاع عنهما، فتقدموا الصفوف الأولى ودحروا الغزاة وحققوا الكثير من الانتصارات والمواقف البطولية، ومع ذلك تحملوا المعاناة والشده وانقطاع الدعم والمرتبات شهور طويلة، لانهم يدركون ان هذا الطريق لا يسلكه إلا الرجال الصادقين الذين عاهدوا الله وعاهدوا الشعب والشهداء.

ولكن عندما يتماطل مناديب الالوية في رعاية الجرحى والاهتمام بهم في سرعه إتخاذ الإجراءات الأولية في معالجتهم، فهنا تسكت الألسن ويبكي القلب وتدمع العين بسبب القهر والألم الشديد على الرجال الذين يدفعون أرواحهم رخيصة من أجل الدفاع عن الوطن والدين وعن الشعب الذي يريد العدو أن يكسر شموخه وكبريائه.

رسالتي واضحه وأتمنى أن تصل لكل المناديب الذين يقتاتون من دماء الجرحى ونزيف أجسادهم الطاهرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى