الجفري: انتصار عدن أثبت قدرة الانتقالي على تأمين الجنوب
وأكد أن “الإقدام بلا حكمة تهور، والحكمة بلا إقدام ضعف وجبن”، مستدركا بأن قيادة الانتقالي أثبتت في مواقف كثيرة أنها تتمتع بالإقدام الحكيم والحكمة المقدامة.
نص المقال
“تفكير بصوت الكتابة
لا أريد أن أعلّق على انتصار المجلس الانتقالي الخاطف في عدن.. ولا على إثبات قدرته على تأمينها من كل النواحي.. ولا على الحشد الجماهيري غير المسبوق تأييداً له.. ولا على الدور الإيجابي الفاعل والحصيف لتهدئة الأوضاع الذي قام، ويقوم، به التحالف العربي بقيادة مملكة الحزم والدور الملموس للإمارات العربية المتحدة.. فتلك أمور قد تناولها كثيرون. ولكن سأتحدث باختصار عن بعض المحاذير والقواعد التي لا أشك مطلقاً أن الإخوة في قيادة الانتقالي يدركونها.
2 – ندرك، وكل عاقل يدرك، أن أمامكم مصاعب و “مطبات” ولكنكم أهل لتجاوزها بالإقدام والحكمة معاً، فالإقدام بلا حكمة تهور، والحكمة بلا إقدام ضعف وجبن.. ولقد أثبتم في مواقف كثيرة أنكم تتمتعون بالإقدام الحكيم والحكمة المقدامة.
4 – إن قضية الجنوب العربي، كما أسلفت هي قضية وطنية وليست قضية سياسية، فهي قضية استقلال وهوية وبناء دولة الجنوب العربي الفيدرالية الجديدة، فالقضايا السياسية يتم حلها بالتسويات السياسية التي تقوم على التنازلات المتبادلة.. أما القضايا الوطنية فلا تنازلات فيها لا عن استقلال ولا عن هوية ولا عن بناء الدولة.. ولكن تتم التسويات السياسية والتنازلات المتبادلة في المصالح المتبادلة بين الدولتين، وفي بعض الإجراءات والخطوات التي لا تمس أسس وأهداف القضية. وذلك بغرض تسهيل الأمور وحقن الدماء والتمهيد لعلاقات متميزة بين الدولتين الشقيقتين الجارتين وتبادل المصالح بينهما.. وأيضاً أهمية مراعاة ظروف إقليمية ودولية وفي المقدمة الدول الشقيقة وعلى رأسها المملكة العربية السعودية الشقيقة الكبرى التي تشكل العمق الإستراتيجي ونشكل سياجاً لأمن الجزيرة، وكذلك الإمارات العربية التي ساندت مع المملكة شعبنا في تحرير أرضه من الاحتلال الحوثي، وكل محيطنا العربي وعمقه مصر الشقيقة..
5 – يقولون إن الحديد ثلاثة أنواع:
أ. حديد الزهر: وهو حديد قاسٍ جداً.. فلا مرونة ولا ليونة فيه، ولكن رغم قساوته يُكسَر.
ب. الحديد المطاوع: لا قساوة ولا صلابة ولا مرونة فيه؛ بل ليونة ورخاوة ويتشكل في كل اتجاه ولا يصلح أن يكون سيفاً لقتال ولا أداة طبيب للجراحة.
ج. الحديد الصلب: فهو صلب بلا قساوة فلا ينكسر ومرن بلا ليونة فلا يكون رخواً.. وتصنع منه أهم أدوات السلم والحرب.
7 – وفي ختام هذا “التفكير بصوت الكتابة” أود أن أوضح أنني لا أدعي فهماً لا يملكه غيري، ولست أستاذاً لغيري، فأنا رغم تجاربي إلا أنني لا زلت تلميذاً في مدرسة عظيمة أستاذها شعب الجنوب العربي وخصوصاً شباب الجنوب العربي.
ونثق بأن الله لن يخذل شعبنا.
عبد الرحمن علي بن محمد الجفري
رئيس حزب رابطة الجنوب العربي الحر (الرابطة)
الإثنين 18 ذو الحجة 1440هـ
الموافق 19 أغسطس 2019م”.