موقف شجاع وكلمة قوية للمحافظ لملس أمام المنتدى العالمي للاجئين بجنيف

عدن 24 / غازي العلوي :

“حالنا في اليمن كمثل الشاشة التي أمامنا يظهر اسمنا والحديث ليس لنا، وبالتالي يظهر الدعم ولا نتسلمه” هكذا وصف معالي وزير الدولة محافظ العاصمة عدن الاستاذ أحمد حامد لملس حال اليمن في الوقت الراهن والدعم الدولي الذي نسمعه بوسائل الإعلام ولا وجود له على أرض الواقع في كلمة اليمن التي ألقاها خلال المنتدى العالمي للاجئين عقب محاولات قطع كلمته وعرضها على شاشة العرض في قاعة الاجتماع.

لم يجرؤ أي مسؤول يمني الحديث أمام أي اجتماع للأمم المتحدة بهذه الجرأة والشجاعة وتشبيه حال اليمن الذي يعاني من الحرب والفقر والجوع منذ أكثر من ثماني سنوات وانتقاد موقف الأمم المتحدة خصوصا من قضية اللاجئين غير الشرعيين والدعم المقدم لليمنيين مثلما أعلنها المحافظ لملس وبكلمات مقتضبة شخصت الواقع وكشفت القناع عن الدعم الذي لطالما تغنت به الأمم المتحدة لليمن وللعاصمة عدن على وجه الخصوص.

حديث المحافظ لملس وبتلك الجرأة والشجاعة اعتبره مراقبون وصحفيون بأنه سابقة نوعية وفريدة وموقف وشجاع جسده مسؤول حكومي يمني أمام سلطة تكاد من أبرز وأهم سلطات القرار في العالم، إذ استطاع إيصال معاناة اليمنيين بطريقة سهلة ومبسطة جمعت بين الصراحة بتشبيه واقع الحال في اليمن والحنكة السياسية والشجاعة بانتقاد موقف الأمم المتحدة بصورة لم تعتد عليها الاجتماعات الأممية التي اعتادت على الكلام المنمق والمرتب والعبارات الرسمية المليئة بالمديح والثناء والخالية من أي انتقادات.

ولاقى تعامل وتعليق وزير الدولة محافظ العامة عدن أحمد حامد لملس مع خلل ترتيب كلمة اليمن خلال المنتدى العالمي للاجئين في جنيف إشادة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال رئيس تحرير صحيفة “الأمناء” عدنان الأعجم تعليقا على حديث المحافظ لملس: “كلمة لملس في الفيديو المتداول تحمل رسالة ربما يتفق معها الكثيرون، فالدعم الأممي في أغلب الأوقات يعلن ويظهر في التقارير والشاشات لكنه لا يسلم إلى موقعه ومكانه الصحيح”.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي الفيديو على نطاق واسع، مشيدين بكلمة وزير الدولة محافظ العاصمة عدن  لملس، وتمثيله للبلد.

ودعا محافظ العاصمة عدن، إلى عقد مؤتمر إقليمي بإشراف الأمم المتحدة لوضع خطة عمل شاملة لمعالجة ظاهرة الهجرة غير الشرعية ومكافحة عصابات التهريب والاتجار بالبشر، وما يمثله كل ذلك من أعباء على كاهل حكومة بلادنا في ظل مواردها المحدودة.

واستعرض لملس الإحصائيات التي تم تسجيلها لأعداد اللاجئين في البلاد، والذين تخطوا 93 ألف وافد عبر الهجرة المختلطة، بخلاف أولئك الذين لا يزالون غير مسجلين بسبب الخط الساحلي.

وقال لملس: “كل هذا وما زال اليمن يُعاني من تعقيدات النزوح الحديث وسط أزمة إنسانية طويلة الأمد، بسبب الحرب التي فرضتها المليشيات الحوثية الانقلابية منذ سبتمبر 2014م”.

وأكد لملس تعهد بلادنا بالتزاماتها في هذا الملف، ووضع وتنفيذ استراتيجيات للتخفيف من آثار تغير المناخ عبر الاستثمار في البنية الأساسية المستدامة والاستجابة للكوارث المرتبطة بالمناخ، مطالباً المجتمع الدولي بالإيفاء بالتزاماته ودعم الدول المستضيفة تحت مبدأ العدالة والشمولية.

وجدد لملس، في ختام الكلمة، دعوة حكومة بلادنا إلى وقف إطلاق نار فوري ودائم ومعالجة القضية الفلسطينية وفقاً للمبادرة العربية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى