حارس الإزدهار

كتب: خالد سلمان

بتنفيذ عملية “حارس الإزدهار” التي تعد لها واشنطن، والمقرر أن تُعلن أثناء زيارة وزير الدفاع الإمريكي للمنطقة ، ستتحول بكائية الحوثي من الحديث عن مظلومية غزة إلى الحديث عن مظلومية اليمن ، سيجتر مخزون كربلائي ويعلن أن إستهدافه يأتي مكملاً لمخطط يزيد، ويخدم أحفاد معاوية ، والكثير من هذا الزُبد وغثاء الكلام.
لن ينجد اليمن محور المقاومة ،لن تبعث إيران بصواريخها ومسيّراتها لتهاجم التواجد الإمريكي في مضيق هرمز، للتخفيف عن حليفها وتقديم رسالة تضامن، وتوكيد صدقية وحدة الساحات، لن تطلق رصاصة واحدة في البحر الأحمر وخليج وعدن والبحر العربي، وهي تتحول إلى إسفنجة جاذبة لأساطيل لشيطان الأكبر وأبنائه الصغار، ماستفعله إيران ليس أكثر من بيان حمّال أوجه ، ربما فيه القليل من الإدانة والكثير من دعوات ضبط النفس ، تاركةً اليمن يتحسس جسده المثخن بجراحات الحرب، ويلعن يوماً فخخت فيه طهران سلمه الأهلي بجماعة الموت الحوثية.
سيُضرب الحوثي دون شك ، أين هذا مالم تخرج تفاصيله للعلن، وهل هي ضربة إمريكية أم ثنائية مع فرنسا، التي أبلغت العالم أن عبث الحوثي لن يستمر بلا رد ، أم ضربة ثلاثية بإضافة بريطانيا ، أم مجموع كل تلك الدول تحت غطاء قوات متعددة الجنسيات؟.
الشراكة التي ستنتج ما بعدها، هو مدى إنخراط دول المنطقة العربية مصر والسعودية والإمارات في العملية العسكرية ، إشتراك الرياض وابو ظبي سيقطع مع كل رهاناتهما السابقة على سلام خارطة الطريق، ويؤسس لإستىناف الحرب من النقطة التي توقفت عندها ، ليس في المناوشات الداخلية بل بصواريخ ماوراء الحدود حيث حقول النفط والموارد.
وفي مطلق الأحوال فإن ضرب الحوثي ستكون بمثابة عملية جراحية دقيقة، تستهدف تعطيل قدراته الهجومية العابرة للحدود ، وهي ضربة مقيدة بقراءة سلة إحتمالات ، لعل أبرزها أن الحوثي سيرد على الإمريكان، بإستهداف الداخل السعودي ومعاقل إنتاج النفط ، اياً كانت شراكة السعودية في عملية حارس الإزدهار من عدمه.
الحوثي يفاوض من تحت الطاولة عبر عُمان ، ليس لتحاشي الضربة بعد أن قضي أمرها ،بل بتقليل الأضرار وجعل الحديدة وموانئها خارج بنك الأهداف.
نعم هناك ضربة عسكرية موجعة قادمة لا محالة ، ولكنها ضربة تعالج الرشح ونزلة البرد ، ومع أنها تعرف مكان السرطان الإيراني في الجسم اليمني وجسم المنطقة ، إلا أنها ستمر بمشرطها بعيداً عنه، ستلامسه قليلاً ولن تستأصل الورم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى