30 نوفمبر واستقلال الجنوب

كتب/ محمد عبدالله القادري

يحتفل أبناء الجنوب بالعيد السادس والخمسون بذكرى 30 نوفمبر اليوم الذي نال فيه الجنوب إستقلاله برحيل آخر جندي بريطاني وإعلان دولته المستقلة.
ونحن أبناء الشمال نحتفل معكم تحت اليافطة التي ترفعونها والشعار الذي تريدوه إحتراماً وإجلالاً لشعب وإخوة ، مثلما نفرح بإحتفال وذكرى إستقلال أي وطن عربي آخر ، فنحن إخوة لكم في كل حال سواءً في وحدة أو إنفصال.
نفرح معكم بالشكل الذي تريدونه فأنتم من صنع ذلك الإنجاز العظيم بدون شراكة أحد ، لن نجعل أي دعوات أخرى تفسد علينا إحتفالنا معكم ، كون تلك الثورة حدثت قبل الوحدة ، وما نريد إثباته هو وحدة القلوب والمشاعر التي يجب أن تكون موجودة بين كل شعوب الوطن العربي.

30 نوفمبر إستقلال الشعب الجبار ، الشعب الذي قهر الإمبراطورية العظمى التي لا تغيب عنها الشمس وأجبرها على الرحيل ، بمقومات داخلية وإعتماد ذاتي دون أن يحصل على دعم سياسي ولا عسكري من أحد.
هذا دليل على أن أبناء الجنوب قوة عظمى وحده قادر على صنع المستحيل.
عملت بريطانيا على الصراع الداخلي في الجنوب كسبيل لإستمرار سيطرتها ، وهي سياسة منطلقة من قاعدة فرق تسد ، وعندما توحد أبناء الجنوب إنكسرت بريطانيا ، وهذا ما يؤكد أن النجاح العظيم لهذا الشعب مقترن بوحدته الداخلية ، وليس هناك أخطر عليه من فساد ذات البين.
تأريخياً لم يستطع أحد أن يسيطر على الجنوب عبر كل مشاريع إحتلال أرضه إلا من خلال إستخدام الجنوب ضد بعضه ، إقرأوا تأريخ الإحتلال الزيدي وغيره.

ثورة الشعب المنظمة ، الثورة الوحيدة في العالم التي بدأت بتأريخ موحد وأعلنت الإنتصار بتأريخ محدد ، بدأت بالرابع عشر من أكتوبر 1963 وأعلنت الإستقلال بالثلاثين من نوفمبر 1967 ، أربع سنوات إنتصر فيها شعب ثار بسلاح البندقية ضد الرشاش والمدفع والدبابة والطيران الحديثة أنذاك ، بعزيمته بإرادته بكفاحه حقق مالم يتوقعه أحد ، شعب إنتصر بأقل الإمكانيات وبأقل الخسائر ، إنه الشعب المعجزة الذي يجب على كل عربي أن يفخر به ، فلا تستهينوا به ولا تقللوا من قدراته.

هو شعب الثورة والمدد ، بعد إستقلاله كان له دور بارز في إسناد ثورة 26 سبتمبر في الشمال ضد الإمامة ، بعد أن أوشكت تلك الثورة على الإنكسار داخل مدينة صنعاء في حصار السبعين ، جاء ذلك المارد الجنوبي لكسر ذلك الحصار ، وهو الدرس الذي يجب أن نفهمه أن إنتصار الشمال ضد مشاريع الإمامة لن ينجح إلا إذا سانده الجنوب بعد أن يكون حراً محرراً، ويكون قوياً موحداً مع بعضه.
شعب ثار وأنتج دولة لها تأريخ بغض النظر عن سلبياتها وإيجابياتها ، حقق عبرها الأمن والأمان لشعبه ، ولعب دوراً سياسياً مهماً لا يستهان به ، أثبت أنه دولة على الأرض وذو دور سياسي على المستوى الداخلي والخارجي ، وشكل رقماً غير عادياً.
نهنأ جميع أبناء الجنوب بهذه الذكرى الخالدة ، ونهنأ أنفسنا جميعاً كعرب بهذا المنجز الذي صنعه ذلك الشعب العظيم ، الذي بمثله فلنعتز وبمثل منجزه فلنفتخر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى