#تقرير_خاص | تدهور غير مسبوق لشبكات الاتصال في اليمن

عدن24 | خاص

ماتزال الحرب تلقي بظلالها على المواطنين في العاصمة عدن، في ظل الفساد المستشري الذي مازال ينخر في كافة المؤسسات الحكومية والتي منها أبرزها المؤسسات الخدمية التي يتجرع مرارة رداءة خدمتها سكان العاصمة.

خدمة الاتصالات والإنترنت واحدة من أهم القطاعات الخدمية التي يمكن توفرها وتحسن جودة خدمتها على المستوى المحلي حتى يتمكن المواطن من الاستفادة منها بطريقة سهله ودون أي معوقات.

في العاصمة عدن يعاني المواطنون من تردي خدمات الاتصالات والإنترنت منذ الحرب، لكنها ازدادت سوءاً خلال هذه الفترة دون أي حلول تذكر من قبل الجهات المعنية، ما جعل المواطنين يواجهون صعوبة في التواصل بسبب ضعف شبكات الإرسال لجميع شركات الاتصالات.

إذا أردت أن تتصل هاتفيا بشخص ما أو إرسال رسائل نصية له فإن عليك البحث عن أماكن تتواجد فيها شبكة الاتصال، وإذا صادفك الحظ وتمكنت من إرسال رسالتك النصية فعليك البقاء في نفس المكان لضمان وصول رد جوابي على الرسلة المرسلة، هذا إذا كانت هناك خدمة الاستقبال عند الطرف الآخر( المتلقي)، مالم سوف تفقد الشبكة ولن تستطيع استلام الجواب.. هذا ما أكده مواطنون أثناء حديثهم ل “عدن24”.

مشاهد البحث عن تغطية لشبكات الاتصالات في العاصمة عدن، يقودك إلى المراحل الأولى التي ظهرت فيها شبكة الاتصالات، حيث كانت في بدايتها شحيحة لتغطية المناطق بأجهزة الإرسال.

 خدمة الإنترنت

بعد عناء طويل في التحكم بشبكة الإنترنت من قبل نظام صنعاء استبشر السكان في محافظات الجنوب خيرا عندما تم الإعلان عن تأسيس شركة انترنت مستقلة عن صنعاء اليمنية.

أنشئت شركة عدن نت وبدأ الإعلان عن بيع مودمات خاصة بها بسعر 46 ألف ريال وبإمكان كل مواطن الحصول عليه دون أي عوائق، لكن سرعان ما زاد سعر المودم وفاق سعره المائة ألف ريال.

تردي التغطية

يعاني المواطنون من تردي خدمة “عدن نت” منذ انطلاقها فتوسع إرسالها لم يكن بالطريقة المطلوبة، فمازال هناك الكثير من المناطق لا توجد لديهم تغطية.

وكان قد كشف مدير الاتصالات في العاصمة عدن في بداية تدشين الشركة عن آلية الاشتراك في خدمة الإنترنت الجديدة المشتركة به اليمن عبر الكابل البحري.

وقال المهندس عبدالباسط الفقيه إنه قد تم تركيب المحطات لمدينة عدن ويتبقى أجهزة “جيت اوي ودي دبيلو دي” الخاصة بالأنترنت.

وأوضح مدير عام الاتصالات بعدن أنه في غضون شهر ونصف إلى شهرين ستحل مشكلة الانترنت في اليمن.. وأكد بأن الاتصالات ستعمل من خلال المشروع الجديد على إنشاء شركة حكومية لتزويد الإنترنت وشركة للاتصالات النقالة، بالإضافة إلى سحب كود الاتصال الدولي (00967) إلى عدن، وبالتالي التحكم بالاتصالات الدولية.

وبين بأن سرعة الانترنت ستكون 100 ميجا في الثانية.ث، وتكلفة الاشتراك ستكون مناسبة جدا للمشتركين ومنخفضة عن تكلفة خطوط (ADSL).

شكاوى المواطنين

قال المواطن مجيب محمد: نعاني هذه الأيام من تردي كبير في شبكة الاتصالات ولا نستطيع التواصل مع الآخرين بشكل أفضل، وهذا الأمر خلق لدينا قلقا كبيرا كون هناك أشياء لم نستطع تنفيذها إلا بمساعدة التلفون.

وأضاف مجيب: عندما يتعرض أحد من الأسرة إلى وعكة صحية وأردت أن تتصل بأحد الأقارب للحضور أول للبحث عن دكتور ففي هذه الحالة التي نشكو فيها حاليا من تردي الاتصالات وضعف الشبكة فإننا لا نستطيع التواصل، وقد يموت المريض وانت تبحث عن شبكة.

وتابع: وما يزعجك في بعض الأحيان انه يتم استقطاع من رصيدك وأنت في الأساس لم تتمكن من التحدث مع الطرف الآخر، لذلك لجأنا إلى التواصل عبر الرسائل النصية لكن وجدنا أن الرسائل هي الأخرى لا تصل مباشرة بل تحتاج لوقت طويل يصل بعضها لعدة ساعات.

وقال مجيب: للأسف قد كنا استبشرنا بشركة “عدن نت” بأنها ستخرجنا من دائرة المعاناة لكن وجدنا أنفسنا أمام واقع مرير الكلام فيه أكثر من العمل، فالواقع شيء مغاير لما يصرح به من قبل المسؤولين عن هذه الشركة، لذلك ما نزال تحت إذلال منظومة صنعاء.

واختتم مجيب بالقول: نرسل رسالتنا عبر صحيفة “عدن24” إلى الجهات الحكومية بأن تولي هذا الجانب الخدماتي جل الاهتمام وأن تنتزعه من الوضع الذي هو فيه وتحقق رغبات ومطالب المواطنين في توفير خدمة لهم بعيدا عن تحكم إدارة صنعاء.

رداءة التغطية

وقال صالح السعدي: نحن في عدن نعاني من رداءة خدمة الاتصالات، ولا نستطيع التواصل مع الآخرين بالطريقة المطلوبة بسبب ضعف الشبكة.

وأضاف صالح: عندما نقوم بالاتصال في بعض الأوقات يفصل الخط مباشرة دون وصول الاتصال عند المراد الاتصال به، كما أن بعض الاتصالات يكون الخط فيها مشغولا، وكل هذه المعاناة لا نعلم سببها، غير أن الخدمة رديئة.

أما أبو مشعل فقال: هذه الأيام تعبنا من البحث على شبكات الاتصالات، فعند القيام بالاتصال نتنقل من مكان لآخر بحثا عن تغطية كون أغلب الأماكن تتصل منها نجد الشبكة الرقم مشغولا أو خارج نطاق التغطية.

وأضاف: في وقتنا الحالي نحن في حاجة ماسة للاتصالات كوننا نعيش عصر التكنولوجيا لكن مازلنا نعاني من رداءة جودة هذه الخدمة، وهذه الأيام نمارس أغلب أعمالنا عن طريق الاتصالات والانترنت.

وأوضح أبو مشعل أنه لم يستطع التواصل مع الجهات المعنية في شركة الاتصالات عن طريق خدمة العملاء من خلال الاتصال المجاني عبر الأرقام المخصصة للتواصل بسبب المعاناة في إيجاد التغطية.

وقال أبو مشعل : نسمع أن هناك أجهزة تشويش من قبل جماعات لها مصلحة في هذا العمل، لذلك نأمل أن تبعد هذه الخدمة عن المكايدات وأن تبقى خدمة عامة يستفيد منها الجميع.

 اتهامات.. ولكن!

من جانبه قال المواطن حسان محمد (بائع جوالات): نعاني الأمرين نتيجة لضعف شبكة الاتصال، حيث نتعرض للإحراجات من قبل المواطنين حيث يعتقد البعض أننا نبيع لهم جوالات غير صالحة بسبب الصعوبة التي يواجهونها أثناء الاتصال، حينها نبين لهم أن الخلل ليس في الجوال وإنما في الشبكة، لكن البعض لا يتقبل الكلام.

تأخير فضيع

وقال المواطن مؤتمن: للأسف في هذه البلاد يوجد لدينا ثلاث شبكات كل شبكة محتكرة السوق عن الأخرى، ومن هذه الشبكات الثلاث من هي أكثر رداءة في خدمة التغطية قد تكون على مستوى العاصمة عدن.

وأضاف: عندما نريد الاتصال لا يمسك الخط معنا الخط بالشكل المتعارف عليه، وفي بعض الأوقات عندما أريد أن أستبدل الاتصال برسائل توصل بعد ساعتين أو ثلاث.

وتابع مؤتمن: هناك مواقف حصلت معي حيث قمت بإرسال رسالة نصية لشخص في وقت المغرب استلمها صباح اليوم الثاني.

ومع محاولات استبدال الاتصال برسائل نصية يظل المواطنون يعانون من رداءة خدمة هذه الشركات الاستثمارية، ويبدي المواطنون انزعاجهم الكبير من رداءة الاتصالات والإنترنت في العاصمة عدن، رغم الإعلان عن عمل الشركة الجديدة “عدن نت” التي لم يلمس المواطن خدمتها كما روج لها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى