#تقرير_خاص | تعز اليمنية.. نموذج مروّع لحكم الإخوان المسلمين

عدن24 | خاص

تعيش محافظة تعز اليمنية بين نيران الانفلات الأمني وألسنة لهب سيطرة الإخوان والحوثيين على المحافظة.

الجزء الواقع من المحافظة تحت سيطر الإخوان يعيش حالة كبيرة من الاضطراب والانفلات الأمني وعمليات القتل والاختطافات والاغتصاب.

وكانت المحافظة قبل أيام قليلة قد شهدت مواجهات مسلحة عنيفة بين عناصر الأمن الموالي للإخوان “حزب التجمع اليمني للإصلاح” وعناصر تابعة لـ “غزوان المخلافي”، مخلفة قتلى وجرحى من الطرفين، كما سقط في الاشتباكات مواطنون أبرياء بينهم امرأة.

وتُتُهَم جماعة الإخوان المسلمين في تعز، والمسيطرة على جزء من كبير المحافظة، باستخدام السلطة لتنفيذ أجندتها وإرهاب المختلفين معها باستخدام سلطاتها الأمنية.

وشهدت مدينة تعز القديمة عمليات وصفت بجرائم إبادة وتصفيات، حيث مارست قوات تابعة للإخوان تدعى “قوات الحشد الشعبي” عمليات قتل وتصفيات لعناصر سلفية في المدينة.

وبحسب مواطنين في المحافظة، فإن البنية التحتية والمرافق الحيوية لم تسلم من الإرهاب الإخواني، حيث تم استهداف أحد المستشفيات بالمدينة، كما تضررت الكثير من المنازل والمنشآت الخاصة.

ويرى مواطنون في تعز أن المدينة أصبحت تعيش وضعا صعبا ومروعا في ظل سيطرة جماعة الإخوان التي تعمل على إقصاء مخالفيها.

وكان أنصار أحزاب (التجمع الناصري، والاشتراكي، والمؤتمر الشعبي العام) قد خرجوا في مظاهرات حاشدة في مدينة تعز للتنديد بالجرائم التي يرتكبها الإخوان في المحافظة باسم الأمن، وطالبوا بمحاسبة المتورطين فيها.

الوضع لم يقف عند هذا الحد، حيث وصل الأمر إلى عمليات اغتصاب للأطفال في تعز اتُهِمت فيها قيادات إخوانية..

وقد اتهمت منظمة العفو الدولية مليشيا حزب الإصلاح في تعز (جماعة الإخوان المسلمين) بارتكاب جرائم حرب في المحافظة متمثلة في قيام عناصر الحزب باغتصاب الأطفال.

وأوضح بحث أجرته منظمة العفو الدولية أن أطفالا صغارا، بعضهم في عمر الثامنة، تعرضوا للاغتصاب في مدينة تعز اليمنية.. والمشتبه بهم في القيام بهذه الجريمة يشملون أعضاء في المليشيات التابعة لحزب الاصلاح اليمني التي تسيطر على أجزاء واسعة من مدينة تعز.. حيث أخبرت أسر أربعة من الصبية منظمة العفو الدولية أن أبناءها تعرضوا للاعتداء الجنسي في سلسلة من الحوادث على مدى الأشهر الثمانية الماضية.

وقالت هبة مرايف، مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة العفو الدولية: “إن الشهادات الأليمة التي أدلى بها هؤلاء الصغار الذين تعرضوا للاغتصاب، وشهادات أسرهم تكشف كيف أن الصراع المستمر يجعل الأطفال عرضة للاستغلال الجنسي في مدينة تعاني من ضعف أمني ومؤسسي؛ حيث يجد هؤلاء الضحايا وأسرهم أنفسهم وحدهم بلا حماية في مواجهة محنة الانتهاك الجنسي المروعة وعواقبه”.

وحول جرائم الإخوان في محافظة تعز، عقدت منظمة “حق للدفاع عن الحقوق والحريات”، يوم الخميس الماضي، مؤتمراً صحفياً في قاعة قصر العرب بمدينة المعلا في العاصمة عدن، أشهرت من خلاله تقرير نزولها الميداني لتقصي الحقائق حول اقتحام المدينة القديمة من قبل مليشيا “الحشد الشعبي” التابع لحزب التجمع اليمني للإصلاح في تعز.

وفي المؤتمر عُرض فلم وثائقي احتوى على مشاهد تم توثيقها بالفيديو من قبل شهود عيان وصورا ودلائل بصرية فوتوغرافية عن تبعية مليشيا الحشد الشعبي لحزب التجمع اليمني للإصلاح بتعز، وجرائم تلك المليشيا بحق المدنيين في مدينة تعز القديمة خلال الأحداث التي شهدتها المدينة في شهري مارس وأبريل من العام الجاري 2019م.

وفي ختام المؤتمر الصحفي أصدر المشاركون بلاغا صحفيا أكدوا فيه على الآتي:

1 – إن تخاذل السلطات الحكومية عن توضيح أسباب عدم اتخاذها خطوات ملموسة لإجراء تحقيقات وافية في الجرائم المرتكبة قد أثار بواعث قلق لدى عائلات الضحايا التي أعربت عن خشيتها من أن لا يخضع الجناة للمحاسبة ابداً، فإن المساءلة عن جرائم بمقتضى القانون الدولي بما فيها الجرائم القائمة تكفل الردع الفعال لمن يحتمل أن يرتكبوا الانتهاكات في المستقبل، وتشكل كذلك تدبيراً ضرورياً لضمان العدالة والحقيقة والإنصاف للضحايا وعائلاتهم.

2 – المطالبة باستدعاء كل من له صلة بارتكاب هذه الجرائم والتحقيق معهم وملاحقتهم قانونياً بما تنص عليه مواد القوانين الوطنية والدولية، وأن التنصل من ملاحقتهم سيجعل من المسؤول الأول في الدولة اليمنية عرضة للمساءلة.

3 – إن قائد اللواء (22 ميكا) وقائد اللواء (17مشاة) والقيادات الفاعلة في حزب التجمع اليمني للإصلاح بتعز مسؤولون مسؤولية جنائية دولية عن الجرائم المرتكبة من جانب قوات مسلحة نظامية ومليشيات مسلحة تخضع لإمرتهم وسيطرتهم الفعليتين، مارست أفعالاً جنائية بأوامر صريحة وموثقة صادرة عنهم وبصفتهم وبشخوصهم، وعدم ممارسة سيطرتهم على هذه القوات والمليشيات ممارسة سليمة.

4- يتحمل وزيرا الدفاع والداخلية المسئولية الجنائية القضائية في حالة عدم اتخاذ التدابير اللازمة والمعقولة في حدود سلطتيهما لعرض المسألة على الجهات المختصة للتحقيق والمقاضاة عن الجرائم المرتكبة ومنع تكرارها.

5- مساءلة ومحاسبة كل من قدم العون أو التحريض أو المساعدة بأي شكل لتيسير ارتكاب هذه الجرائم، بما في ذلك توفير وسائل ارتكابها.

* تعز إلى مصير مجهول

الوضع الكارثي الذي تعيشه المحافظة يضعها أمام مصير مجهول في ظل سيطرت الإخوان على المحافظة.

ويأمل المواطنون من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي والتحالف العربي التحرك العاجل والسريع لإنقاذ المحافظة من قبضة “الإخوان” الذين قدموا نموذجا سيئا ومروعا للحكم، ومحاسبة الضالعين بارتكاب الجرائم وانتهاك حقوق الإنسان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى