شبوة تسحق الإرهاب (حقائق وأرقام)

عدن 24 / يحيى أحمد :

لماذا كانت شبوة هدفًا استراتيجيًا لنشاط الغزاة والمحتلين وجماعات الإرهاب؟

ما هدف استقدام قيادات يمنية لعناصر إرهابية أجنبية إلى شبوة وتهريبهم إلى عدن؟

ما أبرز التشكيلات الإخوانية التي تحولت إلى حواضن للإرهاب؟

اليوم وأكثر من أي وقت مضى تتجلى بوضوح تام ثمرات العطاء والجهد اليومي المتواصل لكافة وحدات القوات المسلحة الجنوبية في مكافحة الإرهاب ومردودها الوطني الإيجابي، والمستوى المتقدم الذي وصلت إليه هذه المؤسسة في أدائها المتميز في ساحات المواجهات التي يخوضها أبطال القوات المسلحة والأمن والمقاومة الجنوبية، وفي حماية السيادة الوطنية والأمن والاستقرار الداخلي من الاعتداءات اليومية للجماعات الإرهابية والحوثية ومن يقف خلفهم من القوى الإقليمية، والتصدي الناجز لأطماعها التوسعية في الهيمنة السياسية والعسكرية والاقتصادية على الجنوب والمنطقة برمتها.

وفي هذا التقرير نستعرض بإيجاز الإنجازات التي حققتها ألوية العمالقة الجنوبية وقوات دفاع شبوة في تحرير بعض مديريات شبوة من الوجود الحوثي وحلفائهم من الجماعات القاعدية والداعشية الإرهابية.

إن معركة شبوة ضد الإرهاب ليست وليدة اللحظة الراهنة بل طويلة وبعيدة المدى وتمتد إلى ما قبل ظهور الجماعات الحوثية، ولازالت متواصلة حتى اللحظة، وهذه المحافظة الغنية بثرواتها وجغرافيتها الوعرة وتضاريسها الاجتماعية المعقدة شكلت هدفاً استراتيجياً لنشاط الجماعات الإرهابية المبكر، ولكنها وخلال سنوات الحرب وجدت في هذه المحافظة كغيرها من المحافظات بيئة سياسية يمنية وإقليمية دائمة ومثمرة لهذه الجماعات الإرهابية، وإلى حدٍ ما حاضنة اجتماعية، وساهمت نتائج الحرب وتعقيداتها وتداخلها في تنامي نشاط هذه الجماعات الإرهابية، ويسجل التاريخ الحرب الحقيقية ضد الإرهاب في هذه المحافظة، إذ كان من قبل المقاومة والقوات المسلحة الجنوبية – النخبة الشبوانية سابقاً وقوات دفاع شبوة حالياً – بالانتصارات التي حققتها هذه التشكيلات الشبوانية عبر ثماني سنوات من الحرب المستمرة على الإرهاب وحواضنه وداعميه استخلصت من شعبنا الجنوبي بشكل عام وأبناء شبوة بشكل خاص ثمن باهضاً من خيرة رجالها وقادتها.

من الناحية النظرية يمكننا تصحيح العمليات العسكرية والحرب ضد الجماعات الإرهابية منذ 1 يناير 2022 م وحتى اليوم (إعصار الجنوب).

المرحلة الثانية تصفية الخلايا الإرهابية القاعدية والداعشية الحوثية التي انتشرت في بعض مديريات المحافظة، وهذه العملية كانت موجهة أيضاً لكشف وضرب عناصر التحالف والتعاون والتخادم الخفي بين مختلف الكيانات والتنظيمات الإرهابية المعادية للجنوب (الإخوان والحوثيين والقاعدة وداعش).

إعصار الجنوب

 انطلقت عملية إعصار الجنوب بعد تسليم ثلاث مديريات للحوثي في تاريخ 2021/9/21م وهي مديريات عين، وعسيلان، وبيحان، وبدون إطلاق رصاصة واحدة سيطر الحوثي على المديريات ذات الأهمية الاستراتيجية، جاءت نتيجة خيانة إخوانية واضحة بدأت مع ممارساتهم ضد كل خصومهم في المحافظة التي يديرونها عبر محافظهم الإخواني محمد بن عديو، وسعيهم للاستئثار بكل مقدرات وإمكانيات ومفاصل السلطة، وهو ما تأكد حين توجهت دباباتهم إلى المديرية في العام 2019م والاستيلاء عليها. وحولت تلك المليشيات اهتماماتها صوب أجندة أخرى أبرزها السعي للسيطرة على منشأة بلحاف الغازية، وشن حملات سياسية وإعلامية تزعم أن هذه المنشأة محتلة من قبل التحالف، ناهيك عن عملية خلق  الصراعات القبلية وتمزيق النسيج الاجتماعي بين أبناء وقبائل شبوة، وكلها عوامل ساهمت في خلخلة القدرة على مواجهة مليشيات الحوثي، بل وسهلت أمامه السيطرة على بيحان ومديرياتها الثلاث.

 وكانت عملية “إعصار الجنوب” قد انطلقت 2022/1/1م  من صحراء رملة السبعتين صوب مركز مديرية عسيلان والتي تحررت ضمن المرحلة الأولى وبوقت قياسي.

وخلال 5 أيام استطاعت قوات العمالقة الجنوبية والتحالف العربي على التوالي، تحرير عديد السلاسل الجبلية الاستراتيجية منها جبل “بن عقيل”، و”الخضير” و”السليم” وبلدات “هجر كحلان” و”طوال السادة” و”الحجوف” ومدينة “النقوب” و”المزارب” و”الحمى وجبل “آل سبيعان” الاستراتيجي وقرية “الهجير” وقريتي “العطف” و”لسيود” وصولا إلى مفرق “السعدي”.

كما سيطرت على قاعدة “اللواء 163 مشاة” العسكرية وجبال “الصفراء” و”السليم” و”العلم”، عقب تطويقها وقطع خطوط إمدادها.

وفي اليوم السادس انطلقت العملية العسكرية من 3 محاور بهدف تحرير مدينة العليا حاضرة بيحان وأهم معقل لمليشيات الحوثي في شبوة.

وفي اليوم الثامن كانت قوات العمالقة الجنوبية قد وصلت إلى قلب بيحان وحررت مديرية بيحان بالكامل، حيث بدأت بالسيطرة على “الصفحة” و”آل مطهر” و”الديمة”، وجبل “عتيق” الاستراتيجي ثم مفرق “السعدي” خط إمداد الحوثي صوب محافظة  مأرب اليمنية.

كما طهرت بلدات “الحنو”، “هجر آل الشيخ”، “حقينة”، “الخدراء”، جبل “جريش” جبل “الوسيعة” ومفرق “الدهولي” و”الركبة” ونقطة “آل هديب” و”مبلقة” وجبال “دومان” وبيوت “آل الجبل” و”آل شرطي” وسيطرت على “إدارة أمن بيحان”، وقاعدة “اللواء 19 مشاة” العسكرية .

وفي صباح اليوم العاشر من عمر عملية إعصار الجنوب سيطرت ألوية العمالقة على نجد مرقد، وواصلت تقدمها من أكثر من محور منها المحور الذي نفذت منه عملية التفاف على وادي حريب ومحور القلب الذي واصل سيره متقدماً نحو مركز عين وفي مساء اليوم نفسه العاشر من يناير 2022 أعلنت ألوية العمالقة اكتمال المرحلة الثالثة من عملية إعصار الجنوب بنجاح وتحرير مديريات محافظة شبوة الثلاث، التي كانت قد سلمتها مليشيات الاخوان الإرهابية للحوثيين سبتمبر2021م.

اعترافات ووثائق

قوات دفاع شبوة تعثر على  ملفات موثقة تؤكد حقيقة التخادم لثالوث الإرهاب بشتى مسمياتها الحوثي والإخوان والقاعدة.

في تاريخ  2022/8/10 أعلن محافظ شبوة السلطان عوض ابن الوزير العولقي، انطلاق عملية عسكرية لإنهاء تمرد الإخوان، وفرض الأمن والاستقرار في عتق، عاصمة المحافظة.

بعد أن تحولت معسكراتهم إلى قواعد لوجستية ومقرات لتجمع الجماعات الإرهابية وتنفيذ الجرائم الإرهابية المشتركة داخل محافظة شبوة.

 وأبرز هذه التشكيلات الإخوانية التي تحولت إلى حواضن وفقاسات للعناصر والجماعات الإرهابية الأولوية التابعة لحزب الإخوان المسلمين الإرهابي، والتي ضمت إلى جانب قوات الأمن الخاصة اللواء 21 ميكا وشرطة الدوريات وأمن الطرق واللواء الثاني جبلي واللواء حماية المنشآت واللواء الثاني مشاة بحري واللواء 163، إضافة إلى قوات التدخل السريع في محور عتق، بالإضافة إلى العناصر الإرهابية التي حشدتها من مأرب والبيضاء وكذلك الخلايا النائمة في وسط المدينة، وتمكنت قوات دفاع شبوة بمساندة  ألوية العمالقة الجنوبية، خلال ثلاثة أيام من السيطرة وتطهير هذه المعسكرات التي تتبع مليشيا الإخوان الإرهابية، ومن خلال هذه الحملة التي نفذت تم العثور على أسلحة وتقنية إرهابية حديثة وشعارات الصرخة التي يرددها عناصر مليشيا الحوثي وبكميات كبيرة وأيضاً  تم العثور على عملات نقدية قديمة بكميات كبيرة وصور لعدد من  قتلى القيادات الحوثية في الجبهات الجنوبية.

انطلاق عملية سهام الجنوب

وجاء انطلاق عملية  سهام الجنوب في 2022/9/10م عقب سلسلة من الهجمات الإرهابية التي استهدفت قوات دفاع شبوة وقوات العمالقة الجنوبية  وكانت أبرزها في تاريخ 22يونيو2022، حيث تعرضت نقطة تفتيش أمنية تابعة لقوات دفاع شبوة الهجوم الإرهابي  مكون من  قرابة 30مسلح استخدموا فيها الأسلحة الرشاشة مما أدى إلى سقوط 5 شهداء وجرحى آخرين من أفراد النقطة ،الهجوم وقع بالقرب من موقع  عسكري يتبع  ما كانت تسمى بالقوات الخاصة التابعة لحزب الإصلاح الإرهابي.

وفي تاريخ 31مايو2022 هجوم ارهابي استهداف القيادي في دفاع شبوة  ‎”ماجد لمروق” بانفجار عبوة ناسفة واستشهاد جنديين وإصابة 4 جنود آخرين في جول الريدة ميفعة-شبوة وفي نفس اليوم من تاريخ 31مايو2022 هجوم إرهابي بعبوة ناسفة استهدفت دورية عسكرية في مديرية عتق من خلالها استشهد 3جنود وإصابة 4اخرين وفي تاريخ  1 أغسطس 2022هجوم استهدف  طقم عسكري كان على متنه  القيادي بقوات دفاع شبوة الضابط “عبدالله بطم الخليفي”.

وفي 26 أغسطس 2022استهدف طقم عسكري لقوات دفاع شبوة بعبوة ناسفة  زرعت في طريق رئيسي أثناء مرور وعلى أثره  سقط شهيداً وجرح 6 جنود آخرين في مرخة-شبوة، وحسب مصدر عسكري في قوات دفاع شبوة  ‎يقول أن السلاح الثقيل والمتوسط الذي كان بيد القوات الخاصة السابقة التابعة للمليشيات الإخوان الإرهابية وجدناه في معسكرات القاعدة وداعش بعد تطهيرها من العناصر الإرهابية!

وينظر لعملية “سهام الجنوب” أنها كانت أكثر دقة، وتمتعت بخطة مدروسة نجحت خلالها في استئصال أوكار القاعدة في وادي “سرع” و”الطفه” و”مذاب” في المصينعة بمحافظة شبوة خلال وقت قياسي.

الحوثي والإخوان يكافئون القاعدة

بالتزامن مع تطهير قوات العمالقة الجنوبية ثلاث مديريات محافظة شبوه من مليشيات الحوثي ضمن عملية “إعصار الجنوب”، عاد تنظيم القاعدة الإرهابي لتبني هجمات إرهابية أكثر جرأة كشفت في أحد أوجهها تحالفه الوثيق مع المليشيات الحوثية والإخوان وعمله كورقة للعبث بالجنوب.

وافتتح تنظيم القاعدة عام 2022 بعملية اختطاف طالت 5 موظفين أمميين أحدهم أجنبي إلى موقع محصن في مديرية “مودية” شرقي محافظة أبين، في عملية إرهابية  منسقة مع الحوثيين وترمي نشر الفوضى في  الجنوب وإجبار المنظمات الدولية للعودة للعمل من صنعاء، وعقب تلك العملية تلقى التنظيم مكافأة سريعة من الإخوان بعد تسهيل هروب 10 من عناصره من سجن سيئون في وادي حضرموت الخاضعة لسيطرة المنطقة العسكرية الأولى.

وكافأت مليشيات الحوثي تنظيم القاعدة الإرهابي بالإفراج عن 31 عنصرا من ممن كانوا في سجون المخابرات في صنعاء، ما عزز قوة التنظيم ودفعه لتنفيذ عدة عمليات إرهابية في شبوة وأبين، وتؤكد التقارير منها أممية مدى علاقة الحوثيين والإخوان بالقاعدة.

وقالت مصادر إن عمليات تهريب الأسلحة للحوثيين يديرها النظام الإيراني عبر أساليب وطرق متعددة وشبكات معقدة تنتهك بالفعل وبشكل أكثر خطورة القرارات الدولية لحظر الأسلحة للميليشيات الإرهابية ، وتشير تلك التقارير أن هذه العمليات  تأتي من بحر العرب وتمر في أكثر من خط سير لكن جميع هذه الخطوط تنطلق من محافظة المهرة وتمر بوادي وصحراء حضرموت تتبع المنطقة العسكرية الاولى ، بمعنى ان الارهاب الحوثي  والقاعدي يتغذى من هذه المنطقة العسكرية وهي الحبل السري للخطر الايراني ومشروعه المهدد لأمن واستقرار منطقة الخليج العربي والممرات الملاحية الدولية.

تقرير معهد واشنطن للشرق الأدنى

ونشر معهد واشنطن للشرق الأدنى تقرير أوضح من خلاله بأنه ، ألتقي خالد باطرفي في كانون الثاني/يناير الماضي، بعدد من القيادات الميدانية، على رأسهم “أبو الهيجاء الحديدي، أبو علي الديسي، أبو أسامة الدياني، أبو محمد اللحجي”، مطالبًا بتجهيز عمليات انتحارية بسيارات مفخخة، في شبوة وأبين وحضرموت وعدن، وجميعها موجهة ضد المجلس الانتقالي الجنوبي، مع توجيه القيادات بعدم العمل في مناطق سيطرة الحوثيين.

ووفق ما ذكره  (علي الذهب) في تصريحات إعلامية، فإنّه ما بين عامي 2022-2016 أطلق الحوثيون سراح أكثر من (400) معتقل من تنظيم (القاعدة) كانوا في سجون جهازي الأمن السياسي والقومي، على ذمة قضايا إرهابية، وكثير منهم صدرت بحقهم أحكام من المحكمة الجزائية المتخصصة بمكافحة الإرهاب، بينهم قيادات من مستويات مختلفة، وكان من أبرز المفرج عنهم، القيادي جمال البدوي المتهم بالمشاركة في استهداف المدمرة الأمريكية (كول) عام 2000، وقد لقي مصرعه في 2018 بغارة أمريكية في مأرب.

ومنها أيضاً ما جرى يوم 20 شباط (فبراير) 2023، والذي أكده رئيس ما تُسمّى “لجنة الأسرى” في ميليشيا الحوثي عبد القادر المرتضى، في تغريدة على حسابه في (تويتر)، أنّ جماعته أجرت “عملية تبادل للأسرى” مع تنظيم القاعدة في شبوة، وأنّه إثر هذه العملية تم الإفراج عن (3) من عناصر الحوثيين في مقابل أسيرين تم أسرهما في جبهات البيضاء، وأنّ مفاوض تنظيم القاعدة الإرهابي عبد الله علي علوي مزاحم الملقب بـ (الزرقاوي) أجرى لقاءات عديدة مع مفاوض ميليشيا الحوثي القيادي محمد سالم النخعي (أبو أنس)، وتم الاتفاق بين الطرفين، على حدّ قوله.

وذكر تنظيم داعش في إحدى صفحاته بموقع التواصل (تيليغرام) أنّ زعيم قاعدة اليمن خالد باطرفي التقى في كانون الثاني (يناير) الماضي بعدد من القيادات الميدانية، على رأسهم (أبو الهيجاء الحديدي، أبو علي الديسي، أبو أسامة الدياني، أبو محمد اللحجي)، مطالباً بتجهيز عمليات انتحارية بسيارات مفخخة، في شبوة وأبين وحضرموت وعدن، وجميعها موجهة ضد القوات المسلحة الجنوبية والمجلس الانتقالي الجنوبي، مع توجيه القيادات بعدم العمل في مناطق سيطرة الحوثيين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى