الشاعر كريم العراقي والإمارات.. 20 عاما وأكثر من “المحبة الذهبية”


تعيش الساحة الفنية العربية لحظات من الحزن على وفاة الشاعر كريم العراقي، الذي أسلم الروح من داخل أحد مستشفيات الإمارات، فجر الجمعة.

ويحمل “العراقي” وطنه مع اسمه، ومن أشهر قصائده “الشمس شمسي.. والعراق عراقي”، كما كانت لدولة الإمارات مكانة خاصة في قلبه، عبّر عنها في الشدائد والمسرات.

وظل “العراقي” مقيمًا في دولة الإمارات أكثر من 20 عامًا، وقال في وقت سابق إن الرعاية التي يجدها من قيادة الإمارات ومن محبيه تمنحه القوة للانتصار على مرض السرطان.

وبعد تشخيص إصابته بمرض سرطان الأمعاء والبروستات في عام 2020، تلقى كريم العراقي العلاج في مستشفى كليفلاند بأبوظبي برعاية كريمة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات.

وتقدّم “العراقي” حينها بالشكر إلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وأهداه قصيدة حملت عنوان “معلّقة الذهب”، قائلًا: “أحيّي وأشكر الاهتمام الكبير على مستوى القيادة بالإمارات ممثلة في شخصية الشيخ محمد بن زايد حفظه الله”.

إقامة ذهبية

وفي سبتمبر/أيلول 2020 منحت دولة الإمارات الشاعر كريم العراقي الإقامة الذهبية، وتوجّه حينها بالشكر والتقدير إلى الشيخ محمد بن زايد، رئيس دولة الإمارات، ومحمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.

وأعرب “العراقي” عن سعادته وتقديره لحكومة دبي على منحه الإقامة الذهبية، وقال من داخل مستشفى كليفلاند: “وسط المعاناة من هذا المرض الخبيث، أجدني محاطا بأجمل الأخبار التي ترفع من حالتي المعنوية، وتمنحني القوة والإرادة لتخطي هذا المرض والانتصار عليه.

وأضاف حينها: “شكري وتقديري للإمارات الحبيبة، التي أقيم فيها منذ 20 سنة، دولة الإمارات قدمت نموذجا فريدا لكل البلدان في العالم في كيفية الاهتمام، ليس فقط بأبنائها، ولكن بكل المقيمين بها من مختلف الجنسيات”. كما توجه بالشكر لمحبيه وجمهوره من مختلف الدول العربية.

وفي مايو/أيار 2022، حرص كريم العراقي على نعي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات السابق، وقال حينها: “تودع اليوم إمارات المجد والمحبة ومعها شعوب الأمة العربية والعالم ‏قائدا إنسانيا إماراتيا عربيا.. قائدا حكيما كريما وكوكب من كواكب العطاء الإنساني.. ‏هو صاحب السمو والرفعة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.. تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته”.

من هو كريم العراقي؟

شاعر عراقي، ولد في منطقة الشاكرية كرادة مريم في بغداد عام 1955، وهو حاصل على دبلوم علم النفس وموسيقى الأطفال من معهد المعلمين في بغداد.

حصل كريم العراقي على جائزة منظمة “يونسيف” لأفضل أغنية إنسانية عن قصيدة “تذكّر” التي لحنها وغناها الفنان كاظم الساهر، كما حصل على جائزة الأمير عبدالله الفيصل العالمية عام 2019.

وكتب “العراقي” مئات القصائد والأغاني الشعبية، وتعاون مع كبار المطربين العراقيين والعرب أبرزهم كاظم الساهر، ومن أشهر أعماله ديوان “للمطر وأم الضفيرة”، “الخنجر الذهبي”، “ذات مرة” و”سالم يا عراق”.

كذلك تنوعت اهتماماته وشملت كتابة الشعر الشعبي والأغنية والأوبريت والمسرحية والمقالة، بالإضافة إلى اهتمامه بالثقافة والأدب منذ أن كان طالباً في مرحلة الابتدائية، وفق ما ذكرت حسابات ومواقع عراقية.

واستمرت رحلته منذ 1987 مع صديقه ورفيق دربه الفنان العراقي كاظم الساهر حيث بدأت هذه العلاقة في الجيش وكانت أول أغنية في مسلسل “شجاهه الناس” ومن ألحان الخفاف و”ناس وناس” و”معلم على الصدمات قلبي” و”افرح ولا تحرموني منه” حيث كتب للساهر أكثر من 70 أغنية، وكانت الانطلاقة الحقيقية له مع الساهر في مصر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى