ثلاثية الشر تستهدف الجنوب أرضاً و إنساناً

بقلم / محمد علي رشيد النعماني

في ظل الصراع المستمر في اليمن بين الحكومة الشرعية والمليشيات الحوثية المدعومة من إيران، تتعرض المناطق الجنوبية لهجمات متزامنة من قبل جماعات مسلحة مختلفة تسعى لزعزعة استقرارها وإفشال مساعي تحقيق السلام والتسوية السياسية. من بين هذه الجماعات، تبرز ثلاثة أطراف رئيسية هم: الحوثيون، والإصلاح، والقاعدة. فما هي علاقة كل منهم بالآخر، وما هي أهدافهم و دوافعهم في الحرب على الجنوب؟

**الحوثيون**: هم حركة زيدية شيعية تأسست في عام 1992 بقيادة حسين بدر الدين الحوثي، وتطورت إلى مليشيا مسلحة تخوض حروباً متكررة ضد الحكومة الوسطى منذ عام 2004. تتلقى المليشيا دعماً سياسياً وعسكرياً وإعلامياً من إيران، التي تستخدمها كأداة لتوسيع نفوذها في المنطقة وإشعال نيران الفتنة بين المذاهب والطوائف. تسعى المليشيا إلى إقامة دولة زيدية متطرفة تحكم بالإمامة وتفرض شرائعها على باقي أبناء الشعب. تستخدم المليشيا التخويف والإرهاب والتجويع والحصار كأسلحة لإخضاع المدن والقرى التي تقع تحت سيطرتها أو تحاول مقاومتها. تستهدف المليشيا المناطق الجنوبية لأسباب عدة، منها: إضعاف القوات الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، التي تشكل خط دفاع أول ضد تقدمها نحو عدن ، وإثارة الفتنة بين أبناء الجنوب بزرع عناصر موالية لها أو مخربة في صفوفهم ، وإظهار نفسها كقوة مؤثرة في المشهد السياسي والمفاوضات الدولية.

**الإصلاح**: هو حزب سياسي يمني يضم في صفوفه عدداً من التنظيمات والجماعات المختلفة، من أبرزها جماعة الإخوان المسلمين. يعتبر الحزب أكبر حزب سياسي في اليمن من حيث عدد الأعضاء والنفوذ. يتمتع الحزب بدعم سياسي ومالي وإعلامي من قطر وتركيا، التي ترى فيه حليفاً استراتيجياً لتحقيق مصالحها في المنطقة. يسعى الحزب إلى إقامة دولة إسلامية تفرض قيمها وأفكارها على باقي الأطياف السياسية والاجتماعية. يستخدم الحزب النفوذ والفساد والمحسوبية والتحالفات المتغيرة كأسلحة للحفاظ على مكانته ومصالحه في السلطة. يستهدف الحزب المناطق الجنوبية لأسباب عدة، منها: إضعاف المجلس الإنتقالي الجنوبي وحلفاؤه المطالبين بإستعادة دولة الجنوب المستقلة ، وإثارة الفتنة بين أبناء الجنوب بزرع عناصر موالية له أو مخربة في صفوفهم ، وإظهار نفسه كقوة مؤثرة في المشهد السياسي والمفاوضات الدولية.

**القاعدة**: هو تنظيم دولي يتبع الفكر السلفي الجهادي. تأسس التنظيم في عام 1988 بقيادة أسامة بن لادن، وانتشر في عدة دول من بينها اليمن. يتلقى التنظيم دعماً سرياً من بعض الدول والجهات التي تستخدمه كأداة لزعزعة استقرار المنطقة وإضعاف خصومها. يسعى التنظيم إلى إقامة خلافة إسلامية تحكم بالشريعة وتفرض قوانينها على باقي الشعوب والأديان. يستخدم التنظيم التفجيرات والاغتيالات والخطف والابتزاز كأسلحة لإرهاب المدنيين والأجهزة الأمنية. يستهدف التنظيم المناطق الجنوبية لأسباب عدة، منها: إضعاف القوات الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، التي تشكل خط دفاع أول ضد توغله في المنطقة ، وإثارة الفتنة بين أبناء الجنوب بزرع عناصر موالية له أو مخربة في صفوفهم ، وإظهار نفسه كقوة مؤثرة في المشهد السياسي .

إذاً يتضح لنا أن هناك علاقة تاريخية وسياسية واستراتيجية بين الحوثيين والإصلاح والقاعدة في الحرب على الجنوب ، تتمثل في التنافس والتحالف و التصادم بحسب المصالح والظروف. تشترك هذه الأطراف في أنها تمثل تهديداً للأمن والسلام والوحدة الوطنية في الجنوب ، وتعمل على إفشال أي مبادرة لإنهاء الصراع وإعادة الاستقرار. تواجه هذه الأطراف القوات الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، التي تدافع عن أمن الجنوب وتطالب بحقوقها في إقامة دولة جنوبية مستقلة وديمقراطية. يتطلب حل هذه المشكلة تضافر جهود كل الأطراف الدولية والإقليمية والمحلية المعنية بالشأن اليمني، والتزامها بمبادئ الشفافية والعدالة ودعم القوات الجنوبية وقيادته السياسية لتحقيق الأمن والاستقرار المحلي والإقليمي .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى