قراءة مستوحاة من البيان الصادر عن الفعالية الجماهيرية التي شهدتها ساحة العروض بالعاصمة عدن

عدن 24 / سالم لعور:

عبر البيان السياسي الصادر عن الفعالية الجماهيرية التي شهدتها ساحة العروض في محافظة عدن – أمس الأول الثلاثاء ١٨ يوليو ٢٠٢٣م – عن حالة الغضب والاستياء الشديدين جراء الحالة المعيشية الصعبة التي يعيشها المواطنون في العاصمة الجنوبية عدن، وفي مقدمتها سوء الخدمات وغلاء أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية والمشتقات النفطية وانقطاع المرتبات وانهيار العملة وغيرها من الممارسات الخاطئة لحكومة الفساد التي أنهكت حال المواطن وسلبت منه أبسط مقومات الحياة الكريمة.
البيان أكد أن الفعالية الجماهيرية الحاشدة لم تأتِ من فراغ، ولكنها جاءت نتيجة للمعاناة الصعبة التي يعاني منها شعبنا الجنوبي بصورة مخططة ومنظمة وممنهجة من قبل الحكومة الفاسدة التي يرأسها الفاسد معين عبدالملك والتي عملت على تدهور الأوضاع المعيشية والخدماتية والاقتصادية والتربوية التعليمية والصحية، وطالب المحتجون في بيانهم الصادر عن الفعالية بإنقاذ هذا الشعب العظيم المغلوب على أمره الذي أصبح يعاني الأمرين جراء السياسات المميتة التي تنتهجها الحكومة وتخليها عن مهامها في توفير أبسط مقومات الحياة للمواطن، بل ذهبت بدلا عن ذلك لتجويعه وإذلاله وانتزاع لقمته من فيه.
ومن خلال قراءة البيان الصادر عن الفعالية نستلهم مدى الأذى والصبر اللذين تحملهما شعبنا الجنوبي جراء عذابات سياسات الحكومات المتعاقبة وآخر أسوأ حكومة برئاسة المدعو معين عبدالملك الذي يديرها من خارج العاصمة عدن بالواتس آب فقط لسحب مليارات المبالغ لمصلحته الخاصة ولاستثماراته مع أخطبوطات الفساد التي يسهل لها المناقصات وتنفيذ المشاريع وتهريب المشتقات النفطية والعملة الصعبة وغيرها من معاملات الصفقات التجارية السرية الأخرى في المحافظات اليمنية كمأرب وتعز وغيرها من المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.

هنا تكمن قوة البيان
وتكمن قوة البيان في التزامه بمعايير الخطاب الإعلامي والنهج الذي انتهجه شعبنا الجنوبي في مشوار نضاله الوطني المتمثل في سلمية ثورته ومطالباته باستعادة حقوقه المشروعة والتي صادرتها حكومة الفاسد معين عبدالملك أضعافاً مضاعفة لما ارتكبه قبله نظام الاحتلال اليمني منذ حرب صيف عام ١٩٩٤م، ومروراً بالغزو الحوثي وحلفائه على العاصمة عدن ومحافظات الجنوب عامة، وما تلاها من تخادم (حوثي – إصلاحي – إخواني) على الجنوب وممثله المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي. هذه السلمية التي تؤكد حرص شعبنا الجنوبي في مثل هذه الاحتجاجات المشروعة على الحفاظ على الهدوء واستتباب الأمن والاستقرار الذي تعيشه وتنعم به العاصمة عدن، مما يدل على مدنيته وثقافته وحضارته العريقة وأحقية وصواب مطالبه المشروعة.
من خلال البيان نقرأ مدى صمود شعبنا الجنوبي في مقاومة قوى النفوذ السياسية والقبلية والدينية المتطرفة للاحتلال اليمني للجنوب منذ حرب صيف ١٩٩٤م، وقدرته على تحويل ذكرى ٧ يوليو ١٩٩٤م من ذكرى مؤلمة ومشؤومة إلى ذكرى نصر وأسماها يوم الأرض الجنوبي والاحتفاء بها على طريق استكمال تحرير أرض الجنوب وتطهير كل شبر منها من دنس المحتل وأزلامه وقواه الظلامية ومليشياته الإرهابية حسب هذا البيان.
ونقرأ من خلال هذا البيان عنوان الوفاء الأسطوري لشعبنا الجنوبي لشهدائه الأبرار الذين جسدوا أروع معاني التضحية والفداء دفاعاً عن الدين والأرض والعرض والوطن الجنوبي وقدموا دماءهم الزكية الطاهرة لتروي شجرة الحرية والاستقلال ودحر القوى الاستعمارية ممثلة بنظام صنعاء الكهنوتي والفكر الحوثي السلالي وأحزاب التطرف الديني الإصلاحية والإخوانية في سبيل الحرية والكرامة والعيش الكريم واستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة من المهرة شرقاً
إلى باب المندب غرباً.
ونقرأ من البيان إيمان شعبنا الجنوبي بمبادئ ثورته السلمية المجيدة ونضاله الوطني التحرري وإصراره الصلب لمواجهة قوى الظلم والظلام ومطالبته بإقالة رموز الفساد والإفساد ممثلة بإقالة رئيس الحكومة معين عبدالملك ومحاكمته جراء فشل هذه الحكومة الكرتونية الفاسدة وانتهاجها سياسة مميتة لشعبنا الجنوبي وممارستها أبشع اساليب التعذيب والعقاب الجماعي عليه، ناهيك عن تورطها في قضية استيراد وقود مغشوش لكهرباء عدن والذي تسبب في التلوث البيئي المميت لسكان العاصمة عدن ونهب أموال الشعب وانهيار العملة المحلية ونقل منظمات الإغاثة من العاصمة عدن الآمنة إلى مسقط رأسه محافظة تعز التي تشهد انهيارًا أمنيًا غير مسبوق في تاريخها القديم والمعاصر في تواطئٍ منه لوصول المساعدات إلى ميليشيا الحوثيين وعصابات حزب الإصلاح اليمني المسيطرين على محافظة تعز والتي تقوم بنهب تلك المساعدات الإغاثية واستخدامها في المجهود الحربي ولقياداتها الفاسدة ، وطالب البيان بإنزال اقصى العقوبات بحق رئيس الحكومة ورموزها الفاسدة إزاء ما اقترفوه بحق هذا الشعب .
ونقرأ من البيان مدى الوعي السياسي والوطني الذي يتحلى به أبناء شعبنا اليمني ومدى تمسكه بأهداف ومبادئ وقيم ثورته السلمية المظفرة والتي لا تقبل بأنصاف الحلول والمشاريع الصغيرة، وتأبى الخضوع والخنوع وحياة الذل والاستكانة، وظهر ذلك جلياً من خلال ما عبر عنه البيان الصادر عن الفعالية برفض تفريخ المكونات المناطقية التي تقف خلفها وتدعمها قوى الاحتلال اليمني بمختلف مسمياتها وتساعدهم في ذلك ادوات رخيصة جنوبية تحلم وتسعى وتتآمر مع قوى الاحتلال لتفريق وحدة الصف الجنوبي وتمزيق نسيجة الاجتماعي.
ونقرأ في الختام ما تميزت به مطالبات المحتجين في هذه الفعالية الجماهيرية والتي تمثلت في:

  1. إقالة الحكومة جراء فشلها وانتهاجها سياسة مميته للشعب وممارستها أبشع أساليب التعذيب والعقاب الجماعي ونطالب بمحاكمتها.
  2. الدعم الكامل للقوات المسلحة الجنوبية والأمن الجنوبي والوقوف إلى جانبها في مجابهة أي تحديات أو مؤامرات ضد الجنوب وشعبه العظيم.
  3. التأكيد على السير قدماً على درب الشهداء حتى تحقيق هدف شعب الجنوب المتمثل في استعادة الدولة الجنوبية بنظامها الفيدرالي الجديد من المهرة شرقاً إلى المندب غرباً بحدودها المتعارف عليها قبل 21 مايو 1990م.
  4. يحيي هذا الحشد الجماهيري العظيم صمود ونضال الشعب الجنوبي في حضرموت الذين اكتظت بهم ساحات الشرف والبطولة في إحياء ذكرى يوم الأرض الجنوبي7/7 في كبرى مديريات المحافظة.
  5. التأكيد على الصمود والثبات ضد سياسة تركيع شعب الجنوب ومحاولة تطويعه وثنيه عن هدفه المنشود في استعادة دولته وهويته ونيل حريته وكرامته والتي تمارسها وتنتهجها قوى النفوذ والهيمنة والاستبداد والغطرسة على المستويين الداخلي والخارجي.
  6. المطالبة بكشف المتورطين في قضية استيراد وقود مغشوش لكهرباء العاصمة عدن والذي تسبب في التلوث البيئي المميت لسكان العاصمة عدن وإنزال أقصى العقوبات بحقهم إزاء ما اقترفوه بحق هذا الشعب.
  7. يرفض المحتشدون رفضاً قاطعاً تفريخ المكونات المناطقية التي تقف خلفها وتدعمها قوى الاحتلال اليمني بمختلف مسمياتها وتساعدهم في ذلك أدوات رخيصة جنوبية تحلم وتسعى وتتآمر مع قوى الاحتلال لتفريق وحدة الصف الجنوبي وتمزيق نسيجه الاجتماعي وهيهات لهم ذلك، فشعب الجنوب صاحي تماماً وثورته محصنة ومدعمة بدماء الشهداء والجرحى، ونحذر تلك القوى من مغبة تماديها في ذلك وقد أعذر من أنذر.
  8. يطالب الحشد الجماهيري المجلس الانتقالي الجنوبي اتخاذ خطوات وإجراءات جادة وسريعة لحماية شعب الجنوب ورفع المعاناة عن كاهله في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية والعسكرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى