الضالع ورائحة العيد في جبهات القتال

كتب – محمد الشرافي

عندما تصل جبهات القتال شمال الضالع تجد أبطال القوات المسلحة الجنوبية يجوبون المتارس والخنادق يتبادلون التهاني الثورية والتبريكات النضالية بكل شموخ وعز وكبرياء، يكبرون في كل محراب خندق، وفي كل صومعة موقع، يرددون أسم الله مع كل دوي مدفع يُعمر ويدخر نحو رؤوس الغزاة والطامعين…

رائحة العيد في خطوط التماس لجبهات القتال لا تشبه ابداً رائحة الكعك والهدايا والملابس الجديدة، بل هناك رائحة لا يعرفها إلا رجال الله الذين يستمدون أريج عطرهم في عيد الله البهي من طين المتارس ومن قذائف المدافع، ويقدمون أنفسهم أضاحي عيد النصر فداء للدين ومقدسات أرض الجنوب الطاهرة.

يرسل أبطال القوات المسلحة الجنوبية مباركاتهم وتهانيهم العيدية بروح الثائر الصامد المخلص لكل أخوانهم في كل ساحات المعارك وبشتى المواقع والقطاعات الحدودية لأرض الجنوب وإلى كل أبناء الشهداء والجرحى وإلى كل أم وأخت جنوبية، مطمئنين الجميع بأنهم لن يحيدوا أبداً أو يتراجعوا عن تقرير حقهم المصيري المتمثل في استعادة الدولة الجنوبية بكامل السيادة، مؤكدين بأن دماء الشهداء أكبر من كل المغريات وأعظم من كل الرفاهيات.

بينما الجميع يخطط لكيفية قضاء عطلة العيد مع أسرته وأقاربه، ويتحدث الجميع عن أي حديقة سيتم زيارتها وأي ساحل سيحطوا رحالهم فيه، وأي مول تجاري سيكون مقصدهم، ستجد هناك عالماً أخر، ووضعاً مختلفاً، واحتفالاً ثورياً عظيماً بالعيد، حيث يتغير الحديث، وتنتهي المواعيد ويبقى هم الوطن وكيفية الذود والدفاع عن كرامته.

هؤلاء هنا بين هذه المتارس العظيمة يقدمون رؤوسهم وأرواحهم وأموالهم رخيصة في أعظم أيام الله وبكل شموخ وصمود، راسمين بذلك لوحة نضالية ،و ملحمة ثورية تمحضلت أمامهم كل المؤامرات ومزقت كل أوجه الشر وأيدي الإرهاب.

الأبطال هناك يرسمون خطط المعارك، وعمليات الإغارة والدفاع ويتسابقون لصد الارهاب بأجسادهم لكونهم يؤمنوا بعظمة هدفهم الذي يضحوا من أجله.

ويؤكد المقاتلين في جبهات التماس بأنهم يدركون حجم المؤامرات ضد شعب الجنوب وإنهم في صمود كبير وثقة عظيمة بقضيتهم العادلة وقيادتهم السياسية ممثلة بفخامة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى