فك الارتباط تفرضه صنعاء

بقلم/ صالح علي الدويل باراس

المتحدثة الإقليمية بإسم وزارة الخارجية الإمريكية تعلن أن الولايات المتحدة على تواصل فقط مع المسيطرين على الأرض واعتذرت عن ذكر الاطراف حرصا منها على دعم جهود السلام التي يقوم بها المبعوثين الاممي والامريكي

التصريح يؤكد بوادر حرب قادمة لتحديد ملامح الامر الواقع وخطورتها جنوبا انها قادمة وحكومة معين قد افرغت البنك المركزي من العملة الصعبة وعلى خلفيته اعلن الحوثي قرارا يفرض على التجار استيراد بضائعهم عبر ميناء الحديدة وعدم استيرادها ونقلها عبر الموانئ الجنوبية الخاضعة للشرعية محدداً استراتيجيته في فك الارتباط الذي بداه باجراءات الطلاق المالي في سعر صرف الدولار وسيطر على موارده السيادية وصار سيد ادارتها الا من مؤسسات يستفيد منها ابقى على مسمى وحدويتها كالاتصالات وبعض الضرائب السيادية التي ظل يستلمها قبل قراراته

فماذا ابقى للوحدويين الشماليون في الجنوب !!؟

جاء بيان المجلس الرئاسي للمجلس الانتقالي على خلفية قرار وزير الدولة ومحافظ عدن الاستاذ احمد حامد لملس الذي قضى باستخدام ايرادات العاصمة لتغطية متطلبات خدماتها التي خنقتها حكومة معين بوضع كارثي ماساوي في صيف مميت وتردي خدمات..الخ ولم تعد حكومة المناصفة ولا المجلس الرئاسي الا ك”مسمار جحا” في الجنوب لاسقاطه بيد اليمننة الحوثية وتعتلف وتعلف حيواناتها الفندقية من موارده بينما مديريتي مارب الاخوانيتان لم توردا للبنك المركزي بل حوّلت حكومة معين لهما كل العملة المحلية !! وحتى المنطقة الاخوانية الواقعة ما بعد طربال “الحوبان” في تعز تاخذ من حكومة الشراكة ولا تعطيها ريالا واحدا ومع ذلك تعطيها حكومة معين توصية دولية بانهة بيئة مثالية بينما عدن اوصى بانها بيئة طاردة!!

ان قرارات الحوثي الاخيرة تخلق كيان منفصل يلغي عمليا الشرعية ويخلق مشروعية حوثية تمهيدا لشرعنتها وتظل حكومة المناصفة وحكومة الشراكة اقوى مبررات الحوثي لتبرير اطماعه وتوسيع الامر الواقع على حساب الجنوب بدعوى مطاردة الشرعية كما طاردها في 2015

لابد من استراتيجية واضحة وموقف قوي من الموارد وجبايتها وصرفها ومحاربة الفساد فيها لكي لاتضاعف تلك الاجراءات انين الشعب ويصير حاله “يا ويلي من كناني وين بلقا كنان” وكذا فصل الادارة في الجنوب من اي ارتباط بمركزية بصنعاء والقدرة على الردع وتبادل العنف على الموانئ فليس منطقيا محاصرة موانئ الجنوب وترك موانئ الحوثي مفتوحة فتلك من اولويات فرض الامر الواقع الجنوبي فالحوثي اسس فك ارتباطه ولم يعد من ضرورة لمسمى الشراكة جدوى
سيعاني الجنوب شحا في الموارد حيث ان قرار الحوثي يلزم التجار باستيراد بضائعهم عبر ميناء الحديدة واسوق الشمال اوسع وهذا القرار سيجعل الجنوب يعاني اكثر بحرمانه من عوائد الجمارك فوق ما يعانيه جراء محاصرتها ومنعها تصدير النفط بالقوة التي لا يُعلَم مصدرها

كان قرار وزير الدولة ومحافظ عدن الاستاذ احمد حامد السيطرة على الموارد وعدم توريد ها للبنك المركزي قرارا صائبا يجب ان يحذوه بقية محافظي المحافظات مالم فان اليمننة تعد عدتها لاسقاط الجنوب بالافقار والجوع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى