منطق العقل الجنوبي وحجته

كتب /المهندس علي المصعبي:

‏لماذا نرفض حلول إعادة صياغة الارتباط بين اليمن الجنوبي والشمال الشمالي؟ هل سأل أحد من لماذا؟ سأوجز بعضها هنا في المساحة..
أولاً سالت دماؤنا وقُتِلنا مرتين في ٩٤م التي اعترفوا أخيراً أنها احتلال (راجع اعتراف علي محسن في بيان انضمامه لثورة التغيير).
وأتت حرب ٢٠١٥ لتقضي على ما تبقى، وأيضاً سلوك ‎أحزاب الشرعية تجاه الجنوب لا يقل سوءاً عن قتال الحوعفاشيين.
ثانيا، خلقت سنوات نهب ثروات الجنوب ومقدراته ‎أمبراطوريات اقتصادية لأسر نافذة أغلبها من الهضبة أو من الموالين، رجالها من ‎حمران حاشد وسنحان وأزلامهم من شبكات النفوذ القبلي.
‏وهذه الأموال الجسيمة هي حق شعبنا، تم العفو عنهم في حوار واتفاق ومبادرة لم ولن نكون جزءاً منها.. ستستخدم تلك الأموال – في ظل فقر – في صناعة المشهد السياسي وأحزابه.. فهل يقبلون إعادتها وفق قاعدة ‎عفاش (ثلثين الجنوب وثلث لهم) كحفاظة؟ هل سيقبلون نفيهم عن المشهد لعدة عقود هم وأسرهم كأقل عقاب يمكن قبوله، بعد استرجاع أموالنا المنهوبة من ثرواتنا؟ فلا ‎صندقة حميد أغنته و لا ‎أغنام عفاش أثرته.
ثالثا، نختلف عن المذهب ‎الشيعي الذي ينتهجه ‎الحوثي، وبالأساس لم نتقبل المذهب ‎الزيدي.. فكيف نتقبل ما هو أشد منه دينياً في يمن أغلبيتهم سنة مستضعفة؟! ونحن في الجنوب لسنا ضعفاء.
رابعاً، يتحدثون عن شكل دولة جديدة أكثر تطوراً من الأنظمة الديموقراطية في اليمن لشعب لم يعِ بعد مفهوم الديموقراطية في ‎الشمال، فما بالنا بشكل أكثر تطوراً.. نعم هذا الأمر يتقبله شعب الجنوب، فلديه اعتماد على الدولة منذ الأزل، بخلاف المجتمع في الشمال المؤمن بأن الدولة الحقيقية هي دولة ‎القبيلة، لذلك هو مجتمع لا يتأثر في ظل ‎الفساد بل يعيش، وأصبح الفساد جزءاً من حياتهم التي جبلوا عليها.
خامسا، حتى وإن فرضت على الجنوب جدلاً دولة اتحادية، فيستحيل قبولها دون أعلاه من شروط تخص الثروة وتجريد النافذين من أموالهم، وأيضاً نفسهم عن المشهد السياسي.. بالإضافة إلى إعطاء ‎شعب الجنوب حقه في تقرير مصيره، باستفتاء خلال مدة يمكن التفاوض حولها لا تزيد عن ‎أربع سنوات..
بدون ذلك لن يكون أي استقرار في ‎اليمن الاتحادي.
سادساً، يستحيل قبول أي آلية تفاوض لا تضمن أن تكون بين طرفين، طرف شمالي يأتي من خلال مؤتمر شمالي شمالي، بحوار بينهم تخرج عنه قيادة ورؤية تمثلهم، مقابل طرف جنوبي بدأ الانتقالي في إعداده بحوار جنوبي يخرج ‎بجبهة جنوبية بقيادته.

  • أمين عام حزب جبهة التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى