الانتقالي.. رهان شعب لإنقاذ وطن

كتب/ ياسر الشبوطي:

المشهد السياسي في البلاد أضحى مثيرًا للقلق اليوم وأكثر من أي وقت مضى، فالمتغيرات الداخلية والخارجية بكل تأكيد تفرض على قيادتنا السياسية ممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي ككيان وطني رائد في الجنوب وكرافعة سياسية لشعبنا الجنوبي أن يتقدم الصفوف في مثل هذه الظروف الصعبة من أجل الوطن وحفاظاً على مكاسب الشعب الجنوبي التي حققها خلال السنوات القريبة الماضية.

اليوم لقد انتقلت القضية الجنوبية العادلة والتي عانى منها شعبنا الجنوبي خلال العقود الثلاثة الماضية لتأخذ منحىً خطيراً رغم اتفاق القوى الوطنية والأطراف الإقليمية والدولية والتي خرج بها اتفاق الرياض الموقع بين حكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، وفي الوقت الذي تنفس شعب الجنوب الصعداء تفاجأ عقب التسوية السياسية (السرية)  الموقعة بين السعودية وجماعة الحوثي الانقلابية (الإرهابية)   .

لقد شكل اتفاق الرياض الموقع بين حكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي كممثل لقضية شعب الجنوب في الرياض والذي رعته المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة الشقيقة وحظي بترحيب ومباركة عربية وإقليمية ودولية – طوق النجاة للجميع للخروج من الأزمات المتلاحقة، غير أن ثمة تحركات خفية تمت وبرعاية من بعض الدول أدت إلى ظهور تداعيات خطيرة أعقبها أزمات أخرى جديدة  كالتسوية السياسية (السرية)  بين المملكة وجماعة الحوثي الانقلابية الإرهابية؛ وصولا إلى إعلان رئيس مجلس القيادة الرئاسي لقرارات تبدو أحادية الجانب من شأنها بأن تأزم الوضع أكثر خصوصا في الجنوب.

التداعيات الأخيرة وموقف الانتقالي

إن هذه التداعيات الخطيرة وغيرها تفرض على المجلس الانتقالي الجنوبي بأن يتحمل مسؤولياته الوطنية ويتحرك داخلياً وخارجياً للدفاع عن مصالح الشعب والوطن الجنوبي، وكذا في التمسك بما توصل إليه الجميع من دول الجوار الخليجي والمحيط العربي والدولي من تفاهمات معلنة في اتفاق الرياض الذي رعته المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية الشقيقة وبمباركة عربية واقليمية ودولية.

 ونجزم أن المجلس الانتقالي الجنوبي وقيادته السياسية الحكيمة ممثلة بالرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي (حفظه الله) وكافة هيئات المجلس السياسية والتنظيمية وعلى مستوى الداخل الجنوبي وخارجه يدركون أن هذه التداعيات هي عقبات مفتعلة لعرقلة تنفيذ ما تبقى من بنود لتفاق الرياض، وخصوصاً ما يتصل منها باستكمال البند الخاص بنقل قوات المنطقة العسكرية الأولى من حضرموت إلى مأرب اليمنية والبيضاء وباقي المحافظات اليمنية لاستعادة الدولة من الحوثيين ولتحرير العاصمة اليمنية المختطفة  صنعاء، كما يدرك الشعب الجنوبي (الحصيف) وحامله السياسي المجلس الانتقالي الجنوبي أن تجميد البنود المتبقية من اتفاق الرياض وعدم تنفيذها حتى اليوم وعلى الرغم من صدور قرار مجلس القيادة الرئاسي في سرعة خروج ونقل قوات المنطقة العسكرية الأولى إلى مأرب اليمنية لاستكمال تحرير باقي المناطق والمحافظات  اليمنية غير المحررة ما هي إلا محاولة لجر المجلس الانتقالي الجنوبي إلى معارك عبثية ومفتعلة أخرى تحت ذريعة مكافحة الإرهاب؛  في حين قرار مجلس القيادة الرئاسي بخصوص نقل قوات المنطقة العسكرية الأولى والتي تضمنته إحدى أهم بنود اتفاق الرياض لا يراد تنفيذه حتى اليوم، أو على الأقل لا توجد الرغبة القوية لدى المملكة بتنفيذه؛  في حين تفاجئنا الشقيقة الكبرى في مباحثات التسوية (السرية) مع الانقلابين الحوثيين!  ويا ليت هنالك بند تضمن قضية شعب الجنوب وحق تقرير المصير في هذه التسوية (المشبوهة)!

ولعل الهدف من تلك التسوية مع الحوثيين هو للانصراف عن تنفيذ ما تبقى من بنود اتفاق الرياض والتي باركته دول الإقليم والعالم، وهو التفاف فاضح ومكشوف للهروب من تنفيذ للبند الخاص بخروج قوات المنطقة العسكرية الأولى من حضرموت الوادي إلى مأرب، كما يحاولون أن يربطوا حل التسوية بملفات لدولة إقليمية، وكذا بأزمات مستعرة في دول أخرى!.  وهذه لعبة سياسية  تستوجب أن يتصدى لها  المجلس الانتقالي الجنوبي بكل قوة وأن يخضع الجميع لما تم الاتفاق عليه في اتفاق  الرياض وتنفيذ بنوده المتبقية .

 فلا يجب أمام قضايا وطنية بالغة الأهمية كقضية شعب الجنوب أن تزداد تعقيداً ولا نقبل بتخريب منجزات شعبنا الجنوبي والتي تحققت على مدى سنوات على الأرض الجنوبية ومن دماء أبناء الجنوب الشرفاء أو العبث بها، أو التآمر  لضرب الجنوب ووحدة نسيجه الاجتماعي. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى