مؤتمر واشنطن وكشف المشروع الخطير

كتب / محمد عبدالله القادري :
ينظرون لليمن على أساس ثلاثة أقسام ، الهضبة صنعاء وما جاورها ، الوسط إب وتهامة وتعز والبيضاء حتى مأرب ، الجنوب ، من يسيطر على الوسط سواءً من أطراف حكم متمركزة بالهضبة أو في الجنوب يأمن نفسه ويستطيع السيطرة على القسم الثالث.
كما ينظرون إلى انتقال اليمن بشماله وجنوبه إلى مرحلة جديدة ناجحة ينقله لواقع متقدم بما يرسخ مشروع عدالة دولة قوي وينقله لمرحلة توحد وترابط دائم مع أشقاءه بما يحقق نجاح مشروع التحالف العربي ، مرتبطة بحل جذري لقضايا وطنية كقضية الجنوب والوسط ، وإسلام سني مساهم في تحقيق الاستقرار الداخلي والمجتمع المحافظ والالتفاف حول مشروع الوحدة العربية المتمثل بالتحالف ومحاربة الافكار المتطرفة الناتجة من الارهاب والإسلام السياسي.
ولذا استخدموا مخطط يخدم مشروع بقاء الحوثي ويمكن من سيطرة الهضبة الزيدية على الوسط والجنوب ، بما يعرقل عملية الحسم ويحارب حلول القضايا الوطنية ، واستخدموا لتنفيذه عدة طرق واتحدوا داخلياً مع الحوثي وخارجياً مع إيران وأمريكا ، واستطاعوا أن يضموا تحت توجه تحقيقه عدة مكونات بعضها بقصد والبعض بدون قصد عبر وقوعها في فخ مغالطات تظن أنها ضد الحوثي وهي في الحقيقة تخدم الحوثي ، ولم يتبقى من لم ينخدع وينضم في هذا التوجه سوى الانتقالي الجنوبي والقوات السلفية كقوات العمالقة.

أستخدمت جماعة الاخوان حزب الاصلاح توغلها في الدولة لابرام اتفاق السويد وإيقاف تحرير الحديدة ، ليس للوقوف ضد طارق التي تتحد وتتقارب معه حالياً فالرجل في تلك الفترة لم يكن لديه لوء عسكري واحد ، وانما ضد القوات الجنوبية والسلفية وخوفها تغلغل الجنوب والسلفيون في الوسط ليرفع عنه الظلم ويجعله منسجم معه كونه الأقرب إليه ومن هذا المنطلق يفقد مشروع سيطرة الهضبة سياسياً وقبلياً ويتجه لتحريرها من الحوثي.
واليوم تقوم تلك الجماعة بعقد مؤتمر في واشنطن تحت مبرر الدعوة للسلام وهو الأمر الذي يخدم الحوثي ويساند المشروع الذي تعمل له الجماعة منذ بداية الحرب.

جاء مؤتمر واشنطن الداعي للسلام بعد أيام من تسريب أخبار عن تقديم أمريكا لمبادرة تقتضي تقسيم اليمن لخمسة أقاليم في ظل دولة اتحادية وجعل أقليم آزال صاحب المحافظات الأكثرية إذ يضم صنعاء ذمار عمران جزء كبير من إب بما فيه عاصمة المحافظة وحجة وريمة والمحويت والحديدة وجعل مدينة الحديدة عاصمة الأقليم ، وفي وقت التوجه نحو تحرير الجوف ، وفي وقت اكتمال الحل النهائي للصراعات في الجنوب بما يجعله مستقراً متصالحاً وهو الأمر الذي سيؤدي للتوجه لتحرير الوسط وتحرير صنعاء.
وهذا المؤتمر يكشف عن توحد إخواني حوثي إيراني أمريكي وخطة موحدة مشتركة تسعى نحو تحقيق مشروع واحد.
هدفهم جعل الحوثي يحصل على نصيب الخمس من الأقاليم ويكون له اقليم آزال وعاصمته الحديدة ليتمركز في اليمن كتمركز حزب الله في جنوب لبنان.
اعاقة تحرير الجوف ويقوم الحوثي وفق اتفاق شامل لتسليم أقليم سبأ الجوف والبيضاء وبعض مديريات صعدة ومديريات مأرب المسيطر عليها لحزب الاصلاح ليسيطر عليها عسكرياً.
اقليم الوسط والغرب المتمثل بجزء من إب وتهامة كالخوخة وكل تعز وجزء من لحج ، يقوم الحوثي بتسليم ما تحت يديه عسكرياً لتكون تلك الاحزاب المتواجدة حالياً في تعز المحررة بما فيها طارق والاصلاح هي المتقاسمة للسلطة في الإقليم ويكون تقاسم السيطرة العسكرية لطارق والاصلاح.
يكون هناك تواجد نفوذ جزءي لطارق والاصلاح في الجنوب عبر الشخصيات التي تتبع مكتب سياسي الاول والحزب الذي يتبع الثاني.
تكون هناك شراكة شكلية بالجانب الاداري في اقليم آزال المسيطر عليه الحوثي عسكرياً بشكل تام ، عبر الاقسام من الأحزاب التي تعمل معه حالياً كقسم من المؤتمر وقسم من الأحزاب الأخرى ويضاف إليها الاصلاح المتخادم معه.
ما سبق تعتبر تلك أساسيات لتقاسم سلطة الأقاليم الرامي اليها ذلك المخطط الداعي إلى السلام الذي يطلقوه في واشنطن وعلى مستوى الوزارات والمواقع الادارية الأخرى يكون للحوثي نصيب الخمس كما يكون هناك منصبان الرئيس والمرجعية ويكون الحوثي هو المرجعية.
من ضمن الطرق التي تؤدي لتحقيق هذا المشروع ويستعملها ذلك المخطط ، أتحدث في مقال قادم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى