صحيفة دولية تكشف عن إعادة هيكلة الوفد الحكومي المفاوض في محادثات السلام باليمن
عدن24| العرب
كشفت مصادر مطلعة لـ”العرب” عن إعادة هيكلة للفريق المفاوض عن الحكومة اليمنية في المحادثات مع جماعة الحوثي، في خطوة ترمي إلى إشراك جميع القوى الفاعلة في السلطة الشرعية اليمنية، بعد أن كان حزب التجمع الوطني للإصلاح، وهو الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، الطرف المهيمن على تركيبة الوفد السابق.
وذكرت المصادر اليمنية أن إعادة هيكلة الوفد الحكومي المفاوض هي مطلب دولي جرى طرحه منذ أشهر، وهو ينسجم مع الواقع الجديد الذي فرضه تشكيل مجلس قيادة رئاسي في أبريل الماضي، تم تسليمه جميع صلاحيات الرئيس السابق عبدربه منصور هادي.
إعادة هيكلة الوفد المفاوض تنسجم مع الواقع الجديد الذي فرضه تشكيل مجلس قيادة رئاسي في أبريل الماضي
ويأتي هذا التغيير في خضم مفاوضات شاقة يجريها المبعوث الأممي هانس غروندبروغ من أجل تجديد الهدنة التي انتهت في الثاني من أكتوبر الجاري، ولا تزال مآلات هذه المفاوضات غير واضحة، لاسيما مع استمرار الحوثيين في التمسك بجميع شروطهم للتجديد، رافضين جميع العروض التي قدمت حتى الآن.
وقالت المصادر إن إعادة هيكلة الفريق المفاوض أسفرت عن اختيار تسعة أعضاء برئاسة وزير الخارجية وشؤون المغتربين أحمد عوض بن مبارك. وأوضحت المصادر نفسها أن التوزيع جرى كالآتي: عضوان عن المجلس الانتقالي الجنوبي، وعضوان عن حزب الإصلاح، فيما تم توزيع باقي الأعضاء على المؤتمر الشعبي، والتنظيم الناصري، والمقاومة الوطنية، كما ضم الفريق ناشطة في المجال الحقوقي وهي ياسمين القاضي.
ويرى مراقبون أن إعادة تشكيل الفريق الحكومي المفاوض خطوة ضرورية لتمثيل جميع المكونات المؤثرة في المشهد اليمني، لاسيما وأن الفريق السابق طغى على أدائه الضعف والاستسهال في مواجهة الوفد المفاوض عن الحوثيين.
ويلفت المراقبون إلى أن أعضاء من الفريق السابق بدوا حريصين أكثر على تنفيذ أجندتهم الحزبية الضيقة، أكثر منه الدفاع عن مصالح اليمنيين.
وجاءت التسريبات عن تشكيل الوفد المفاوض الجديد بعد ساعات قليلة على عودة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي إلى العاصمة عدن، بعد أكثر من شهرين على مغادرة المدينة.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية “سبأ” إن العليمي وصل الثلاثاء إلى عدن عقب جولة خارجية شملت الإمارات والسعودية وألمانيا والولايات المتحدة الأميركية. وغادر العليمي عدن في منتصف أغسطس الماضي متوجها إلى أبوظبي، ثم الرياض، في زيارة عمل قادته أيضا إلى ألمانيا.
واختتم المبعوث الأممي الثلاثاء زيارة إلى الرياض التقى خلالها وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك، والسفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، وأمين عام مجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف، ودبلوماسيين من الدول الخمس الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن الدولي والمجتمع الدبلوماسي، حيث “ركّزت المناقشات على الجهود الجارية لتجديد الهدنة، واستعادة المسار نحو تسوية سياسية”، وفقا لبيان مقتضب نشره حساب مكتب المبعوث على تويتر.
ولا يبدو أن الأمور تتجه لانفراجة قريبة في ضوء ردود الفعل الصادرة حتى الآن، وسط تكهنات بأن تستمر حالة المراوحة خلال الأسابيع المقبلة.
وقال وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك في وقت سابق إن الحوثيين رفضوا كل العروض المطروحة بشأن التوصل إلى تسوية حول الهدنة.
وأوضح بن مبارك “على الرغم من التنازلات التي قدمتها الحكومة في سبيل تجديد الهدنة انطلاقا من حرصها على تخفيف المعاناة عن كافة المواطنين، إلا أن تمديد الهدنة اصطدم بتبعية ميليشيات الحوثي للنظام الإيراني”.
وأضاف الوزير اليمني أن “جماعة الحوثي رفضت حتى الآن كافة العروض التي طُرحت في سبيل تمديد وتوسيع الهدنة”.
وتشكل الهدنة التي أعلن عنها في أبريل الماضي، وتم تمديدها في مناسبتين، فرصة كبيرة لتهيئة الأجواء لإطلاق مسار السلام في هذا البلد الفقير، الذي يشهد منذ أكثر من سبع سنوات حربا بين السلطة الشرعية المدعومة من تحالف عربي بقيادة السعودية، والحوثيين الموالين لإيران.
ويرى المراقبون أن المدنيين اليمنيين سيكونون المتضررين الأساسيين من عودة القتال، وهذا ما يجب على المجتمع الدولي تلافيه بممارسة المزيد من الضغوط على الحوثيين.
ويعاني حوالي 2.2 مليون طفل يمني دون سن الخامسة من الجوع. كما يعاني أكثر من نصف مليون شخص من سوء التغذية الحاد. وتقول الأمم المتحدة إن نحو 1.3 مليون امرأة حامل أو مرضعة عانين من سوء تغذية حاد هذا العام.
وقالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية جويس مسويا، في مقطع فيديو أصدرته الأمم المتحدة بعد زيارتها مؤخرا لليمن، “هذه واحدة من أتعس الزيارات التي قمت بها في حياتي المهنية. هناك احتياجات هائلة. نصف المستشفيات اليمنية معطلة، أو أنها دمرت بالكامل بسبب الحرب”.
وأضافت مسويا “نحن بحاجة إلى المزيد من الدعم لإنقاذ حياة الأطفال والنساء والرجال في اليمن”. ويموت طفل في اليمن كل 10 دقائق بسبب مرض يمكن الوقاية منه، وفقا لمنظمة “أنقذوا الأطفال” البريطانية.