الرقصة الأخيرة لحزب الإصلاح في الجنوب

كتب / أحمد راشد الصبيحي :

الإرهاب بحد ذاته هو مصطلح يدل على العنف ضد الخصم، مهما كان هذا الخصم، وطن أو جماعة لا توافق على تبني أفكاره أو شخص.. أما نحن في الجنوب فقد كتب علينا أن نكون في الواجهة ضد الإرهاب والحزب الماكر، منذ  سنة 90، قبل أن ينتقل الإرهاب إلى أي بلد، وكانت التجربة هي الجنوب ليست عن فراغ.

كنت في نقاش مع أحد العائدين من أفغانستان في عام 93، وقد شعر بخطورة هذا التيار, وخاصة أن الدولة التي فرض الجهاد ضدها في أفغانستان قد خرجت من أفغانستان وهو الاتحاد السوفيتي سابقا، ثم قال: نشأت القاعدة بدعم مالي من أسامة بن لادن الذي كان هو الزعيم والقائد للقاعدة, وكان الحديث يدور بعد تحرير أفغانستان وكان الهدف القادم هي اليمن الجنوبي، وكل هذا خطط له في أفغانستان وليست الخطة وليدة سنة 90 إنما قبلها وبدعم  بعض الأنظمة العربية التي كانت تكنّ العداوة للجنوب .

وكان دائما ما تُذكر دولة الجنوب في أي مجلس, وأنه يستوجب ضدها الجهاد، وأنها دولة شيوعية، حتى جاءت الوحدة وعارض التيار الإسلامي في المؤتمر الشعبي  العام الوحدة كما ذكر ذلك عبدالله بن حسين الأحمر في مذكراته وأنه اتفق مع عفاش لتأسيس حزب إسلامي يكون في المعارضة والتصدي للحزب الاشتراكي.

هكذا خطط الأفغان العرب ضد الجنوب، ثم أتت الوحدة فكانت الفرصة التي لا تعوض لحزب الإصلاح وأغلب الصف الأول  للحزب من الأفغان العرب بل من قادات الأفغان العرب مثل الزنداني وغيره.

بدأت الأعمال الإرهابية ضد قادات الجنوب حتى اقتحام عدن في 94 وهو في ذاكرة كل جنوبي، ذلك اليوم المشؤوم، فهو قدرنا أن نكون الواجهة ضد هذه الجماعات, وقد كتب علينا القتال, ونحن أهل القتال والتاريخ قد أرخ عن الجنوبيين وشجاعتهم والاستبسال في خوض المعارك في ساحات الوغى واسألوا التاريخ عنا.

إن حادثة استشهاد 21شهيدا من الحزام الأمني وتلتها حادثة استهداف قوات دفاع شبوة بعتق ليس سوى البداية ضد الجنوب، بل الأمر صار  حياة أو موت لحزب الإصلاح  وذراعه العسكري، كيف  يضيع من أيديهم الجنوب وخيراته.

 فثقتنا بقواتنا الجنوبية ثقة لا حدود لها وهي قادرة على اقتلاع واجتثاث كل من أراد الشر لكل مواطن جنوبي، وإن استدعى الحال للتعبئة العامة وفتح معسكرات لتدريب المقاتلين ومهما تكتل حزب الإصلاح مع كل الجماعات الإرهابية فهي بالنسبة له الرقصة الأخيرة في عموم الجنوب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى