إصدار كتاب ” الشهيد أبو حرب الردفاني.. جلالة الموقف البطولي نحو استعادة دولة الجنوب”

عدن 24 / مريم بارحمه :
في سبيل النصر والدفاع عن وطننا الجنوب وتحريره قدم ويقدم أحرار الجنوب وأبطالها الميامين التضحيات الجسام في مختلف جبهات القتال ليلتحقوا بقافلة شهداء الجنوب، ففي الثامن من يناير 2022م خسر جنوبنا الشامخ الصامد، أحد القادة العسكريين الأشاوس وهو في ريعان شبابه، إنه الشهيد أبو حرب، مجدي أحمد قاسم نصر الغزالي، في معركة إعصار الجنوب لتحرير مديريات بمحافظة شبوة من دنس الاحتلال الحوثي الإيراني.

ووفاءً وعرفًا واستشعاراً بالواجب نحو الشهيد وجه الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، بإقامة حفل تأبيني بمرور مئة يوم على رحيل الشهيد البطل أبي حرب وإصدار كتاب تأبيني، ليصبح الكتاب “الشهيد أبو حرب الردفاني ..جلالة الموقف البطولي نحو استعادة دولة الجنوب” جزءً من تاريخ نضالنا المشرق ونبراسًا لأجيال المستقبل.

-جلالة الموقف البطولي نحو استعادة دولة الجنوب

يقول الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية في الكتاب :” تقحم الشهيد أبو حرب ميادين الشرف والكرامة في سيلة بلة وعدن حتى الساحل الغربي، ثم وثب وثبة أسد منطلقاً باللواء الثالث عمالقة الذي كان يقوده نحو محافظة شبوة؛ لتحرير مديريات بيحان – التي تمثل له وطنًا – من رجس ونجس الحوثيين، وصال ولقن العدو أبلغ الدروس في الفداء لأجل تراب الجنوب فولوا الأدبار”، مضيفًا :” أيها المناضل الجسور الأبي نم قرير العين، فقد بات فجر دولة الجنوب جليا، وبات العالم أجمع يؤكد على قضية شعب الجنوب الحية والعادلة. ونعاهد كل شهداء الجنوب بألا نحيد عن نبالة الفكرة التي استشهدوا في سبيلها وهذا عهد الرجال للرجال”.

-سيرة الشهيد

وتناول الكتاب في صفحاته التمهيدية سيرة الشهيد العطرة الخالدة بالنضال فالشهيد القائد أبو حرب، مجدي أحمد قاسم من مواليد عام 1988م، منطقة وحدة، مديرية ردفان، محافظة لحج، من أسرة فقيرة لكنها عظيمة تتكون من ثمانية أولاد وأربع بنات وهو الثالث في الترتيب بينهم.

واستعرضت الصفحات التمهيدية التنشئة الأولى التي مر بها وكيف تشكلت شخصيته الفولاذية رغم مرارة وقسوة الظروف والمنعطفات والمواقف، وتنقلات الشهيد بين محافظة لحج وشبوة وعدن، فلقد عاش الشهيد في محافظة شبوة مدة سبع سنوات واختلط بأهلها فمثلت هذه المرحلة مرحلة رئيسية من مراحل حياة الشهيد القائد، فكان فيها التحاقه بالسلك الأمني وبدأ يتبلور فكره النضالي، ورؤيته الوطنية. وفي عام 2013م غادر الشهيد مع أسرته شبوة، وعادوا إلى محافظة لحج نتيجة لتوقيف والده عن العمل، ومن ثم استقروا في العاصمة عدن.

كما تناول الكتاب مراحل تعليم الشهيد الأساسي والثانوي، والجامعي وكيف انتزع نظام صنعاء وعصابته حلم الشهيد وحرموه شرف الانضمام للمؤسسة العسكرية كي يكون مدافعا عن وطنه، فالتحق بكلية الحقوق جامعة عدن وحصل على درجة البكالوريس تخصص قانون في العام الجامعي 2010-2011م ليكون مدافعا عن وطنه بالكلمة.

واستعرض الكتاب في صفحاته التمهيدية المؤهلات والترقيات العسكرية للشهيد، والمناصب العسكرية. والأدوار النضالية السلمية والعسكرية. حتى رحيله وهو يقوده اللواء الثالث عمالقة جنوبية، وقدم روحه فداء لوطنه الجنوب. ترجل الفارس أبو حرب وخلف طفلين عبدالرحمن عمره سنتان، ولقبه حرب، المكنى به الشهيد، ومحمد شهرين.

ويحتوي الكتاب على 194 صفحة من مقدمة، وصفحات تمهيدية تناولت سيرة الشهيد، وأربعة فصول ، جاء الفصل الأول للكتاب بعنوان :” الشهيد أبو حرب في أعين محبيه “

وحمل الفصل الثاني من الكتاب “برقيات تعاز في الشهيد أبي حرب”، أما الفصل الثالث فخُصص لقصائد رثاء الشهيد أبو حرب. بينما الفصل الرابع والأخير استعرض صور الشهيد أبو حرب.

نختار مقتطفات ونفحات من كلمات محبي الشهيد والتي خُصص لها الفصل الأول وجاء تحت عنوان “الشهيد أبو حرب في أعين محبيه”.

-المناقب الإنسانية للشهيد المغوار

ويتحدث الأستاذ ماهر أحمد قاسم القطيبي، شقيق الشهيد، في الفصل الأول بالكتاب قائلًا :” لقد ترك الشهيد بصمة واضحة في حياة كل من عرفه.. كان رحيما وعطوفا يمتلك حسا نادرا من النخوة والشهامة تجاه المسكين والضعيف… لقد ترك الشهيد بصمة واضحة في حياة كل من عرفه والذين ذرفوا عليه الدموع بألم وحرقة لدى معرفتهم باستشهاده … لقد كنت أشعر بحياته وكأني ارتكز على جبل منيع فكان له -رحمه الله- في كل دروب الخير وأبوابه باع كبير”، مضيفا:” كان الشهيد قدوة يحتذى بها في الإدارة والريادة والقيادة، وكانت تربطه بزملائه في العمل علاقات متينة ووثيقة مبنية على المحبة والتقدير والاحترام، كما كان في عمله على درجة عالية من الخبرة والكفاءة فقد حصل على العديد من الكورسات التدريبية في الولايات المتحدة الأمريكية، وتدريبات عملية على أيدي الأوربيون في مجال مكافحة الإرهاب فقد كان حكيما وجريئا بلا اندفاع أو تهور، وذلك ما اكسبه شعبية بين صفوف العسكر، وزاد من رصيد معارفه وعلاقاته ومحبة الجميع له واعجاباهم به”.

ويتابع شقيق الشهيد :”رحلت – يا ابا حرب- ولم يكتب لك الله أن تعيش ساعة التحرير، لكنك تركت النبتة النضالية التي تنمو وتترعرع بين أيادي جيل جديد من الشباب المقاومين، أنت مثاله ونبراسه”.

أبو حرب .. عظمة التضحية ورمز النضال

أما الأستاذ أحمد حامد لملس، وزير الدولة محافظ العاصمة عدن فيقول: ” أكتب هذه الكلمات، لأرثي هذا البطل المغوار، الذي روت دماؤه الطاهرة تراب شبوة، فجسد وسطر عظمة التضحية ورمزية النضال ليكتب عنوان العزة والإباء”.

ويتابع لملس:” عرفناه شجاعًا صادقًا ومخلصًا وستظل بطولاته حاضرة في ذاكرة ووجدان شعبنا وقد خسر الوطن برحيله قائدًا مقدامًا، مخلدًا اسمه إلى جانب رفاقه الأبطال بأحرف من نور في سجل التاريخ”.

-الجنوب لا ينكسر

يقول الأستاذ فضل محمد الجعدي، عضو هيئة الرئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي نائب الأمين العام لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي: ” كان الفتى الشهيد مجدي الردفاني، المتشبع بروح الوطنية وحب الجنوب … صاحب دين قويم هو سبب سلوكه الذي جعل الجنوب كلها تبكيه، ودماثة أخلاقه تبدأ بالبسمة على محياه إلى جميع تصرفاته ومعاملاته في المحيط الذي يعيش فيه”.

ويضيف الجعدي:” إن ارتقاء روح الشهيد إلى الرفيق الأعلى كان حدثًا مفجعًا لنا، لأن الجنوب بحاجة للرجال الصادقين في هذا الظرف الصعب، فهو قائد محنك من أولئك الذين وهبوا لما يؤمنون به، ولم يساوموا بمبادئهم التي كانت نيشان فخر على صدورهم وكانوا دومًا في أتونها يخوضون غمارها بالسلاح وبالدم ضد تتار هذا الزمن وهمجية الغازي وأدواته”.

-أيها البطل انت أقوى من زمانك

بينما عم الشهيد، الأستاذ نصر قاسم نصر الغزالي، يقول :” أيها الساكن دارً خيرًا من دارنا… بطولتك شجاعتك أقدامك إيثارك مسيرتك فداؤك كلها ترثيك في اليوم ألف مرة، أقسمت أنك أقوى من زمانك، أعظم من جراحك أحلى من حياتك”.

ويضيف :”كنت أيها البطل غرًا صعبًا على المحتلين، وان كنت قذ نذرت نفسك لأن تموت في شبوة، أي شعاع من الشمس أن تضيء مدارج الصاعدين خلفك، متﹼ صامتًا إلا من صوت الرصاص يخترق أجساد عدوك”.

-الكلمات لا ترقى إلى مستوى الشهادة

يتحدث الدكتور باسم منصور الحوشبي، رئيس اللجنة التحضيرية رئيس الدائرة الإعلامية للمجلس الانتقالي عضو مجلس إدارة الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي، عن الشهيد قائلا: ” كان أبو حرب أحد فرسان الجنوب الذين صنعوا مجدًا يطاول عنان السماء من خلال خوض معارك الشرف في مختلف ساحات الوغى، فكان له من اسمه نصيب فهو أبو حرب، وحائز المجد، وهو فارس بكل ما تعنيه الكلمة لاتصافه بخصلتين عظمتين أقر الجميع بهما وهما الشجاعة والنبل، وما أحسن الشجاعة والنبل، إذا اجتمعا في شخص القائد مدنيًا كان أو عسكرياً”، ويتابع حديثه ” التعازي والكلمات والقصائد لا ترقى إلى مستوى فعل الشهادة، ولكننا لا نملك غيرها لنعبر عن عظم مصابنا بفقد الشهيد وحزننا العميق لفراقه، وفخرنا واعتزازنا يما قدم من تضحيات في سبيل عزة الجنوب ورفعته وحريته وكرامته”.

-محطات خالدة مع الشهيد

يتضمن الفصل الأول محطات خالدة في حياة الشهيد البطل يروي تفاصيلها شقيقه ورفيق دربه، الأستاذ أحمد قاسم القطيبي، تناول في المحطة الأولى: جبهة النخيلة وانضمام الشهيد لها وصمودهم حتى النصر، وكانت المحطة الثانية: مع الشهيد في جبهة الساحل الغربي مستعرضا أعماله ومواقفه وكيف كان قائدا إنسانا بكل ما تحمله الكلمة من معنى. وكانت المحطة الثالثة مع اللواء الثالث عمالقة والتحديات التي واجهها الشهيد وكيف تغلب عليها بعقلانية وحكمة. أما المحطة الرابعة استهداف الشهيد في المركز التدريبي بالعند. بينما أوضح في المحطة الخامسة تفاصيل معركة إعصار الجنوب (تحرير شبوة).

-شبوة جنوبية الهوى والهوية

ويقول الأستاذ محمد أحمد الشقي، عضو الجمعية الوطنية، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي محافظة أبين: ” لقد أبهرني ما سمعته من البطولات التي اجترحها رجال العمالقة الجنوبية، وحجم ذلك التأييد الشعبي والحاضنة الشعبية في شبوة وبيحان، ومدى ذلك الترحيب والتأييد بل والمشاركة في القتال من قبل رجال شبوة، معها أكدت شبوة أنها جزء أصيل ومتأصل من رقعة التراب الجنوبي والإنسان الجنوبي، أولا وأخيرا، وألجمت أبواق الزيف والضلال والخداع والكذب والتدليس الإخواني الحوثي بجدارة” مضيفاً : ” نعم شبوة جنوبية الهوى والهوية والتاريخ والانتماء الوطني بدليل التلاحم والترابط الوثيق بين أبناء شبوة وألوية العمالقة الجنوبية، حتى إن اسم الشهيد أبي حرب أًطلق على أكبر شوارع مدينة بيحان الشبوانية الجنوبية”.

ويضيف الشقي :” لن نطيل الحديث عن حجم قائد استثنائي بحجم أبي حرب، ونترك للتاريخ الجنوبي المعاصر، ليدون في صفحاته الناصعة البياض أروع ما سطره أبطال قواتنا الجنوبية الباسلة ومنهم شهيدنا البطل أبو حرب”.

-انتصارات خالدة صنعت فجر الحرية

العميد أوسان فضل العنشلي، قائد قوات العاصفة يتحدث عن الشهيد فيقول:” لقد كان الشهيد أبو حرب الردفاني قائدًا صلبًا وفارسًا مغوارًا مهابًا يتقدم صفوف مقاتليه في جبهات القتال للدفاع عن حياض الوطن، وكانت له بصماته واسهاماته في تشكيل قوات العمالقة الجنوبية، مضيفا:” كان الشهيد صديقًا عزيزًا وغيورًا لا يهاب الموت من أجل الجنوب”.

ويتابع العنشلي حديثه :” ان الانتصارات التي تحققت بدماء شهدائنا الطاهرة سوف تظل خالدة على مر التاريخ وتسجل بأحرف من ذهب، فقد صنعوا فجر الحرية ودافعوا عن أرض الجنوب حتى أخر يوم في حياتهم”.

  • أبا حرب لقد احتار القلم ماذا يكتب عنك؟

كلمات من نور دُونت في الكتاب بأحرف من ذهب تبرز تأييد ومؤازرة المرأة الجنوبية لأخيها الرجل في مختلف مراحل النضال والكفاح، فتقول الأستاذة ياسمين الزبيدي، نائب رئيس دائرة المرأة والطفل بالأمانة العامة للمجلس الانتقالي:

” أبا حرب، أيها الشهيد الشاب ستظل أجيال الجنوب القادمة، تتعلم من مدرستك الزاخرة أسمى الدروس وأجمل قصص الفداء، وستظل الرمز الأبدي الخالد الذي نحتذي به؛ لنصنع مستقبل ونهضة الجنوب الذي يحتوي كل أبنائه فسلامًا عليك حين ولدت وحين استشهدت وحين تبعث حيًا” .

-رحيل الأبطال المؤلم

ويتحدث صديق الشهيد، الأستاذ محمد صالح باتيس، قائلا:” استشهاد المناضل البطل مجدي أحمد الغزالي خسارة كبيرة على الجنوب، وعلى قواته المسلحة الجنوبية، حيث يعد الشهيد من أقوى القادة الجنوبيين وأشرسهم وأكثرهم وفاء وإخلاصا لقضية شعب الجنوب ولشعب الجنوب وثورته المباركة”.

الكتاب أُصدر برعاية الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي، وإشراف ومتابعة اللجنة التحضرية لمئوية الشهيد مجدي الغزالي، وقام بجمع واعداد مواد الكتاب الدكتور باسم منصور الحوشبي، ويعد توثيق لتاريخ الجنوب المعاصر والحديث.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى