طفرة عدنية .. مبادرة شبابية ومشاريع فنية ترسم عدن الحاضر بعبق الماضي الجميل

ـ طفرة عدنية للعودة بعدن إلى سابق عهدها

ـ رامي القيدعي: “طفرة عدنية” ليست قائمة على شخص أو شخصين فكل من يساهم أو يقدم أو يقوم بعمل تطوعي من أجل عدن هو “طفرة عدنية”

ـ “طفرة عدنية” مبادرة شبابية لا تحمل أي توجه ساسي أو حزبي أو مناطقي

– مازن أحمد: من عمق الألم يولد الإبداع

ـ لولي علي: شباب مبادرة طفرة عدنية أثبتوا للجميع أنه إذا ما وجدت الإرادة في العمل لا وجود لعذر الإمكانيات

ـ عمرو العطار: بداية الغيث قطرة وطبعاً هذا عينة بسيطة مما سيحدث، والقادم أجمل

 

عدن24 | خاص

“لا تثمر الأرض الا بسواعد أهلها المحبين” على هذا القانون استند أبناء عدن فقد أدركوا وأيقنوا أن مدينتهم الجميلة لن تعود كما كانت في سابق عهدها الا بأيديهم هم، فكان شعارهم “لن نجد من يرمم بيتنا غير سواعدنا واخلاصنا.. عدن نحن من نبنيك” ومن هنا جاءت فكرة مبادرة طفرة عدنية، لتعيد لمدينة عدن ذلك الجمال الذي فقدته بسبب الحروب والعنف الذي تعرضت له من قبل الكثير من الحاقدين والطامعين.

فقد مرت العاصمة عدن منذ عدة أعوام بمراحل كثيرة صعبة ومنعطفات خطيرة سلبت منها جزءا من جمالها وتألقها الذي لطالما ابهرت به العالم، وامتازت به على مدى قرون طويلة لتُعرف على مدى أجيال متعاقبة بأنها “جنة الدنيا”، الا أن الحرب الأخيرة التي شهدتها المدينة دمرت كلما استطاعت تدميره وعاثت في الأرض الفساد لتنهك ابناءها وتضعف من بأسهم وشدة قوتهم، لكن هذا لا يجدي نفعا مع شباب يؤمنون بأن الغد أفضل وبأن المستقبل ينتظرهم وبأن مدينتهم عدن تستحق منهم كل الجهد والعناء لتبقى من أجمل المدن على الاطلاق.

ومن أجل ذلك أسس مجموعة شباب من أبناء عدن مبادرة اسموها طفرة عدنية، وكانت بدايتها برحلة ترفيهية شبابية وتهدف هذه الطفرة الى أن تعود عدن كما كانت، قبل الحرب عليها من قبل المليشيا الحوثية.

وهذه الطفرة تقوم على مجموعة شباب وشابات من أبناء عدن لكلٍ مهارته وقدراته الخاصة به، يقومون بعمل مشاريع تعيد لعدن منظرها الجميل فبدؤوا بتخطيط الطرقات والشوارع الرئيسية ووضع علامات المرور، ثم انارة الطرقات والتشجير وإعادة تأهيل الجولات وغيرها من المشاريع.

أمنية شبابية

الطفرة العدنية هي أمنية كل شاب عدني أرهقته ويلات الحرب التي دمرت البنية التحتية وأثقلت كاهله سياسات التهميش .

وتأتي هذه الطفرة تزامناً مع رغبة شباب عدن وإيمانهم الراسخ في إحداث تغيير جذري في المدينة من جميع النواحي بعيداً عن المناكفات السياسية والمناطقية والانتماءات الحزبية المقيتة.

وتسعى هذه المبادرة في الأخذ بيد كل من له رغبة في بناء المدينة دون أي محسوبيات أو شروط.

رسالة جميلة

تسعى هذه المبادرة إلى الاستفادة من قدرات الشباب وأفكارهم نحو إحداث تغيير نوعي في مدينة عدن يشمل جميع المجالات ويرقى إلى مستوى التطلعات.

رؤية واعية

تعمل المبادرة على بناء مجتمع متماسك قائم على الأخلاق ومساهم في عملية التنمية؛ وعودة الازدهار الاجتماعي والعمراني لمدينة عدن.

بمعنى أن كل فرد بعدن يحمل مشروعاً يفيد ابناء عدن .. صار ممكن يتحقق بتكاثفنا.

مبادرة من أجل عدن

انطلاق مبادرة “طفرة عدنية” جاء من أجل عدن وقد قال رامي القيدعي الرئيس التنفيذي لحملة طفرة عدنية: “طفرة عدنية كانت فكرة وبدأنا بجمع شباب من الذي يحبون عدن بالفعل ويريدون أن يقدموا ويصنعوا شيئاً لعدن ولأجل عدن وأن يكون ذلك بالعمل وليس بالكلام فقط، لهذا قمنا بجمع الشباب المخلصين في عدن والذين ليس لديهم أي توجهات حزبية أو سياسية أو مناطقية أو غيرها.. وقد كان هدفنا منذ بداية الطفرة أن نبعد عن أي شيء له علاقة بالسياسة أو التحزب أو المناطقية أو أي شيء من هذا القبيل، وقلنا أي شخص يريد العمل من أجل عدن يكون معنا.

وأضاف “بعدها قمنا بتنظيم رحلة واجتمعنا قرابة 30 شخصاً من أبناء عدن وبعدها نقص العدد إلى عشرين ومن ثم الى 15 أو 10 من الشباب الذين ثابروا في البقاء معنا بالفعل، وبعدها توجهنا الى الجهات المسؤولة وغيرها وكان من بين الشخصيات التي حطت هذه الفكرة ويدعى راشد حازب وهو شخص من منظمات المجتمع المدني وهو كان همزة الوصل بيننا وبين الداعمين والداعم الرئيسي والاساسي لنا هي إدارة المحافظة ومؤسسة دعم المجتمع المدني.

مشاريع طفرة عدنية

تستهدف مبادرة “طفرة عدنية” عددا من المشاريع التي تعيد عدن لما كانت عليه قبل الحرب وكانت البداية من تخطيط الطرقات وقال رامي القيدعي الرئيس التنفيذي لحملة طفرة عدنية: بدأنا بمشروع تخطيط الشوارع وهذا المشروع لم يكتمل بعد، فقد وقفنا العمل فيه بسبب أننا نعمل الآن على الانارة من أجل أن يدخل شهر رمضان المبارك وقد أكملنا مشروع الانارة، وبعدها نستأنف العمل بتخطيط الشوارع.

وتابع “نحن الآن قائمون بالعمل في مشروع الانارة بالمديريات كامل والعمل الان في خور مكسر وكريتر بدأنا العمل فيها ومن ثم سننتقل الى المنصورة ومديريات عدن بالكامل”.

وقال “”طفرة عدنية” ليست قائمة على شخص أو شخصين فكل من يساهم أو يقدم أو يقوم بعمل تطوعي من أجل عدن هو “طفرة عدنية”، كما أنه في كل مديرية هناك شباب عملوا مجموعات لحالهم ويقوموا بالتواصل معنا ونعطيهم الدعم اذا اعطيناهم وهم يشتغلون أو يوفرون دعماً من عندهم وينسبوه لطفرة عدنية، لأنها ليست مبادرة بأسماء ولكن هي فقط فكرة حتى اذا انتهت تكون موجودة في كل المجتمع، أن كل شخص ممكن أن يعمل “طفرة عدنية” وجاءت هذه التسمية من الشيء المنبثق الذي يحدث تغييراً جذرياً نادر الوجود.

وأضاف “الان أبناء كريتر بدأوا العمل في حواريهم ومديرية الشيخ عثمان أيضا بدأوا العمل في الحواري أيضا وليس في الشوارع الرئيسية فحسب، واتت فكرة طفرة عدنية بعد اجتماع بيني وبين راشد حازب وكل منا طرح ما عنده وبعدها خرجنا بخلاصة وهي مبادرة طفرة عدنية.

وقال القيدعي: الآن لدينا مشروع الجولات وقد بدأنا العمل في جولة حجيف وجولة بدر والعمل فيها هو أن الجولة التي دمرت تماما سيتم إعادة بنائها واما التي تحتاج الى إعادة صيانة فسيتم صيانتها، فمثلا جولة البط أو المعروفة بجولة الجمهورية أو البجع سنقوم بإعادة صيانتها فهناك بجع ناقصات وسنعيد صيانة البجع وسنعيد النوافير حتى نعيد عدن لسابق عهدها كما كانت قبل الحرب وقبل 2010 وستكون أجمل بإذن الله رغم أن هدفنا أن نعيدها كما كانت بأشياء بسيطة، فعدن كانت خيرة اما الآن فنصف شوارع عدن طافية ومظلمة والجولات مكسرة، رغم أن العمل فيهم لا يحتاج الا لمبالغ رمزية، لكن الفاسدين لا هم لهم سوء السرقة، لهذا قلنا لماذا لا نأخذ هذه المبالغ التي يسرقها الفاسدون ونعمل نحن على إعادة عدن كما كانت”.

واستطرد “أيضا هناك مجموعة شباب رسامون يقوموا بالرسم في شوارع عدن وهم تابعون لطفرة عدنية ويتم إعطاء تصاريح لهم وهناك تعاون من قبل الامن حيث يرافق تلك المجموعات التي تعمل، عسكري يقوم بحمايتهم حتى لا يتعرض لهم أحد، وبهذا نبدأ نغير في المنظر بشكل عام وهذا هو هدفنا وبعدها ربما تتوسع الدائرة ويكون هناك مشاريع أخرى في تنمية عدن وإبراز مظهرها الجمالي”.

طفرة عدنية لا تتبناها أسماء

طفرة عدنية هي مبادرة شبابية لا تنتمي لاي جهات أو اشخاص ولا تقوم على شخصيات أو جهة بحد ذاتها ولكن هي مبادرة جميلة لكل أبناء عدن، وفي هذا قال رامي القيدعي: “أن هناك كثيراً من الوزراء ومسؤولين في الدولة تواصلوا معنا عشان يتبنوا الفكرة لكن جمعينا نعرف لا أحد سيتبنى شيئاً الا عشان اسمه يظهر ونحن ضد فكرة الأسماء، وطول فترة عملنا لم ننزل أي منشور نشكر فيه أحد الا منشور واحد ومع هذا لم يكن شكراً بصريح العبارة ولكن نشكر من وجه لنا بتصريحاته مثل إدارة الامن وجهت بعدم التعرض لنا وسيتم توفير طقم باي وقت نحتاج اليه والمحافظ كذلك أعطى توجيها بعدم التعرض لنا من قبل أي مأمور في المديريات كافة، وهذا الذي نحن نريده اما أن يتسلق أحد على مجهوداتنا أو يقول انا سوف اقدم لكم الدعم وأريد اسمي أن يظهر فهذا غير مقبول، وكثيرون هم الذين تواصلوا معنا بهذا الشأن من الدولة وغيرها ولكن نحن رفضنا”.

مشاريع طفرة القادمة

تحدث رامي عن المشاريع القادمة لشباب طفرة عدنية، حيث قال: “نطمح ونحلم ونتمنى أن الدعم يتوفر فمن مشاريعنا القادمة التشجير حيث نريد أن نغطي جبل شمسان بالأشجار كما كان فسابقا كان عندما ينزل مطر جبل شمسان يكتسي باللون الأخضر، وهذا بسبب ندرة الامطار ونحن نطمح أن نعمل شبكة سقاية لجبل شمسان كامل للتخضير”.

وأضاف “كما نطمح لعمل إنارات الليزر في الجبال ونطمح لتلوين البيوت والبيوت التي في الجبل نرجعها لوحة فنية كبقية دول العالم الذين يجعلون من العشوائيات منظراً طبيعياً وجميلاً، كما نطمح أن نعيد جولات عدن كاملة دون استثناء وأيضا نقوم بعمل نصب تذكاري للشهداء وكذلك انارة الشوارع الرئيسية رغم إنه عمل الدولة لكن المسؤولين من جانب الدولة متقاعسين فهناك شوارع طافية مثل الخط البحري طافي بأكمله وخط المملاح أيضا طافي وخط المعاشيق وهو خط حيوي وتمر فيه الحكومة هو الاخر طافي من بعد الحرب الى الان، والخط من فندق عدن الى مستشفى عدن ومنها الى المعاشيق طافي، لهذا نطمح أن ننيرهم ونعيد عدن كما كانت بدون أي سياسة ولا انتم تبع من؟ “نحن نقول نحن أبناء عدن” ونقول للجميع مهما كان توجهك أو حزبيتك وانت تريد أن تساعدنا اترك حزبيتك وتعال اهلا وسهلا فيك.

المشاركة النسوية والجانب الإعلامي

وبالحديث عن المشاركة النسوية قال القيدعي إن مشاركة النساء فعالة جدا وبشكل كبير، حتى أنه من ضمن لجنة القرار هناك بنات مشاركات، وهناك اعلاميات أيضا، وقال: لدينا جهة كاملة من النساء، كما أننا أنشأنا مجموعة خاصة بالفتيات والتي تحب أن تشارك بأي شيء تدخل ضمن هذه المجموعة.

وقال إن من ناحية الجانب الإعلامي هناك تقصير وهذا بسبب أن المصورين والإعلاميين يريدون مقابلاً مادياً على أي عمل سيقدمونه، ونحن كل العمل الذي نقدمه تطوعي والمصاريف التي تتوفر تذهب للمشاريع، حتى أن مصاريف المواصلات من حسابنا الخاص، لهذا الجانب الإعلامي ضعيف بالنسبة لنا، لكن نحاول نغطي فيما بينا نصور وننزل منشورات في مواقع التواصل وانشأنا صفحة بالفيس بوك ننشر فيها كل الأعمال التي نقوم بها.

وأضاف “إننا فتحنا مجالاً لكل من لديه مشروع يطرحه على لجنة المشاريع هذه اللجنة تقوم بدراسة المشاريع وإذا وافقت عليه تقوم بتحويله الى المالية وهي بدورها إذا وافقت عليه تذهب الى المحافظ وتقنعه بتنفيذ ودعم المشروع، أي أننا لا نستلم نقوداً فالأخ راشد حازب يذهب الى المحافظ ويطرح عليه المشروع وكم كلفته ومن ثم المحافظ يوجه المالية وهي تقوم بتوجيه الدعم للمالية التابعة لمبادرة طفرة عدنية، مع العلم أن كل مشاريعنا كلفتها المالية ليست كبيرة أي انها مبالغ رمزية.

وتابع “بعد ذلك نقوم بشراء الأدوات والمعدات التي نحتاجها في تنفيذ المشروع وثم العمل فيه، وعند الانتهاء من تنفيذ المشروع نضع اسم صاحب المشروع مع اسم طفرة عدنية أي ان هذا المشروع قامت به طفرة عدنية وصاحب المشروع هو “فلان”  من اجل اسم صاحب المشروع يخلد في المنطقة ويبقى الاسم محفوراً داخل الحجر الأساس.

تفاعلات الرأي العام

حظيت “طفرة عدنية” بتفاعل العامة على مواقع التواصل الاجتماعي وذلك اكسبها شعبية واسعة وساعد في تعريفها واظهارها للمجتمع بالداخل والخارج، لهذا رصدنا لكم من على منصات مواقع التواصل الاجتماعي بعض الآراء والتعليقات على مبادرة “طفرة عدنية”، والبداية من لولى علي حيث قالت: للشباب بصمة، شباب مبادرة طفرة عدنية أثبتوا للجميع انه إذا ما وجدت الإرادة في العمل لا وجود لعذر الإمكانيات، بأدوات بسيطة كانت لهم بصمة في ظل الحديث المستهلك عن عدم توفر الدعم للنهوض بعدن من ركام الحرب.

من جانبه قال آيس اليافعي: فكرة ومشروع “طفرة عدنية” مجموعة أفكار لشباب وبنات عدن، مع تضافر الجهود الشبابية لصنع الابداع سنجد مظاهر جميلة تليق بالمدينة التي انهكتها المشاكل والأزمات عدن التي يتمنى الجميع ان يراها بأبهى حلة.

فيما قال خالد محمد: والله أنى حين امشي بالمعلا في الشارع الرئيسي اشعر وكأنني امشي بـ (نيويورك)، شكراً للذين يحاولون أن يزينوا عدن ويطوروها.

من جهته قال صلاح بن شعفل: ما شاء الله بصراحة روعة، ربي يحفظكم هذه الاعمال لا بد من تشجيعها والاستمرار بها لابد يكون عمل منظم ممكن تأسسوا صندوق ويتم جمع مبلغ رمزي من اصحاب المحلات والباصات لصالح هذا النشاط.

كما قال عمرو العطار: بداية الغيث قطرة وطبعاً هذه عينة بسيطة مما سيحدث بإذن المولى عز وجل نعم هنا شباب عدن، والقادم أجمل.

اما نورهان فقد قالت: أهل عدن ناس تحب مدينتها وخاصة الشباب ينقصهم دعم مادي ومعنوي وراح ترجع عدن جنة بسواعدهم الطيبة عدن محتاجة الف طفرة عشان تنهض وتستعيد جمالها.

شكراً “طفرة عدنية” من القلب.

وعلق آخر: شباب طفرة عدنية عملوا مجهود جبار في شوارع عدن شكراً طفرة، وهذا دليل قاطع وملموس أن الشباب والجيل الصاعد أولى بقيادة هذا البلد.

وقال أحدهم: “اخبرناكم بأن لن تتزين الارض الا بأهلها، من مد يده لنا بالعطاء وبادر بالعمل مددنا له ايادينا بالدعم واحتضان المحب للأرض، فكرة قد يراها البعض بسيطة ولكننا نراها عظيمة، انارة تفرح من يزور اسواق كريتر، وتفوح منها رائحة استقبال الشهر الكريم، كانت فكرة شبابية وتحولت الى “طفرة عدنية”.

وقال علاء ناجداه: الله يقويكم ياشباب اعدتم لعدن ابتسامتها فخورون بكم ونشد على اياديكم انتم من تعيدون رونق عدن البسام.

والختام مع مازن احمد حيث قال: الله يوفقكم ويسدد خطاكم ،، من عمق الألم يولد الابداع ،، انتم فعلاً شباب راقٍ وواعٍ نشجعكم ونشد على اياديكم “طفرة عدنية من عمق الألم يولد الابداع”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى