#تقرير_خاص | إخوان اليمن تاريخ أسود بالغدر والخيانة والمؤامرات

عدن24| خاص

مما لاشك فيه أن التساؤلات حول عدم ايقاف الحرب في اليمن ومن المسؤول عن استمرارها والمستفيد منها ويجني ثمارها ومن المتعنت في رفضه للحلول التي ترمي الى السلام؟ ..كل هذه تساؤلات مشروعة وتتردد على مسامعنا في الشارع اليمني بوجه عام وفي الشارع الجنوبي بوجه خاص الذين يتطلعون الى استعادة دولتهم الجنوبية المختطفة تحت ستار الوحدة المشؤومة التي أكلت الأخضر واليابس واستنزفت مقدرات شعب الجنوب .

وعلى كل حال هذه التساؤلات قد تبدو اجاباتها معروفة لدى الكثيرين لكن هناك خفايا عدة يريد الشارع الجنوبي اليوم معرفة وادراك كنهها ويطالب بحسم المعركة ليتسنى له الحصول على استحقاقاته السياسية المتمثلة باستعادة حقه في الدولة الجنوبية واسترداد مقدراته وثرواته التي نهبتها الفئات الضالة باسم الوحدة ومازالت تستمرئ هذا النهب وبشكل منظم ، لكن الجميع يعلم علم اليقين أن الحوثيين الذراع الإيرانية في اليمن والإخوانجيين أداة قطر هما المستفيدان بالدرجة الأساسية .

فالمتتبع لحقائق الأمور التي تطفو على سطح أحداث الحرب في اليمن وبتمعن المدرك سيتضح له الأمر جليا أن الهدف الحقيقي والرئيسي من استمرارها هو استهداف الجنوب لكن تجار الحروب وعلى رأسهم محور الشر الذي يتقدمه ايران وقطر يريدون الإجهاز على كل مقومات استعادة دولة الجنوب ثم النهوض بها كدولة مستقلة لكنه في هذه الجزئية أثبت شعب الجنوب قدرته في احباط كل محاولات الاجهاز على مقومات الدولة الجنوبية المرتقبة فالمجلس الانتقالي الممثل الشرعي الذي فوضه شعب الجنوب كحامل أساسي لقضيته أجهض تللك المحاولات من خلال نشاطه الديبلوماسي المكثف مع مختلف الدول الأجنبية ونقل صوت الجنوب اليها والتي تفهمت وبجلاء لمظلومية الشعب في الجنوب .

ولذلك ستفضي جهود الشعب بقيادة الانتقالي ورئيسه القائد عيدروس الزبيدي الى تحقيق تطلعاته الحقيقية أما الحوثيون والإخوان الذين جعلوا من هذه الحرب مغنما لهم فلن يكون مصيرهم الا خارج التاريخ فقد أساءوا الى أنفسهم ولاننسى أن نذكر بأنهما أيضا عملاء لتنظيم الحمدين الإرهابي”.

وفي مقارنة تقريبية بين كل من الحوثيين والإخوانجيين نعود لنتابع ما سجله تاريخهم الأسود من حقائق تقشعر لها الأبدان ،فالميليشيات الحوثية دأبت منذ انقلابها على الشرعية في 2014م، وسيطرتها على مؤسسات الدولة، وإحلال عناصرها في مفاصلها، على تسخير جهودها للاستئثار بجميع الموارد المالية لصالحها ولقادتها، وحرمان مئات الآلاف من الموظفين من رواتبهم ومستحقاتهم، على الرغم من إمكانية صرفها من المبالغ الضخمة التي تدرها المؤسسات الإيرادية التي وضعت لجماعة يدها عليها أبرزها ميناء الحديدة.

ومما لا شك فيه أن الاقتصاد اليمني يمر بالفعل بحالة من الانهيار غير المسبوق، كما أن النمو المحلي في تراجع خطير، فضلاً عن تدهور العملة المحلية أمام العملات الأجنبية منذ انقلاب ميليشيات جماعة الحوثي في 21 سبتمبر 2014.

أما الإخوانجيون حقائق تاريخهم الأسود تتعدد وتتنوع ولعل من أبرزها شهوتهم للاستمرار في نهب ثروات الجنوب ولقد لمسنا وتلمسنا عن قرب استنكار الأوسط السياسية لتسخير الثروات النفطية في الجنوب وتوزيع عائداته عن طريق” علي محسن الأحمر” وأحمد العيسي ، بين عدد من قيادات حزب الإصلاح، الذي لم يكتف بالاستحواذ على عائدات النفط في مأرب، ليضيف لهم ثروات النفط في الجنوب.

وتذهب الثروة النفطية في قطاعات العقلة وعياذ وجنة” التي تنتج ضعف ما تنتجه قطاعات 5و4وs1وs2 من الغاز إلى خزائن علي محسن الأحمر” وقيادات حزب الإصلاح في مأرب، بينما قطاعات 5و4وs1وs2 في محافظة شبوة، تذهب الى جيوب الفاسدين من الحكومة اليمنية.

نلاحظ على الجانب الآخر ذلك التشابه الذي شكل سببا رئيسيا لاتفاقهم على استمرار هذه الحرب وجني ثمارها بل ويعدون من أهم رموز تجار الحرب .

فيما يستأثر الحوثيون بالموارد ويتحكمون بها ويعيدون توجيهها ليس لصالح مجهودهم الحربي العبثي ولتكريس نفوذهم السياسي والاقتصادي، فهم يشنون وبضراوة حربا بالوكالة لتعزز وتوسيع مطامع ايران طهران وتنفيذ مخططاتها لزعزعة استقرار المنطقة ونشر الفوضى.

انهم يدمرون اليمن كوكيل عن طهران ولمصلحة إيران ،ويسيرون على طريق الحرس الإيراني.

وكانت دراسة اقتصادية سابقة قد كشفت أن ميليشيات الحوثي الانقلابية، وفي مشروعها لتدمير الاقتصاد اليمني، انتهجت خطة تشبه في كثير من تفصيلاتها منهج الحرس الثوري في إدارته للمؤسسات الموازية في إيران.

أما الإخوانجيون فلا مناص من تشبثهم بالمشاريع والسياسات القطرية وأهدافها المقيتة وعلى وجه الخصوص الورقة الإرهابية التي يستخدمونها لزعزعة أمن واستقرار الجنوب ،فلا يختلف الموقف الإخواني والقطري من الحرب في اليمن عن أي موقفٍ من مواقفهما الأخرى المزدوجة، فاستمرار الحرب يخدم توجه وسياسة قطر كما هو الأمر بالنسبة للحوثيين والإيرانيين .

عودة إلى ذي بدء فيما يتصل ببدايات هذه الحرب وبالتحديد مع انطلاق عاصفة الحزم في مواجهة الحوثيين بنت قطر استغلالها للعاصفة واستخدامها لكسر طوق العزل السياسي الذي ضُرب على جماعة الإخوان قبيل انطلاق عاصفة الحزم،وكانت ملامح العهد الجديد في المملكة العربية السعودية في طور التشكل -بالنسبة لكثيرين– آنذاك، ولا يخفى على أحد كم كانت الأشواق الإخوانية كبيرة، وأحلامهم أن يستعيدوا مكانتهم في صياغة العقل الجمعي والتأثير على صنّاع القرار.

في بداية الحرب، أفرد عزمي بشارة صفحات كبيرة في إمبراطوريته الإعلامية للحديث عن الطائفية السياسية الجديدة في اليمن، وعن التسوية أو الحرب الأهلية، وخيارات الحرب على الحوثي. كتب في ذم تمرد الحوثيين بعد أن دكّ أفكار أنهم “لم يتبق لهم سوى القوة العارية في مواجهة الشرعية” (١٥، مارس/ آذار ٢٠١٥، العربي).

ولقد لوحظ منذ الوهلة الأولى كيف أن الإخوان حافظوا في خطابهم السياسي على الدعم للتحالف، ولكن عملوا في وقتٍ مبكر للتنظير لإحداث شرخٍ داخله، لكنه سرعان ما انكشف الأمر للرأي العام بأن خطاب قطر وتحالفها كان مزيفا وأدركت السعودية والامارات منذ الوهلة الأولى اللعبة القطرية المقيتة المشينة .

الإعلام الإخواني الحقيقي عمل منذ وقت مبكر وحضر لخطة إطالة أمد الحرب، بالحفاظ على مكتسبات الحوثي، عبر الترويج لسلسلة من الإشاعات المتوازية، وراء كل إشاعة يوجد هدف واضح ينتهي لصالح الحوثي.

كان التناقض المكشوف بعد طرد قطر من التحالف العربي، محرجًا للإخوان ولكنهم ما عاد لهم أيّ وجه للخجل في ظل مراهنتهم على الذاكرة الضعيفة للشعوب، فتحوّلت توكل كرمان ومعها لفيف من اليمنيين من موقع تأييد التحالف والدفاع المستميت عنه، إلى موقع إدانته التامة وتسميته بألفاظ الاحتلال.

فالكاتب الإخواني وأحد السنة قطر الإرهابية عزمي بشارة الذي كان ينظر لحرب اليمن، يعد من صناع الرأي في قطر، تحول وغيره من أدوات نظام الحمدين الإرهابي بدون مقدمات إلى إدانة ما يجري في اليمن وقامت مقالاتهم بتحويل كل الحروف من الشمال إلى الجنوب، دون أن يشعر أيٌّ منهم بكم التناقض الذي يقعون فيه.

الهدف الظاهري من الإشاعات هو تقويض ثقة الشعوب في وحدة التحالف العربي لدعم الشرعية، أما الهدف الأكثر تحديدًا هو تقديم خدمة للحوثي، وحماية أهم موارده تحت أسماء عامة، وهنا تأتي مسألة الحديدة فكيف حاول التحالف القطري الحوثي حمايتها عبر الإشاعات؟

ضخت قطر مئات المقالات في الصحافة الدولية لتشويه التحالف ، لكن اشاعاتها سرعان ماتموت، وحين التركيز فيها يتضح أنها إنما بعثت لتخدم فكرة بعينها.

لقد كانت الحملة بالحديث عن الموانئ كلها تمثيلية ساذجة غرضها حماية ميناء الحديدة الذي يغذي الحوثي بالأسلحة أولاً، ثم يستخدمه بشكل أساسي لإخضاع ضحايا من الشعب اليمني عبر ثنائية مجحفة شعارها “الولاء مقابل الغذاء”.

مع تقدم قوات المقاومة وخاصة المقاومة الجنوبية ( العمالقة ) نحو الحديدة، ارتفعت الوتيرة العدائية لإعلام قطر والإخوان معًا ضد التحالف العربي، وبدأ التحرك الدولي تحت شعارات لطيفة مثل “حقوق الإنسان” و”الشريان الغذائي” والشعب اليمني الجائع ومعاناة المدنيين، وغيرها. وتركزت هذه التبريرات على الحديدة فقط، في الوقت الذي لا زال إلى وقتٍ قريب يرى من بقي متكلماً من الإخوان أن الهجوم على تعز أهم، ولا يغيب عن أحد سر إفراد الحديدة بالقلق الإخواني القطري دون سواها.

ان المتتبع لشريط حقائق الاحداث مع الامعان في مطامع محور الشر الذي تتقدمه ايران وقطر والتماهي فيما بينهما سيعرف الأسباب الحقيقية وراء سقوط مناطق بايدي الحوثيين وكيف تم صرف النظر عن الحديدة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى