رفقًا بنا سيادة الرئيس!

كتب / صالح الدويل باراس :

رحم الله الشهيد علي ناصر هادي كان بطلًا من أبطال جادوا بأنفسهم دفاعًا عن الجنوب “والجود بالنفس أقصى غاية الجود”.

ومع الذكرى السابعة لاستشهاده كتبَتْ أقلامٌ لا يهم بعضها الشهيد بقدر ما يهمها نقد طرف جنوبي يعلمون أن لا مسؤولية له، لكن على طريقة الجاهليين يكوون الجمل السليم غير المحبوب ظنًا منهم أن يُشفَى الجمل الأجرب المحبوب! “كذي العر يُكوَى غيره وهو راتع”

الرئيس علي ناصر محمد كتب مطولة عن مناقب الشهيد “علي ناصر هادي”، لم يكن الشهيد حاضرًا بقدر حضور الرئيس وتوجيهاته ونصائحه.. إلخ، وهذا أسلوبه في الكتابة لا شأن لنا به، فمن حقه أن يشيد بنفسه مع ذكر مناقب الرجل، لكن ليس من حقه أن “يكلفت وعينا”.

مَن خذل الشهيد علي ناصر هادي هي الشرعية التي هربت ثم عينته وهو شبه أعزل، وتركت بطولته تواجه الاجتياح فكان بين خيارين إما الموت أو مذلة الهروب – مثلما هربوا – فاختار الأولى.

الشرعية التي لم تحس بأدنى مسؤولية تجاهه حيًا ولا تجاه ديون استدانها في المعركة، وقدم إلى ربه وهو مثقل بها، وأنا لا أتهم الرئيس عبدربه منصور، فالرجل كما يشهد له كثيرون أنه نزيه، لكنه عزل نفسه بِبَطَانَةٍ همها مصالحها، فلم تخلص له النصيحة، فصار حاله كحال ذلك القاضي الذي يقول للمتخاصمين: “أنا لا أقبل الرشوة لكن ابني معه دكان في المكان الفلاني في السوق”.. وافهم يا فهيم!

لم يتركوا الشهيد “علي ناصر هادي” أعزلًا بل تركوا الجنوب أعزلًا من السلاح ومن القادة العسكريين إلا قلة انتخت رجولتهم وشهامتهم مثل شهيدنا، أما ضمير المقاومة فقد جسّده الشهيد “علي الصمدي” وعشرات مثله ما كانوا يطمعون في وظيفة وليسوا جزءا منها ومن نِفاقها بل كانت الرجولة والبطولة عنوانهم، ولذا فإن غمز سيادة الرئيس عن المساعدات واستيلاء قيادات أنتجتها المعركة وأنهم استأثروا بالدعم – رغم شحته – لم يكن غمزا لوجه الله أو شهادة صادقة للتاريخ فأولئك الرجال على الأقل قاتلوا وثبتوا في الجنوب بينما سيادته في مقابلة له مع صحيفة “الزمان” الجزائرية مع بدء الاجتياح الحوثي قال بالحرف الواحد “بإمكانية بناء مشروع وطني مع الحوثي”، أيُّ مشروع وطني مع حق إلهي وجيوشه متحفزة لاجتياح الجنوب بل ما زالت إلى الآن؟!

لا ندري! لكنه أول خذلان للشهيد؛ بل خذله – أيضا – بعد استشهاده حين صرح لـ”عدن الغد” بعد انكسار الحوثي في عدن بأنه كان يقاتل الدواعش فيها!

فلا ندري ما هي صفة الشهيد “علي ناصر هادي” حين كان يهاتفه الرئيس “ناصر”، هل كان مدافعًا وطنيًا كما وصفه في مقاله أم كان داعشيا كما وصف اجتياح الحوثي وأنه جاء يقاتل الدواعش في عدن؟!

الشهيد علي ناصر استُشهد مديونًا ومعه الكثير استشهدوا مديونين ولم تلتفت الشرعية لهم، لكن طالما والشهيد أوصى الرئيس “ناصر” كما أورد في مقاله: “إذا حدث لي شيء واستشهدت أمانتك طارق وإخوانه” فواجب الرئيس “ناصر” أن يبر بوصيته ببراءة ذمته من الديون وترميم منزل أسرته الذي ردد البعض أنه متهالك.

لم يخلُ مقاله من الإشارة للحوار وأنه معه من اليوم الأول، والحوار قيمة حضارية إنسانية… ولكن كيف يا سيادة الرئيس؟!

 لقد صمم اليمنيون حوارًا بموصفات الحوثي وأشركوه وهو مليشيا ببندقيته وليس كيانًا سياسيًا برأيه، فانقلب! واسترضوه بوثيقة “السلم والشراكة” وانقلب على الرئيس وسجنه وحارب وما زال يحارب!

فأي حوار معه بعد هذه التنازلات وما زال مصرًا أن أي أرض لا تخضع له هي محتلة! فإذا لم يقترن أي حوار بكسر صولة بغيه فهو على طريقة “أشوف له وين بايوديه عقله”.

لا ندري هل يظن سيادته أن ذاكرة الناس ذاكرة سمكة تنسى بسرعة أم أن الرجل أصابه ما يعرض لبعض الناس في آخر العمر ولم يعد يميز بين الحالات المتقلبة.

يا سيادة الرئيس، جاه الله عليك لا “تكلفتنا” فجنوب اليوم ليس جنوب ما قبل 1986م.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى