الأطفال فريسة للخلافات الزوجية

كتب_ فاطمة المزروعي

الحياة الزوجية تعتبر واحدة من أهم البيئات التي قد تقع فيها الخلافات بين الزوجين، وهناك الكثير من الأسباب التي تسبب تلك الخلافات، وتجعلها تتصاعد، منها الضغوط المالية والاجتماعية، وكيفية تربية الأطفال، وأخطائهم التي ستقع.. ويتحمل الزوج أو الزوجة اللوم من الطرف الآخر، بأنه قد أخفق في التربية والمتابعة، وغيرها من الخلافات التي ستقع.

لذا، فإن الخلافات واقع لا مناص منه، ولكن هذا الصراع الأسري، له تأثير كبير في الأطفال داخل الأسرة الصغيرة، فهناك طرف يؤثر في الآخر، فإذا تخلى الأب عن مسؤولياته، سوف يؤثر ذلك في الأسرة، والعكس، إذا تخلت الأم عن مسؤولياتها، ويصبح الطفل فريسة لخلافات بالغة الأثر على تكوينهم الجسدي والعقلي، وتحصيلهم الدراسي.. المفترض على كل أب وأم، عند وقوع أي خلاف أو مشكلة، تجنيب أطفالهم شظايا هذا الخلاف، بل حمايتهم من تبعاته المؤلمة.

هناك دراسات أثبتت أن الخلافات بين الوالدين، لها تأثيرات متفاوتة في نمو الأبناء، فالعلاقات القائمة على المشاكل، يكون فيها الأطفال أكثر عرضة للتوتر، وأقل قدرة على التعامل مع مشاعرهم، فالمناخ العدائي بين الزوجين، أو فقدان الانسجام الأسري والخلافات الزوجية، لها تأثير سلبي في تربية الأطفال، ويُظهر الجوانب السلبية في الطفل، فيرى العالم من زاوية عدائية، أو على الأقل مريبة.

فالعلاقة الزوجية المتوترة القائمة على التنافر والجو المشحون، سوف تؤثر في سلوكيات الطفل، وسوف يكون تأثيرها أعظم وأكبر من أي جانب آخر، ومن الطبيعي عند نشوب خلافات زوجية بين الأب والأم، أن يكون تأثيرها كبيراً، فالطفل لا ينسى، وتظل تلك الخلافات عالقة في ذهنه، وقد تؤثر في نموه، لذا، يفضل أن يتم فض الخلافات والمشكلات بعيداً عن أنظار الأطفال، الغرف الموصدة، هي أفضل خيار لاستنزاف التوتر والمشاكل، ولنترك الصورة أمام أطفالنا نقية، حتى يكبروا في جو من الاستقرار النفسي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى