صحيفة سعودية: التحولات السياسية في العاصمة عدن تمنح سكان صنعاء بارقة أمل للخلاص من مليشيا الحوثي

عدن24| الشرق الأوسط

على وقع الحراك السياسي اليمني الذي شهدته مدينة العاصمة عدن بعد عودة مجلس القيادة الرئاسي والحكومة والنواب وقادة الدولة، يرى الشارع الشعبي، وحتى النخبوي، في  صنعاء، في ذلك بارقة أمل للانعتاق من رقبة الانقلاب الحوثي، وتوقف الحرب، واستعادة المدينة المختطفة.

في هذا السياق، استطلعت «الشرق الأوسط» آراء عينة من السكان في صنعاء يتحدر بعضهم من محافظات يمنية عدة، إذ أكد الغالبية أنهم يشعرون بالتفاؤل مع هذه التحولات السياسية التي أعقبت المشاورات اليمنية – اليمنية المنعقدة في الرياض.

ويرى السكان في صنعاء أن ما تحقق أخيراً في عدن على الصعيد السياسي اليمني من شأنه أن يشكل خطوة مهمة لتحريك المياه الراكدة، وتوحيد كافة الجهود صوب إيقاف الانقلاب والحرب، ورفع المعاناة، وإحلال سلام شامل يعم كل أرجاء اليمن.

في السياق نفسه، عبّر سياسيون ومثقفون وناشطون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» عن تطلعهم بأن تباشر الحكومة اليمنية الجديدة من العاصمة عدن أولى مهامها الوطنية المتعلقة بتحقيق السلام وإنهاء الحرب والإصلاحات الاقتصادية على خطى استكمال تنفيذ بنود اتفاق الهدنة، خصوصاً فيما يتعلق بفتح الطرقات بين المدن، وإنهاء معاناة اليمنيين عند التنقل أو السفر إلى الخارج، ومعالجة انقسام العملة، وتوحيد البنك المركزي، واستمرار تدفق المشتقات عبر الموانئ، ووضع حد لأزمات المحروقات والغاز المنزلي المتكررة.

من جهته، عبّر قيادي في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» الخاضع للحوثيين في صنعاء عن مباركته لذلك النجاح السياسي الذي حققته مختلف القوى اليمنية السياسية في مدينة عدن، وقال إنه يأمل أن تتحسن الأمور بعد عودة كافة أجهزة الدولة الرئاسية والتنفيذية والتشريعية إلى عدن، وأداء المجلس الرئاسي للقسم الدستوري وصولاً إلى استعادة صنعاء نفسها.

وأشار القيادي «المؤتمري»، الذي فضل حجب اسمه، في تعليقه لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن السنوات الماضية وما خلفته «من مآسٍ وموجات فقر وجوع وحرمان كانت بالنسبة لملايين اليمنيين بكافة المدن تحت سيطرة الحوثيين بمثابة الكابوس المرعب»، وفق تعبيره.

وقال إنه يأمل «ألا تصطدم مساعي السلام بتعنت الميليشيات الحوثية التي اعتادت دائماً على رفض أي حلول أو مبادرات قد تمهد لإخماد الحرب واستعادة الدولة ورفع معاناة اليمنيين».

في السياق نفسه، سارعت الميليشيات الحوثية إلى محاولة جس نبض الشارع في صنعاء من التحولات الجديدة في عدن مع صعود مجلس القيادة الرئاسي، من خلال وسائل إعلامها، حيث فاجأتها حالة الاستبشار عند قطاع عريض من السكان، وهو ما جعلها تختار عناصر موالين لها لمهاجمة قادة الدولة في عدن.

ولا يخفي «عصام.ن»، وهو موظف حكومي بصنعاء، سعادته بوصول السلطة اليمنية بمختلف تكويناتها إلى العاصمة المؤقتة عدن، وأداء المجلس الرئاسي لليمين الدستورية، ويقول لـ«الشرق الأوسط»، «آمل أن ينعكس ذلك الإنجاز بالدرجة الأساسية على أوضاعنا المعيشية، والشروع في صرف المرتبات، كونها شريان حياة بالنسبة لكافة الموظفين وأسرهم».

ويشير إلى أن حاله لا يختلف كثيراً عن حال الموظفين الذين استقبل الكثير منهم نبأ الإنجاز الذي تحقق في عدن بتفاؤل على أمل أن يكون فاتحة خير تنقذهم من الوضع البائس الذي يعيشونه على مدى ثماني سنوات ماضية في ظل انقلاب الميليشيات الحوثية.

كان رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي اليمني أدوا (الثلاثاء) أمام البرلمان في العاصمة عدن اليمين الدستورية؛ وفي أول اجتماع للمجلس مع الحكومة والمحافظين وقبل وصوله إلى عدن لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية، تعهد بالتزام «المسؤولية الجماعية» في قراراته، وحدد الاتجاهات العامة لخطة عمله للفترة المقبلة، وآليات ترجمة المسؤوليات المنوط به أداؤها وفق قرار التشكيل إلى خطط عملية تنفيذية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى