السودان: انفراج وشيك لأزمة “الانتقالي” و”التغيير”

عدن24 ـ متابعات

بدأت الأوضاع في السودان تتجه نحو انفراج وشيك بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير التي قادت الحراك خلال الأشهر الأربعة الماضية، وبحسب مصادر متطابقة في المجلس العسكري وتجمع المهنيين فإن اتصالات غير مباشرة أوشكت على أن يصل الطرفان إلى نقاط التقاء تمكن من السير بالعملية السياسية قدماً. ودعا المجلس قادة الاحتجاجات إلى اجتماع بالقصر الجمهوري، مؤكداً انفتاحه للحوار وتسليم السلطة للشباب، فيما تستمر التظاهرات المطالبة بتسليم السلطة لإدارة مدنية.

وفيما قالت مصادر صحافية، إن المجلس العسكري يتجه إلى إقالة ثلاثة من أعضائه ينتمون إلى قوى الإسلام السياسي في أعقاب تصاعد الحراك في الشارع ضدهم، ومطالبة المجلس بتنقية صفوفه من المتورّطين في سفك دم الشعب السوداني، فإن الاتجاه العام داخل قيادة القوات المسلّحة هو التخلص من عبء الثلاثي «الإسلاموي» الذي يسعى لتوتير العلاقة بين الشارع والمجلس.

وخلال زيارة لنائب رئيس المجلس العسكري وثاني الرجل الأقوى الآن في السودان قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو إلى قيادة سلاح المدرعات، جدد دقلو التزام قواته بحماية الشارع، وشدد على إنه لن يسمح بأن يضرب الشعب السوداني بالعصا.

عصيان غير معلن

وكان المجلس عقد، أمس، اجتماعاً مطولاً ناقش خلاله تطورات الأوضاع، في أعقاب بروز ملامح عصيان مدني شامل غير معلن وتلويحات قوى الحرية والتغيير بإعلان الإضراب الشامل. وفيما راجت أنباء عن عزم ضباط الشرطة على تسيير موكب انحيازاً للشارع السوداني المطالب بتصفية دولة الإخوان يتم الترتيب له في سرية كاملة، أعلنت مجموعة من القضاة عزمها تسيير موكب كبير وصولاً إلى ميدان الاعتصام في محيط القيادة العامة.

وقال عضو وفد تجمع المهنيين المفاوض د. أحمد الربيع، إن استئناف التفاوض مع المجلس العسكري رهين بإقالة الإسلامويين الثلاثة من المجلس العسكري والاعتراف بقوى إعلان الحرية والتغيير كممثل للجماهير المحتشدة أمام القيادة.

مساعٍ جديّة

وأضاف الربيع لـ«البيان»، إن هناك مساعي جدية تقوم بها بعض الأطراف لتقريب وجهات النظر بين المجلس وقوى الحرية والتغيير، ملمحاً إلى أنها تسير بشكل جيد، غير أنه رفض الإفصاح عن تفاصيل ما يجري، مشيراً إلى أنه لم يُعلن رسمياً من المجلس، ما يدفع قوى إعلان الحرية والتغيير إلى تعديل مواقفها المعلنة، ومؤكداً أنه بمجرد أن يعلن المجلس إقالة الثلاثي الإسلاموي ويقر بممثلي الشعب الحقيقيين، فإن التفاوض سيتم استئنافه وسينظر التجمع وحلفاؤه في كيفية رفع الاعتصام وتطبيع الحياة في الشارع السوداني، مشدّداً على أنه ما لم تكون هناك خطوات جدية في هذا الاتجاه سيكون هناك تصعيد تدريجي، لافتاً إلى أن الجميع الآن ينظر إلى مجريات الأحداث، وأن الاعتصام منذ أن أعلنت قوى الحرية والتغيير تعليق التفاوض باتت الأعداد تتزايد بشكل يومي، وتدخل فئات جديدة إلى ساحة الاعتصام، لافتاً إلى قطار عطبرة الذي وصل أول من أمس إلى جانب المسيرة الضخمة التي وصلت، أمس، من مدينة ود مدينة، وذلك إلى جانب المواكب الراجلة التي تجوب مدن العاصمة الثلاث على مدار الساعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى