لقاء قبلي ومجتمعي في منطقة بئر أحمد يدعو لمحاربة الظواهر السلبية والدخيلة

تداعى عدد كبير من المشائخ والأعيان والشخصيات الاجتماعية والاعتبارية وجموع غفيرة من المواطنين من أبناء منطقة بئر أحمد بالعاصمة عدن للمشاركة في اللقاء المجتمعي الذي دعا اليه شيخ مشائخ المنطقة الشيخ مهدي العقربي للوقوف أمام القضايا والمشاكل التي تعاني منها المنطقة .

وفي اللقاء الذي بُدء بتلاوة آيات من الذكر الحكيم وحضره مدير مكتب الأوقاف وللإرشاد بمديرية البريقة صائل صالح محمد الرصاص والشيخ القبلي والشخصية الاجتماعية علي محمد ، ألقى الشيخ مهدي العقربي كلمة رحب في مستهلها بجميع الحاضرين الذين توافدوا من مختلف نواحي وقرى منطقة بئر أحمد تلبية للدعوة التي وجهها اليهم .

وقال الشيخ العقربي في كلمته : ” لقد حتّم عليّ واجبي ومسؤولياتي دعوتكم إلى هذا اللقاء الموسع في ضل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد والتي أفرزت معها ظروف صعبة وأحوال متردية وذلك لمناقشة القضايا التي تهمنا جميعا في هذه المنطقة والتي تأتي في مقدمتها عدة قضايا وظواهر خطيرة ينبغي الوقوف أمامها بحزم ومسؤولية ” .

ومن أهم القضايا التي طرحها الشيخ مهدي العقربي في كلمته ” انتشار أعمال السرقة من قبل أطفال قصّر ، وتعاطي المشروبات الكحولية والحشيش والحبوب المخدرة وبيعها نهارا جهارا والاعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة وانتشار البطالة بين الشباب الأمر الذي تسبب بجّر الكثير منهم لارتكاب العديد من الجرائم بالإضافة إلى المعاناة التي ترزح تحت وطأتها الكثير من الأسر بسبب تردي الأوضاع المعيشية .

وأرجع الشيخ العقربي الأسباب التي أدت إلى انتشار هذه الظواهر إلى عدم التكاتف المجتمعي والفساد العام الذي أدى إلى انخفاض سعر العملة المحلية إلى أدنى حد نتج عنه ارتفاع جنوني في أسعار الغذاء والدواء وعدم استلام آلاف المواطنين لرواتبهم الشهرية بانتظام أو توقفها .

وحذر الشيخ مهدي العقربي من النتائج والعواقب السلبية لتلك الظواهر في حال صمت الجميع ولم يتعاونوا في محاربتها ووضع الحلول والمعالجات السريعة لها خاصة والبلد تمر في حرب دخلت عامها السابع ولن يأتي أحد ليحلها سوى أبناء المنطقة .

وعبر الشيخ العقربي عن استياءه الشديد مما يعانيه أبناء المنطقة جراء انتشار الظواهر السلبية وأن ما زاد من حسرته واستياءه هو ما وصل إلى مسامعه عن قيام أطفال بممارسة السرقة وتخريب المنافع العامة مثل مصابيح الإضاءة الموجودة في الشوارع والتي قام باستبدالها عقب معرفته بذلك .
وانتقد الشيخ العقربي بعض المواقف السلبية من البعض من اهالي المنطقة لسكوتهم وصمتهم عن هذه الطواهر رغم إدراك البعض ومعرفتهم بمن يمارسون اعمال السرقة والتخريب ، موجها انتقادا لاذعا لأولياء الأمور الذين يغضون الطرف عن أبناءهم وعدم متابعتهم ومراقبة ما يقومون به وتأديبهم وزجرهم .
وطرح الشيخ مهدي العقربي في سياق كلمته بعضا من المقترحات الهادفة لمواجهة الظواهر السلبية ومحاربتها والقضاء عليها أو الحد منها على أقل تقدير ومنها ما يلي :

  • التحلي بروح المسؤولية ومبدأ التعاون ونشره وغرسه في نفوس الأبناء وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ومحاسبتهم عن أخطاءهم والترفع عن المكابرة في التحيّز إلى الأبناء عند ارتكابهم أي خطأ أو مخالفة .
  • يتوجب على الجميع أن يحب لغيره ما يحبه لنفسه وتقبل بعضنا البعض في النقد وعدم السكوت عن الخطأ وأن لزم الأمر تبليع السلطات العامة .
  • تقييم سلوك الأبناء ونصحهم وتبصيرهم بمضار وعواقب حمل الأسلحة وتعاطي الحبوب المخدرة ومتابعتهم باستمرار وكذلك غرس الوعي في عقولهم للحفاظ على الممتلكات والمصالح العامة والخاصة وعدم تخريب منافع المسلمين .
    وتطرق الشيخ مهدي العقربي في كلمته إلى الأوضاع الاقتصادية في المنطقة التي قال بأنها كانت ومن قديم الزمان تعتمد على أهم نشاطين وهما الزراعة والصيد ، مشيرا إلى حال المرأة في المنطقة والذي وصفه بالأسوأ حال من الرجل لكون الكثير من الأسر اصبحت تنفق عليها النساء الماجدات وبمهن شريفة لجأت لممارستها للإسهام بإعالة أسرهن .
    ولفت الشيخ مهدي العقربي انتباه الأهالي إلى انه ومنذ فترة سعى لنقل هموم أبناء المنطقة إلى بعض المنظمات والجهات الرسمية ومتابعتها لتنفيذ بعض المشاريع التنموية وتقديم الدعم للمواطنين والأسر الفقراء في المنطقة .
    واشار إلى انه تحصل على العديد من الوعود من تلك الجهات والمنظمات لدعم المنطقة في المجال الزراعي وصيد الأسماك ودعم السر والمرأة غير ان تلك الوعود لن تنفذ إلا في حال وجدت كيانات اجتماعية أهلية ومهنية أسوة تم تنفيذه بمحافظات مجاورة مثل لحج وأبين .
    وأكد الشيخ مهدي العقربي خلال كلمته انه وفي إطار حرصه واهتمامه بدعم المرأة بأنه بصدد إنجاز مشروع تنموي من خلال تقديم آلات الخياطة والتطريز لشريحة واسعة من النساء للعمل عليها لتحسين وضعهن المعيشي والأسري .
    ودعا الشيخ مهدي العقربي في ختام كلمته أبناء منطقة بئر أحمد وضواحيها للجلوس والتشاور مع بعضهم البعض وتشكيل لجان تحضيرية لتشكيل جمعية زراعية وأخرى سمكية ونسوية وجمعيات مهنية ، كما دعاهم إلى الترفع عن الصغائر وتجاوز أي خلافات ، مؤكدا بانه لن يرتاح له بال أو يطيب له منام واسوف يعمل كل ما بوسعه وبكل إمكانياته ومقدراته للعمل لصالح هذه المنطقة وجلب الخير والمنافع لها ولأهلها .
    كم ألقيت خلال الاجتماع العديد من الكلمات أبرزها كلمة لرئيس المجلس الأهلي في المنطقة الشيخ طه ماطر وكلمة عن الشخصيات الاجتماعية ألقاها الشيخ حيدرة عطاء وكلمة ألقاها الأخ / محمد علي السمنتر وكلمة عن شباب بئر أحمد القاها الأخ أحمد نصر سعيد وكلمة للشيخ رشاد عوض بيسي شيخ منطقة القلوعة كلمات ومداخلات أخرى .

واستنكر جميع الكلمات الصمت الذي تبديه الجهات المختصة عن معاناة المواطنين في منطقة بئر أحمد التي قالوا بأنها تفتقر إلى ابسط الخدمات بالإضافة إلى إدانتهم واستنكارهم ورفضهم لكافة الظواهر السلبية والدخيلة عن المنطقة .

وأكد جميع الحاضرين في اللقاء التفافهم ووقوفهم خلف شيخ مشائخ المنطقة الشيخ مهدي العقربي في كل مساعيه الهادفة لخدمة المنطقة والقضاء على كافة الظواهر والمظاهر الدخيلة على المنطقة وأنهم سيكونون له عونا وسندا في أي خطوات سوف يقدم عليها من شأنها بأن تعود بالنفع على المنطقة وإخراجها من الوضع المأساوي الذي تمر فيه .

ووجه الاجتماع رسالة هامة إلى السلطات المحلية والأمنية للقيام بواجبها تجاه منطقة بئر أحمد وإيلائها الأهمية من خلال توفير المشاريع الحيوية والخدمية التي تلامس حياة المواطنين والإسهام بفتح مركز شرطة في المنطقة والإسهام بالتخفيف من معاناة المواطنين من خلال توجيه المنظمات العاملة باستهداف المنطقة بالمشاريع والمعونات النقدية أسوة بباقي المناطق .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى